رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور والفيديو.. حكايات من داخل أروقة المعز

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد شارع المعز الذي شيده المعز لدين الله الفاطمي، أوالشارع الأعظم، متحفًا مفتوحًا لمشاهدة العمارة الإسلامية التي أبهرت العالم من زوار و فنانين، حيث تستطيع من خلال التجول في أروقته استنشاق روائح سحر الماضي ونوادر التاريخ، المتمثلة على جدران المكان في كل جانب، وأيضًا رؤية الورش الفنية المتنوعة التى تستلهم  تراث الماضي.

وفي منطقة النحاسين بشارع المعز، يوجد متحف النسيج الذي يعتبر أول و أكبر متحف للنسيج بالشرق الأوسط، و الذي يحتوي على مشغولات متنوعة من النسيج بداية من العصر الفرعوني و حتى أسرة محمد على. 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج، أن المتحف يعقد من حين لآخر عدة معارض مجانية لمختلف أنواع الفنون في محاول للحفاظ على منتجات الهوية العربية، أخرهم كان معرض تم إقامته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، بمشاركة عدد من الدول العربية و الإفريقية منها السودان و النيجرو المغرب والقاهرة و بور سعيد وحلايب و شلاتين، بالإضافة إلى الجامعة السويس و القاهرة، تزامنًا مع إقامة كأس الأمم الإفريقية و أيضًا رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإتحاد الإفريقي.

وكشف خلال حديثة لـ" بوابة الوفد"عن إقامة احتفالة خلال شهر رمضان القادم، بخصوص كيفية استقبال الشعب المصري أيام رمضان في السنوات الماضية.

ومن جانبها، قالت رُلى جمال، إحدى مصممات  المشغولات اليدوية، إنها تقدم  مشغولتها اليدوية التى تصنعها جميعها من الجلد الطبيعي مثل الحقائب و المعلقات على الجدران و محافظ عملات، لافتة إلى أن الفكرة بدأت معها عن طريق إبنتها التى كانت تأخذ دورات تدريبية في هذا المجال، ثم فعلت مثلها.

وأوضحت أنها تمارس هذا العمل منذ 8 سنوات، بالإضافة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض منها ساقية الهاوى و بيت السنارى، و المعرض الدولي للحرف اليدوية، مشيرة إلى أن القطعة تأخذ منها من 5 أيام إلى 3 أسابيع .

 واستطرد:" منتجتها تحظى بقبول جماهيرى من الأجانب أكثر من العرب".

فيما أشارت الاء خالد الفتاة العشرينية، إلى أنها تقوم بعمل لوحات بستخدام الورق المقوى ومن ثم صنع مناظر طبيعية أو صور نصفية للمشاهير، مضيفًا أنها تحلم بتطوير هذه المهنة عن طريق التوسع و الإنتشار.

وعن طرقة دخولها في هذا المجال قالت إنها تهوى هذه المهنة، و تعلمتها عن طريق مشاهدة فيديوهات الإنترنت، موجهه رسالة للفتيات بضرورة العمل نظرًا لأنه مشروع مربح و لمساعدة الفتاة على مواجهه صعاب الحياة.

ولا يمكن أن نتحدث عن الفنون التراثية الشعبية بدون النظر إلى فن " التكفيت" حيث يقول الشيخ بيومي محمد، صاحب ورشة للمشغولات النحاسية، البالغ من العمر 57 عامًا، إن هذا الفن عبارة عن تطعيم النحاس بالفضة وغيرها من المعادن، ومن ثم تطبيق مناظرتمثل الحياة اليومية للقدماء المصرين وأيضًا شغل الرسومات القبطية والإسلامية.

وكان للشيخ بيومي موقف مع الرئيس الأسبق، حسني مبارك، قائلًا:" كنت من ضمن المبعوثين في احتفالية بقاعة المؤتمرات بحضور مبارك، حيث تحدث معي في غضون دقيقة، عن التراث الشعبي، وقال لممدوح البلتاجي، وزير السياحة، آن ذاك إنني بمثابة سفير لمصر و بناءًا عليه اصدر أمر للبلتاجي بصطحابي معه في عدة دول بالخارج لتمثيل مصر مع وزارة السياحة عن طريق منتجاتي ".

فيما أشار الحسين عبد المقصود، الرجل السبعيني، أن عائلته تعتبر الأقدم في فن التكفيت، حيث كان من مصممين باب ضريح مقبرة "أغا خان" في اسوان وذلك عام 1963، و أيضًا رمم أبواب في متحف الفن الإسلامي، فترة الستينات، لافتًا إلى أن ورشتة تساهم في التدريب العملي لطلبة كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية بدون مقابل نظرًا لأن الطلاب يدرسوا هذه المناهج بشكل نظري فقط.

ومن أجل احياء حرفة التكفيت، نظموا أيضًا ورشة عمل في المتحف المصري بالتحرير، لمدة شهرين بدون مقابل.

