عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: معركة التنمية فى سيناء

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

فى الوقت الذى تبذل فيه كل التضحيات وتقديم الشهداء من أجل اقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه من خلال الحرب الضروس ضد جماعات التطرف الممولة خارجياً، تقوم الدولة بمعركة أخرى بالتوازى مع معركة الإرهاب، من أجل التنمية.. لم يعهد العالم شعباً بهذه الشاكلة العظيمة الرائعة، القيام بحربين فى آن واحد.. حتى الدول الكبرى التى تحسب ذاتها متقدمة لا تقوى على ما يفعله الشعب المصرى العظيم.

الحكاية أن المصريين الأشداء، وضعوا أياديهم  فى يد جيشهم العظيم وراحوا يحاربون الإرهاب بالتنمية الحقيقية وليست تنمية الشعارات الرنانة الجوفاء، وإنما بتحقيق واقع ملموس على الأرض، فسيناء الغالية على النفوس التى تخضبت أرضها بدم الشهداء الأبرار بدأت عهداً جديداً من خلال استراتيجية جديدة حديثة يقوم بها حالياً الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى ربط سيناء الحبيبة بالوادى بشكل عملى من خلال شبكة أنفاق أسفل قناة السويس.

إنشاء أنفاق تحت القناة كان حلماً صعب التحقيق فى الماضى، وعندما يتحقق الآن فإن هذا ليس إنجازاً فحسب، وإنما هو معجزة تحققت على الأرض، لا تقل أهمية عن إنشاء السد العالى، وهذه هى قوة المصريين الحقيقية فى تكاتفهم وتلاحمهم مع قواتهم المسلحة، وهذا هو السر الذى يغضب أعداء الأمة، وفشلت كل القوى المعادية لمصر في أن تلعب فى هذه المنطقة.. إن ربط سيناء بالوادى من خلال شبكة الأنفاق يعنى تنمية حقيقية لها، وقد عبر عن ذلك الرئيس عندما أعلن صراحة أن هناك مشروعاً تنموياً عمرانياً ضخماً سيتم  خلال عامين أو ثلاثة تبلغ تكاليفه المالية أكثر من مائة مليار جنيه.

الحقيقة وكما قال الرئيس صراحة للدنيا كلها إن الدولة المصرية الجديدة لا تبيع الوهم لشعب مصر، والأنفاق الأربعة التى تم تشييد اثنين منها فى بورسعيد واثنين آخرين فى الإسماعيلية، هي بمثابة نصر وعبور جديد لمصر، وتنمية واقعية وحقيقية لأرض الفيروز.. وهذا الإنجاز العظيم، لم يأت من فراغ، وإنما هو نتيجة عزيمة شديدة، وجهد وعرق بذله الشعب مع جيشه العظيم، وهذا هو سر النجاح الذى تحقق على أرض الواقع.

والمعروف أن هذه الأنفاق ستختصر زمن عبور القناة الى «15» دقيقة فقط بدلاً من الانتظار على المعديات لمدد تصل إلى بضعة أيام، وتصل مسافة انتظار السيارات إلى حوالى 5 كيلو مترات، وكذلك سيتم التخفيف عن نفق الشهيد أحمد حمدى الذى تم إنشاؤه منذ 36 سنة، ثم إنه رغم حفر الأنفاق تم إنشاء تجمعات سكنية مثل الإسماعيلية الجديدة ومجموعة من الطرق والمحاور مثل طريق المرشدين والمعاهدة وخط سكة حديد بورسعيدـ السويس، والعديد من المرافق أبرزها خط غاز طبيعى رئيسى.

وضمن خطة تنمية هيئة قناة السويس قامت الهيئة بتنفيذ استراتيجية جديدة لتحويل شركاتها إلى كيانات إنتاجية قادرة على رفع تصنيف القناة،

بتحسين مستوى الخدمات البحرية لمواكبة مشروعات التنمية، وأعلنت الهيئة من خلال الجهد الكبير الذى يقوم به الفريق مهاب مميش، دخول سفينة الخدمات البترولية «أحمد فاضل» الخدمة، والتى تعد أكبر وحدة إمدادات بترولية بالشرق الأوسط بما يعزز التنافسية. وهى سفينة متعددة الأغراض وإمدادات ودعم لوجيستى، وتعود بالنفع على الاقتصاد المصري من المساعدة فى العمل بحقول الغاز والبترول فى البحر المتوسط خاصة بعد الاكتشافات الأخيرة، فهى مصممة لحمل غواصات الكشف والتحكم فى خطوط البترول «Rov» تحت سطح البحر عن بعد. وهى وحدة من أحدث المعدات المتطورة لتكنولوجيا تنفيذ عمليات تشغيل وصيانة آبار البترول والغاز لأعماق تصل الى ثلاثة آلاف متر.

وفى إطار خطة التنمية بسيناء، تمت إقامة كوبرى الشهيدين أحمد منسى وأبانوب جرجس، وهما كوبريان عائمان تتمثل أهميتهما فى التكامل مع مرفق المعديات والأنفاق، لمزيد من الربط بين سيناء والوادى بطول المجرى الملاحى للقناة وكمحور رئيسى بالمشروع القومى لتعمير سيناء.

كما أن هناك مشروع الاستزراع السمكى الذى وفر فرص عمل كثيرة، فى حين تشير دراسة الجدوى إلى وصول فرص العمل إلى عشرة آلاف فرصة، وينتج المشروع أسماكاً بحرية عالية الجودة.. وهو يسهم فى تحقيق أهداف الدولة لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة القناة وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.

خلاصة القول إن مصر الحديثة التى تتصدى للإرهاب بدم أبنائها، تضع فى الحسبان أن التنمية معركة رئيسية فى الحرب على الإرهاب وأن كل القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذتها الدولة هى وسيلة مصر للحفاظ على كيان الدولة المصرية، كما أن سيادة مصر على أراضيها التى هى جزء لا يتجزأ من الكيان المصرى، تأتى بالتنمية.. كما أن المصريين يتحملون نتيجة أى قرار صعب إنما لسبب مهم هو الحفاظ على البلاد من مخططات ومؤامرات التقسيم الموضوعة ضمن سيناريو يريد هدم مصر.

[email protected]