رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في ذكرى نياحة معلم أولاد الملوك.. تعرف على سيرة القديس أرسانيوس

القديس أرسانيوس معلم
القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك

يصادف اليوم الثلاثاء الموافق من الشهور القبطية 13 بشنس، ذكرى نياحة الأب العابد والقديس الحكيم أرسانيوس الذي اشتهر خلال مسيرته الغزيرة بالإنجازات بلقب معلم أولاد الملوك، فقد جاء عن سيرة هذا القديس أنه عاش بروما العظمى وكان من أفاضل فلاسفتها، ولد بمدينة رومية عام 350م، من والدين مسيحيين وكان والده من أكابر البلاط المقربين إلى الملوك عمومًا و من ملك القسطنطينية (ثاؤدسيوس الأول) بصورة خاصة.

نال هذا القديس العظيم ثقافة عالية كما كان من الأشراف وحرص على تعلم الثقافة اليونانية وعلوم الكنيسة حتى تم رسمة شماسًا، وعندما ذاعت شهرته بين الملوك عُرف بفيض علمة طلب الملك ثاؤدسيوس الكبير بإحضاره إلى القصر وائتمنه على تعليم والديه "أنوريوس وأركاديوس" ، لما وجده من صفات المعلم الناجح ذو الحكمة و لعل لهذا السبب التصق بهذا القديس لقب معلم الملوك إذ نال شهرة واسعة في عصره لما كان يحمله الملوك آنذاك من تقدير لمكانة أرسانيوس القديس.

كان القديس أرسانيوس راهبًا باحثًا عن الإيمان بمختلف صورة لذا حرص على تعلم الايمان المسيحي بإخلاص واعتاد هذا القديس على محاكاة الله وروت بعض الكتب القبطية التي تناولت سير القديسين أن بعد موت حاكم القسطنطنية تولى أنوريوس الملك و قد تعهد على الانتقام من هذا المعلم عندما تذكر أنه كان قد ضربهما ذات مرة وأنه كان معلمًا قاسيًا، وقد ذكرت إحدى الرويات أنه عندما بلغ الأربعين من عمره جاءه هاتف في قلبه يرشده إلى البعد و اللجوء إلى الله فترك روما سرًا تاركًا وراءه ممتلكاته الكبيرة و ما حصل عليه من مركز و شهرة خلال حياته السابقة، و اتجه إلى الإسكندرية بمصر، ومنها إلى برية شيهيت و التي تعرف حاليًّا بوادي النطرون مركز الرهبنة في أفريقيا إذ تعد مصر هى منبع الفكر الرهباني في العالم عندما أسسة القديس الأنبا أنطونيوس أبو الرهبنة و مؤسس الأديرة القبطية.

ثم التحق أرسانيوس بدير القديس مقاريوس الكبير ببرية شهيت و بدأ في ممارسة العبادات

والصوم والصلاة، وقد قيل عن الأنبا أرسانيوس خلال فترات الرهبانية أنه كان ذكيًا جدًا وفطن، فلم يكن محتاجًا لإرشاد مباشر، بل كان يتعلَّم من كل حدث يحدث فقد حرص على تعلم ما يعرف كنيسًا بـ "ألفا – فينتا" والتي تنعى الفضائل الإيمانية من راهب مصري بسيط.

وأتقن فضيلة الصمت ولما سئل عن سبب ذلك قال: "كثيرًا ما ندمت علي ما تكلمت ولكني لم أندم علي السكوت".

وكان حسن المظهر بشوش الوجه، ومتواضعًا يعمل على خدمة الكنيسة و نشر تعاليمها وحرص على العمل بيديه والتصدق بما يملك وقد وضع تعاليم نافعة وكان إذا دخل الكنيسة يتواري وراء عمود حتى لا يرى أحد أعماله الخيرية.

وحين بلغ السبعين عامًا من عمره زار القدس وقام بأداء الحج وتبارك بالتجول داخل الأراضي المقدسة ثم عاد إلى بلدة الإسقيط بوادي النطرون ليقضي ماتبقي من عمره في خدمة دير الأنبا مقاريوس الكبير، بعد أن استمر في الالتحاق بعدد من الأديرة المصرية من الإسكندرية الذي استمر في أديرتها ما يقرب من ثلاثة سنوات ثم توجه إلى أحد الأديرة بجبل طرة و استمر بداخله لمدة عشرة أعوام، ثم عاد إلى برية شهيت (در الأنبا مقاريوس) الذي قضى بداخله لما يقرب من أربعون عامًا، ثم رحل إلى الأمجاد السماوية و تنيح بسلام عام 445م.