  كما أعرب عبده مشالي، مصمم فنون التراث الشعبي، من محافظة بور سعيد، عن استياءه من إندثار هذه الحرف التى تعبر عن الهوية العربية منذ آلاف العقود، لافتًا إلى أنه في هذا العمل منذ ثلاث سنوات، و انه مقبلة عليه من باب الهواية إلى جانب عمله الخاص، من أجل احياء التراث القديم للأجيال الصاعدة التى لا تعرف شيئًا عنه.

وعن انواع المشغولات التى يقدمها قال، إنه يقوم بصنع الشكماجيات و ماكيتات من عربات الترمس و حب العزيز، و ابور الجاز و الالات الموسيقية التراثية مثل الربابة و غيرها.

وأضافت ريهام سلامة، أستاذ مساعد في كلية التربية الفنية، جامعة السويس، إنها تأتي إلى المناطق الأثرية بالقاهرة، مع طلابها بالجامعة في شارع المعز و متحف النسيج و غيرها من المناطق السياحية، لعرض منتجاتهم و التى تتنوع بين خيامية و هى عبارة عن إعادة تدوير بقايا الأقمشة وإشغلها بالتطريز اليدوى و من ثم إدخال رسومات متنوعة عليها، بالإضافة إلى عمل مشغولات جلدية و عرائس قفازية، و أقنعة إفريقية.

و قال دكتور أيمن عبد القادر، أستاذ التربية الدولية، ورئيس مجلس إدارة اندية اليونسكو للحفاظ على التراث، إننا نشارك في الكثير من المعارض من خلال عرض منتجاتنا والتى تحتوى على فنون التراث الشعبي بروح إفريقية، لافتًا إلى أن اندية التراث تتنوع بين 12 نادي ما بين الجلود و الخط العربي و الأرابيسك و الحلى، إلى جانب الورش و الوعى الأثري.

و أردف :" لنا أيضًا اهتمام خاص بتوثيق الخطوط المندثرة على العمائر الإسلامية، مثل الخط الكوفي المصحفي، الذي يعتبر أقدم خط كتب به القرأن الكريم، و الثلث المملوكي، الذي ابتكره المماليك من أجل الكتابة على العمائر.

و كشف عن فتح مقارات جديدة في محافظة الإسكندرية لنشر فكرة الحفاظ على التراث في القريب العاجل و بدون مقابل.

 ولفت أيمن عبد العال، صاحب ورشة حرف تراثية، أنه يقوم بعمل 7انواع من الفنون تتنوع ما بين، الزجاج المعشق بالجبس و الرصاص، و أيقونات قبطية مطعمة بورق من الذهب، تتناول موضوعات متنوعة للسيدة العزراء و السيد المسيح، بالإضافة إلى تصميم البراويز الفرانساوي مثل التى في قصر محمد على و عابدين، فضلًا عن رسم لوحات زيتية و نحت مجسمات، موضيفًا أنه توارث هذه المهنة من الأجداد.

و تابع قائلًا:" المهنة تغيرت من حيث التطور الدائم التى اصبحت عليه، علاوة على غلاء المواد الخام و عدم توافرها في الأسواق المصرية، مشيرًا إلى أن المهنة تواجه تحديات كبيرة في صناعة الزجاج، و التى تكمن في الرمال التى نصدرها من الصحراء البيضاء، ثم نستوردها رمالة نقية مع السليكون بأسعار مضاعفة، نظرًا لأننا لا نمتلك الإمكانيات المناسبة لتكريرها.

و نوه أيمن عن صعوبة آخرى في المهنة هي غياب الصبي الصغير في الورشة، وفقًا لقانون عمالة الطفل، متابعًا " يوجد الكثير من الأطفال التى تبيع في الشواع و أعتقد بأن تعليمهم حرفة لضمان عمل في المستقبل أفضل من تركة يتجول في الشوارع،

ولا ننسى أيضًا أن هناك أطفال لا تهوى التعليم و إنضمامهم إلى ورش عمل سيساعد على عدم اندثار هذه الحرفة.

وأشارت الدكتورة، رشا مرُجان، فنانة تشكيلية، إلى أنها تستخدم نوع جديد من الفنون هو فن الرسم على المياة، الذي تطبقة على القماش، الراجع للقرن 12 آبان العصرالعثماني، حيث كان يستخدم كخلفية لكتابة الخط العربي؛ للحفاظ على الرسائل الرسمية من التزوير، و الذي يطبق في مصر على أغلفة الكتب النادرة، منها مصحف الأمير " جقمق الذي حكم مصر لمدة ثلاث سنوات، في الحقبة العثمانية، المتواجد في متحف الفن الإسلامي.

وأضافت أن البداية كانت من خلال مشاهدة أغلفة الكتب المتواجدة في الجامعة الأمريكية و المركز الثقافي الفرنسي، ثم عرفت أنه لا يستخدم على القماش، متابعًا " و بدأت أتساءل بما أن تخصصي هو طباعة يدوية على المنسوجات  قررت أن انقل فن الرسم على المياة من الورق إلى القماش".

