رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاتها.. تعرف على أشهر ما اتصفت به أم المؤمنين

بوابة الوفد الإلكترونية

كانت ثالث زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأحب الناس إليه، وكُنيتها أم عبدالله، كما لُقبت بالصديقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وقد تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر، ولم يتزوج امرأة بكرًا غيرها، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى، هي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق خليفة النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة.

 

كانت عائشة من أعلم النساء بدين الإسلام، وكان لها دور كبير في نقل الكثير من أحكام الدين والأحاديث النبوية، حتى قال الحاكم في المستدرك: "إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة"، وقال مسروق بن الأجدع: "رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض"، وقال الزهري: "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل"، وقال الحاكم في المستدرك أن "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ"، وكان عمر يحيل إليها كل ما يتعلق بأحكام النساء، أو بأحوال النبي البيتية، كما كان لا يضارعها في هذا الاختصاص أحدٌ على الإطلاق. 

 

توفت السيدة عائشة في السادس عشر من رمضان سنة 58، بعد النبي بسبعة وأربعين عامًا ودفنت في البقيع، وفي ذكرى وفاتها تعرض"بوابة الوفد"، أشهر الصفات التي اتَصَفَت بها أمّ المؤمنين رضي الله عنها.
 

العلم الغزير
تُعد السيّدة عائشة من أَفْقه الصحابيّات وأكثرهن عِلماً، إذ إنّها رَوَت عن النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، وقد كانت من أفصح أهل زمانها، فقد روى عنها الحديث العديدُ من الصحابة لفَضلها وعِلمها، حيث قال فيها عطاء: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامّة، وقال عنها أبو موسى الأشعري: "ما أشكَل علينا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا"، وذلك لغزارة عِلمها، كما لم تَكْتَفِ السيّدة عائشة بعِلم الحديث، والفقه فحسب، بل تَمَيَّزت في علوم الحلال، والحرام، والشِّعر، والطبّ، والمواريث، والأنساب.

 

 الكرم والجود
عُرفت السيدة عائشة بالكرم الشديد على الفقراء والمساكين، فقد كانت من أكرم أهل زمانها، ويُذكر أنها باعت بيتاً لها، ووزعت ثمنه على الفقراء ولم يتبق لها من ثمنه شيئاً، حيث تعلمت ذلك من أبيها الصدِّيق الذي كان يُنفق كلّ ماله في سبيل الله، ويذكر أنّ معاوية بن أبي سفيان ذات مرَّة أَرْسَل إليها مئة ألف درهم، فَقَسَّمتها على الفقراء، والمحتاجين، ولم تُبْقِ لنفسها شيئاً، ثمّ ذَكَّرَتها جاريَتُها بأنَّها صائمة، فلو أنَّها أبقت لنفسها دِرْهماً تشتري به لحماً، فأجابتها عائشة -رضي الله عنها-: "لوْ ذَكَّرْتِني لَفَعَلْتُ".

 

 العبادة
 تميزت السيّدة عائشة بعبادتها الدائمة

فإذا أَدت شيئاً من عبادة التزمت به وثبتت عليه، حتى وإن كان يسيراً، ولقد رُوِي عن عبدالله بن قيس أنَّها أَوصَته بقيام الليل مُقتدياً في ذلك بنبيّه صلَّى الله عليه وسلَّم، كما أخبرت عنها رميثة بنت حكيم أنَّها كانت تُصَلِّي صلاة الضحى ثماني ركعات، وتُطِيل فيهن، إضافة إلى أنّها كانت تُكثر من النوافل الأخرى، كالصيام، حتى إنَّها كانت تصوم في السفر، ولا تأخذ بالرُّخصة؛ وذلك لعُلو همَّتها رضي الله عنها.

 

الوَرَع واجتناب الشُّبهات
 فقد رُوِيَ أنَّ عَمّاً لها بالرضاعة أراد أن يَدْخل عليها، فمنعته إلى أنْ استأذنَت في ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبرها بجواز ذلك، فأدخلته، ومِنْ وَرَعها كذلك، كانت تَحْتَجِبُ حتى عن العُميان، وتتعذَّر بأنَّه إن لم يكن يراها، فإنَّها تراه، فتَحْتَجِب عنه، وقد رُوِيَ عنها قَوْلُها: "كنتُ أدخلُ بيتيَ الذي فيهِ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وإنِّي واضعٌ ثوبي، وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي، فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ- معَهم، فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ".

 

الصبر
اتسمت السيدة عائشة رضي الله عنها بالصبر، ودليل ذلك أنّها وقفت بثبات وصبر إلى جانب الرسول عليه الصلاة والسلام في دعوته للإسلام، وورد أنّها كانت تأكل الأسودان معظم أيام الشهر وتصبر على الجوع، وكان خير مثال على صبرها هي حادثة الإفك.

 

التواضع والزهد
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها زهيدة في حياتها، ومتواضعة في تعاملها مع الناس، حيث ورد أنها كانت تلبس الملابس التي يرفض الخدم ارتدائها دون كِبرٍ أو خجل.

 

الإيثار
ولها فيه الكثير من المواقف وأشهرها عندما طُعن عمر بن الخطاب وأحسَّ باقتراب أجله، استأذن السيدة عائشة أن يُدفن إلى جوار الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبو بكر، فآثرته على نفسها وقبلت أن يُدفن إلى جوارهما.