رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرّف على تاريخ كاتدرائية نوتردام في باريس

حريق كاتدرائية نوتردام
حريق كاتدرائية نوتردام في باريس

عبرت الكنائس القبطية المتمثلة في كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الكاثوليكية، عن بالغ الحزن والأسى لنبأ الحريق الذي أصاب كاتدرائية "نوتردام" الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس أمس الاثنين،مشيرة إلى أنها خسارة فادحة للإنسانية لما لها من قيمة أثرية وتاريخية بالغة الأهمية، ومن جانبها فقد أشارت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن تقديم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، العزاء والصلاة أن يمنح الله القيادة الفرنسية الحكمة في معالجة النتائج المترتبة عن هذا الحادث وأن يحفظ الله سائر بلاد العالم.

 

تعد كاتدرائية نوتردام (notre dame)، أحد أشهر المعالم الاثرية العظيمة ذات التاريخ العريق تم تأسيسها على أنقاض أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان" والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الغالو الروماني، النسخة الأولى من نوتردام كنت كنيسة بديعة بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة وذلك عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي قبة الكنيسة ترتفع إلى 33 مترًا.

 

تعنى كلمة نوتردام باللغة العربية (سيدتنا) وهى إشارة إلى السيدة العذراء مريم، تُعد هذه الكاتدرائية هى أبرشية باريس وتقع في الجانب الشرقي من نهر السين أى في قلب باريس التاريخي،وصاحب هذا المبنى العريق العديد من الأحداث التي أثرتها تراثيًا ما جعلها أحد أبرز و أهم المنشات السياحية العريقة الفرنسية و مقصد يستقطب الملايين حول العالم.

 

يعود تأسيس "نوتردام" في صورتها الحالية إلى عام 1500م،و هي من المباني الأولى في العالم التي إستخدمَت الدواعم الطائرة ولم يصمم بالأصل ليضم الدواعم الطائرة الموجودة حول الممر وصحن الكنيسة ولكن تمت إضافتها بعد أن حدث كسور في جدران الكاتدرائية مما جعل المعماريون بعمل الدواعم حول الجدران الخارجية، واستمر النمط كإضافات لاحقة، واستغرق بنائها أكثر من 100 عام.

 

تحوى هذه التحفة المعمارية على أحدث طراز رايونانت فهى شاهقة الارتفاع ومدعومة بأقواس بدون وجود أعمدة تتوسطها،كما تحتوى على ثلاثة منافذ زجاجية دائرية ضخمة يبلغ قُطر النوافذ الشمالية والجنوبية 13مترًا، وقُطر النافذة الغربية 10 أمتار.

 

وعلى الصعيد الديني فهى تعتبر أبرز المعابد ودور العبادة ذات المكانة العالمية الكبيرة و الشهرة الواسعة فهى تضم مذبح رئيسي مبني من البرونز و في مقدمتة حفر يمثل التلاميذ الإنجيليين الأربعة، ويعلو هذا المذبح الصليب المقدس، كما يضم "الأرغن" المبني في عهد لويس السادس عشر و استبدل الأرغن القديم الذي وضع منذ نشأتها الاولى والأرغن هويطلق على عدة أنواع من الأدوات التي تعزف الموسيقى عندما يتم تحريكها من طرف يد العازف وكان يعزف عليه

موسيقو الشارع في السابق وقد اتخذها الأوروبيون قديمًا كأداة لأداء الترانيم و التراتيل و الصلوات، كل هذا بجوار الصليب البرونزي وهو ضخم الحجم كان أحد هدايا وعطايا نابليون بونابرت يوضع قرب المدخل الرئيسي للكاتدرائية.

 

ذلك بالإضافة إلى الأبراج الشاهقة التي تشكل الواجهة الرئيسية من هذا المبنى الجوتي الرائع، وهنالك 422 درجة للوصول للغرفة العلوية من البرج الشمالي وفقا لما ذكر عند مدخل البرج (طاقم فرينشبيديا, عند تسلقه البرج, أحصى 383 درجة فقط)، وقد شهد مطالع هذه الأبراج أعمال الترميم في القرن التاسع عشر، وتضم الكاتدرائية غرفة كبيرة تعرف بـ(البيلفاري) وتحتوى على البوردون وهو الجرس العظيم كما يعرف حسب الوصف الكنسي المشهور وهو مصنوع من النحاس بنسبة 78% فضلًا عن النقوش المصنوعة من القصدير بنسبة 22% و يبلغ وزنه 13 طن ، ووزن مدق الجرس 474 كيلو غرام وقطره 2.61مترًا ،كما يعد هذا الجرس هو آخر الأجراس الكنسية التي تبقت بعد الثورة الفرنسية،وتم وضع هذا الجرس في البرج الجنوبي بالكاتدرائية 14 يونيو عام 1682م.

 

كان قَرع الجرس عن طريق حبال تشد بأيدي 16 رجلا بين السنوات (1851- 1930)، أُستبدلت طريقة القرع بارجوحة يشغلها 8 رجال. في سنة 1938م بدأ استخدام محرك كهربائي لقرع الجرس, هذا المحرك اُستبدل في سنة 1953م بمحرك جديد يُقرع هذا الجرس عشرة مرات في السنة في المناسبات المسيحية  لهذا الصوت شهرة واسعة.  

 

وكان لنبأ حريق هذه الكاتدرائية التاريخية بمثابة الصاعقة التي هزت أرجاء و مشاعر الملايين حول العالم فهى لم تكن يومًا مكانًا للعبادة فحسب بل كانت رمزًا تاريخيًا يروي تفاصيل العصور السابقة فضلًا عن معلم سياحي كبير عريق يثري العالم بقيمة معمارية خلابة.