عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: الفساد أشد خطراً من الإرهاب

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

50 مليار دولار تضيع سنوياً فى إفريقيا بسبب الفساد، هذا الرقم المعلن رسمياً ليس سهلاً، وما بالنا بالأرقام الأخرى الخفية غير المعلنة فى هذا الشأن، ما يعنى أن القارة الإفريقية تعانى معاناة شديدة من الفساد الذى يستوجب المكافحة بكل السبل، لأن الفساد هو الوجه الآخر للإرهاب، بل إن وطأة الفساد أشد وأنكى، ولذلك جاء المنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد بشرم الشيخ لتقود مصر المرحلة القادمة فى مكافحة الفساد، كما قادت من قبل الحرب على الإرهاب.

الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، والفساد ليس سرقة أموال فحسب، وإنما يشمل أموراً كثيرة يدخل من بينها الروتين والبيروقراطية، والحقيقة أن مصر الجديدة التى تتبنى مشروعاً وطنياً بعد ثورة «30 يونيه»، وتخوض معارك واسعة على كل الاتجاهات والأصعدة، بدأت بالحرب على الإرهاب، والحرب من أجل التنمية المستدامة، والحرب على الفساد، بهدف رئيسى وهو تأسيس الدولة العصرية الحديثة التى تتحقق فيها الحياة الكريمة للمواطن، والمعروف أن الفساد كما قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، فى كلمتها أمام المنتدى الإفريقى يؤثر بالسلب على إيرادات الموازنات العامة للدول، والكفاءة الاقتصادية للمؤسسات، كذلك له تأثير بالغ على كفاءة وفاعلية التنظيمات الإدارية العامة وبيئة الاستثمار، ويتسبب الفساد فى زيادة الاقتصاد الخفى، وتقييد وتقليص فرص النمو الاقتصادى، بل الأخطر من ذلك كله أن الفساد يزيد من معدلات الفقر، ولا نكون مبالغين إذا قلنا أن الفساد هو العدو الحقيقى للتنمية، ولذلك يجب مكافحة الفساد بكل صوره وأشكاله من أجل تحقيق التنمية المستدامة سواء فى مصر أو أى دولة فى العالم.

لذلك استراتيجية مصر الجديدة، هى مقاومة ومكافحة الفساد بدرجة لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب، حتى تضمن مصر تحقيق التنمية الحقيقية التى تعود بالخير والنفع على المصريين الذين صبروا كثيراً من أجل الحياة الكريمة، ولذلك نجد أن هناك حرصاً مصرياً على محاربة الفساد بكل أنواعه المختلفة، والحقيقة أن الأجهزة الرقابية فى مصر تقوم بهذا الدور بشكل فعال وأكثر من رائع، ولا نستثنى من ذلك أحداً بتفعيل القانون على كل الفاسدين سواء أكانوا عاديين أم فى موقع المسئولية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد حققت الرقابة الإدارية خلال الأعوام الماضية نشاطاً ملحوظاً فى هذا

الشأن، وسقط فى قبضة العدالة مسئولون فى مواقع مختلفة، ويأتى ذلك ضمن خطة موضوعة أو لنقل استراتيجية واضحة الملامح، هدفها تذليل كل العقبات التى تواجه التنمية؛ لأن الفساد يلتهم أى تنمية تتم، والحقيقة أن مصر خلال السنوات الماضية حققت إنجازات فى مضمار التنمية لا ينكرها إلا كل جاحد أو أعمى البصر والبصيرة.

وكم عانت مصر كثيراً على مدار الأربعين عاماً الماضية من كوارث الفساد الذى ساد بالبلاد، والمعروف أن القضاء على الفساد الذى استشرى فى سنوات لا يتم بين عشية وضحاها، وإنما يحتاج إلى فترة حتى يتم قطع دابره تماماً، ومن نعم الله أن هناك استراتيجية مصرية قوية تهدف إلى دحر الفساد كما تم دحر الإرهاب.

فى مصر الجديدة والمشروع الوطنى الجديد، سيتم القضاء على الفساد الذى صار إلى الركب، وسيتحقق الحلم المصرى فى التنمية المستدامة، ما دامت هناك حرب مستمرة وفاعلة على كل فاسد أو مفسد، ولذلك فإن المنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد هو بمثابة وثيقة حرب أعلنتها مصر ضد الفساد، خاصة لدينا، ولدى القارة الإفريقية فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، لقد أنهت مصر عصر الفوضى، لتؤكد الاهتمام المتزايد بمكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره المختلفة، من أجل تحقيق التنمية الحقيقية التى بدأت، ولذلك وجدنا ثلاثة أمور لا ينفصل بعضها عن بعض، تحقق الخير والمنفعة للناس، وهى الحرب على الإرهاب، والفساد والحرب من أجل التنمية المستدامة، وهذه هى سياسة المشروع الوطنى الجديد، الذى بدأته مصر العصرية الحديثة.

[email protected]