رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسباب استخدام الخوص في الكنائس القبطية خلال أسبوع الآلام

أيقونة أحد السعف
أيقونة أحد السعف

تشهد الكنائس القبيطة الأرثوذكسية اليوم الأحد، القداسات الإلهية الاحتفالية بمناسبة أحد الشعانين أو ما يعرف باسم أحد السعف وهو أولى أيام الأسبوع المقدس المعروف كنسيًا بـ أسبوع الآلام الذي يتميز بطابع خاص وطقوس تجعله متفردًا عن غيره من المناسبات المقدسة القبطية طوال العام.

 

يُعد هذا الأسبوع هو المتمم والختام لأيام الصوم الكبير الذي يمتد لـ 55 يومًا ويسبق عيد القيامة المجيد الذي يعقد يوم الأحد 27 أبريل الجاري، وتتخذ هذه الأيام عدة أسماء مقدسة مثل "أسبوع الآلام، أسبوع البصخة المقدس، الأسبوع المقدس" كما يستهل أولى الفعاليات الدينية المتعلقة بهذا الأسبوع بـ"أحد الشعانين، أحد السعف".

 

كما يضم أسبوع الآلام عدة قصص روحية دينية في تاريخ العقيدة المسيحية حيث يحتفل فيه المسيحيون بدخول يسوع القدس وإنشاء سر التناول وبداية آلام ومُعاناة المسيح الّتي أدت في نهاية المطاف لصلبه ثم القيامة من الأموات في يوم أحد القيامة حسب المعتقدات المسيحية، وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر المتمثلة في قراءات سفر الرؤيا وفي ليلة أبو غلامسيس، كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة ومن التأملات والتفاسير الروحية.

 

ولعل أبرز ما يميز هذه المناسبة هو استخدام الأقباط السعف و الأغصان، لدى الأقباط شغف لا يوصف بالخوص (السعف) لا سيما في أحد الشعانين، حيث يكاد لا يخلو بيت منه في تلك المناسبة، وينتشر من ثَم باعة الخوص في الشوارع الذين يطلقون قلب المسيحي على الخوص، يجدر الإشارة أن العادات والطقوس الشعبية المرتبطة بالرموز والمناسبات الدينية متعددة فترتبط زراعة (البلح) بيعيد النيروز، والأطعمة الخاصة مثل (القصب،القلقاس) والخوص بأسبوع الآلام.

 

عادة ما يحرص الأقباط على إقامة التجمعات مساء السبت لاستقبال أحد السعف بالخوص المزين وصنع القطع الفنية المتعددة مثل الصلبان، الخواتم، الأكاليل، الزينة ويندر أن يوجد قبطي يدخل الكنيسة دون الخوص. ولعل سبب حبهم فيه هو ظهوره مرتبطًا في الكتاب المقدس والتقليد بالاحتفالات المبهجة،

لاسيما الشعانين والمظال واستقبال الملوك. وأمّا عن النخلة التي يؤخذ منها السعف، فهي أشجار تمتاز بالشموخ والزهو والثمار وطول الحياه ولون الحياة، كما تكون أغصانها في وضع الأيادي المرتفعة للصلاة، حتى شُبِّه الصدِّيق بها: «الصِّدّيقُ كالنَّخلَةِ يَزهو، كالأرزِ في لُبنانَ يَنمو» (مزمور92: 12).

 

ويعيش المسيحيون في هذه الأيام حالة خاصة من التعبد كما يحرصون خلال أيام أسبوع الآلام على تزين أعمدة الكنائس بالستائر السوداء وكلك الستائر الخاصة بالهياكل وتقام الصلوات بألحان حزينة  فضلًا عن إضاءة الشموع تعبيرًا عن إعلان الاحزان تذكارًا لصلب يسوع المسيح فهو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص. 

 

و تعتبر هذه الطقوس هى بمثابة تجسيد كل ما مر به السيد المسيح أثناء دخول إلى مدينة القدس و استقباله شعبها بالخوص و أغصان الزيتون والآس وهو نبات عطر، وأغصان التين، مرددين هتافًا "خلصنا"  من الحكم الروماني الذي عذب و قتل الأبرياء، و قد تعدد ذكر أسباب استخدام الاقباط لهذه الزينة و ربطها بهذه المناسبة في أسفار و مزامير متنوعة المتمثلة في (1مكابين – يوحنا10)، (لاويين23: 40) و غيرها من الأسفار و الوِرد الذي تناول أسباب احتفاظ الأقباط بهذه العادات الخاصة التي تميز التراث المسيحي و تضفى طابعًا إيمانيًا و روحيًا خاصًا بكل مناسبة و كل احتفال.