وكان للجانب الفلسطيني حضور قوى في شارع المعز من خلال المشاركة بالدبكة الفلسطينية و منتجات تراث الشعب الفلسطيني حيث قالت وسام الريس، مسؤلة الإعلام في الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أنها تعيش على أرض مصر منذ حوالي 30 عامًا وقد تم دعوتها من قبل متحف النسيج لحضور هذه الفاعلية، حيث شارك الجناح الفلسطيني بفرقة " الفالوجة" للأغاني التراثية الفلسطينية، وأيضًا تم عرض المشغولات الفلسطينية المعروفة مثل المنتجات المطرزة و بالزخارف التى ترجع إلى العصر الكنعاني، معربة عن ساعدتها البالغة من الإقبال المصري الكثيف و الذي تجلى من خلال حجم المبيعات التي حققنها و تضامن الشعب المصري معنًا عن طريق رفع الأعلام فلسطين.

وكان لمتحف الفن الإسلامي دورًا لإنعاش التراث الشعبي حيث قال دكتور عبد الحميد عبد السلام، مدير إدارة التدريب والنشر العلمي في متحف الفن الإسلامي، إن المتحف يعقد طوال العام عدد من المعارض سواء داخل أو خارج المتحف والذي كان أخرهم افتتاح معرض في الجامعة الأمريكية بالتحرير، وهذا بالتنسيق مع المركز الثقافي الأمريكي والذي ضمن 30 حرفي من مختلف انواع الفنون و التى منها صناعة الفخار و المعادن و النسيج و الديكوباج و الذى هو عبارة عن إعادة تدوير الأشياء القديمة و من ثم الخروج بمنتج جديد، و أيضًا السيرما و نوع من التطريز يشبة كسوة الكعبة.

وأوضح أن المعوقات التى تواجه هذا المجال، هي عدم الأهتمام بالحرفيين، فضلًا عن عدم إقامة المعارض المفتوحة التى يتواجد بها الجمهور بشكل كثيف مثل المعرض الذي أقامة متحف الإسلامي في محطة مترو محمد نجيب.

 معلقًا على غزو الصين لعالم التراث الشعبي العربي، قائلًا:" نجت الصين بشكل كبير في هذا المجال لاسيما في منتجات الخط العربي، لكنها تفتقد الروح العربية".

و نوه حسن أمين، على أنه متخصص في صناعة فوانيس إسلامي من العصر الفاطمي والتى تتميز بأوراق نباتية و أيضًا الفوانيس المملوكية والتى تتميز بالخطوط المستقيمة  الأطباق النجمية، مضيفًا أنه يصنع أيضًا الفوانيس اليهودية والتى تمتاز بنجمة داود، كما أنه يصنع الشمع ذات الطراز الإسلامي و القبطي و الذي يلقى رواجًا كبيرًا في احتفاليات اعياد الميلاد المجيد.

و أردف أنه في هذا المجال منذ 40 عامًا، بالإضافة إلى أنه المواد التى يستخدمها هى النحاس و الألبستر، مناشدة وزارة السياحة و الأثار و الخارجية، في التركيز على تنشيط الدعاية على النتجات التراثية.

و قالت سهير سيد، أحد مصممي الحرف التراثية، إنها في هذا المجال منذ 20 عامًا، مشيرة إلى أن الفكرة بدأت معها منذ اختفاء الطبلية و فرن الخبيز الطيني من المنزل، متابعًا" ثم لاحظت اندثار التراث المصري القديم من حولي بسبب هجوم التكنولوجيا على عقول البشر.

ولفتت إلى أنها تصمم تماثيل فخارية مستوحية و الناس البسطاء مثل الفلاح المصرية و البائعين في الأسواق وأيضًا فرقة أم كلثوم، مشيرة إلى أنها شاركة في معارض عدة منها مهرجان الملك عبد العزيز للأبل بالرياض في السعودية حيث كانت السيدة الوحيدة ضمن 137 شاب من المشاركين في المهرجان.

وعن الصعوبات التى تواجها قالت إنها تواجه مشكلة كبيرة في تصدير منتجاتها الفخارية إلى الخارج، نظرًا لارتفاع تكلفة الشحن.

فيما نوهت جيهان عبد القادر، إلى أنها لاقت مشكلة عند مشاركتها في معرض ديارنا تبع الأسر المنتجة، حيث تم و ضعهم في مكان غير مرئي بشكل كافي للجمهور.

ووجهت المهندسة نسرين أحمد، نصيحة للمرأة المعيلة بتعلم إحدى الحرف من المشغولات اليدوية لكى تكون سند لها في معركة الحياة، مشيرة إلى أنها تعطي ورش تعليم تبلوهات يدوية في عدد من المتاحف والمؤسسات الأهلية.