رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عميد آداب القاهرة يفتح خزائن التاريخ ليكشف أسرار ثورة 1919

محررة الوفد مع الدكتور
محررة الوفد مع الدكتور أحمد الشربيني عميد كلية آداب القاهرة

قال الدكتور أحمد الشربيني، عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن الزعيم سعد زغلول كان لديه بُعد سياسي ووعي بالشعب المصري، ويرجع ذلك لمشاركته بالحركة الوطنية منذ نعومة أظافره، فقد تقلب في العمل السياسي وبين التيارات المختلفة منذ الثورة العرابية حتى وفاته، مؤكدًا أنه كان شخصية محورية ورجل المرحلة آنذاك.

وأضاف الشربيني خلال حواره مع "الوفد"، أن ثورة 1919 جاءت في توقيت هام جدًا، نظرًا لتعليق المسألة المصرية السياسية، وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؛ بسبب ظروف الحرب والقيود التي فُرضت في ذلك التوقيت، لافتًا إلى مشاركة الفلاحين، التي نتج عنها تهجيرهم من بلدانهم وإحراقها بالكامل من قبل الإنجليز، الذين تصوروا أنهم بهذه الوسائل العنيفة بإمكانهم السيطرة على الثوار وملاحقاتهم.
وإلى نص الحوار:-
 
-كيف أثرت ثورة 1919 في تاريخ مصر ومستقبلها؟
ثورة 1919 تعتبر واحدة من أهم الثورات في تاريخ مصر بشكل عام، وتاريخ مصر الحديث والمعاصر بشكل خاص، لأنها جاءت كرد فعل لتميع انجلترا للمسألة السياسية المصرية وعدم وفائها بالوعود التي قدمتها للمصريين منذ بداية الحرب وحتى الثورة، وكانت قد قدمت للمصريين مجموعة من الوعود التي تفيد بأنه بمجرد انتهاء الحرب وانتصار انجلترا وإخلاص المصريين في وقوفهم بجانب بريطانيا، سيُنظر بشأن المسألة المصرية وستحصل مصر على استقلالها كما ستحصل أيضًا المناطق التي كانت تخضع للدولة العثمانية على استقلالها، بالإضافة إلى هذا أيضًا أن الثورة كانت رد فعل لحالة الاحتقان التي سادت في المجتمع المصري نتيجة ظروف الحرب العالمية الأولى والسياسات التي مُرست أثناء الحرب سواء كانت على المستوى السياسي أو المستوى العسكري أو الاقتصادي التي أدت لارتفاع الأسعار وسوء الأحوال المعيشية للبسطاء كل هذه الظروف وقفت وراء الثورة.


-هل أصاب المصريون في اختيار توقيت الثورة؟
الثورة في هذا التوقيت كانت واجبة لأن هناك مستعمرات كثيرة بالهند أيضًا قامت بها ثورات في نفس التوقيت، والمناطق العربية قامت بها أيضًا هبات وثورات، وبالتالي جاءت في توقيت هام جدًا بالنسبة لمصر، فالمسألة المصرية السياسية كانت مُعلقة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كانت بسبب ظروف الحرب والقيود التي فُرضت تزداد تعقيدًا والمسألة الاجتماعية تزداد تفاوتًا والتفاوت الطبقي بدأ يسود.


-ما هي الأسرار التي لم يعرفها المصريين بعد عن ثورة 1919؟
المصريين لا يعرفون الكثير عن ثورة 1919، والذين يعرفون  عنها هم المٌتخصصين في دراسة التاريخ والعلوم السياسية، فقد سطر الشعب المصري صفحات ناصعة البياض بالثورة، رأينا فيها كيف تجلت الوحدة الوطنية بكل أشكالها وأبعادها أيضًا، ولاحظنا مشاركة قوى اجتماعية من الصعب مشاركتها في أي حراك سياسي داخل المجتمع المصري، فقد شارك الفلاحون بشكل ملحوظ وواضح وأزعج سلطات الاحتلال البريطاني في مصر.
ومشاركتهم كان لها دورًا كبيرًا في تغير انجلترا للكثير من الخطط السياسية التي كانت مطروحة أنذاك، حتى لجنة ملنر عندما جاءت لمصر كان على رأس أولوياتها البحث في أسباب احتقان الفلاحين ومشاركتهم في الثورة بشكل غير مسبوق، ولا يمكن أن نغفل دورهم في تعطيل حركة النقل والمواصلات، حيث أجادو تعطيل حركة القطارات بتفكيك قطبان السكك الحديدية وأيضًا الاعتداء على رموز سلطات الاحتلال التي كانت منتشرة في المجتمع المصري، فهذه صفحة في حاجة لدراسة ومعرفة الشعب بها.
وحتى يتم السيطرة على الفلاحين هُددت قرى بالإحراق، وبالفعل تم إحراقها من قبل الانجليز، وأهمها قرى جنوب الجيزة التابعة للحوامدية والبدرشين، التي تم حصارها وإحراقها بالكامل وفُرغت من سكانها الذين أُجبروا على ترك منازلهم، وتصورت سلطات الاحتلال أن بهذه الوسائل العنيفة في مواجهة الثوار وملاحقاتهم بأمكانهم السيطرة على الثورة.


-حدثنا عن أهمية دور المرأة ومشاركتها في الثورة؟
مشاركة المرأة تستحق أن تدرس، وكثير من المصريين لم يعرفوا عن دور المرأة في الثورة إلا المتخصصين، فهي شاركت بشكل كبير وفعال واستطاعت أن تكون حاضرة بالشارع المصري إلى جانب الرجل، فأحيانًا كان وجودها مكسب للثورة لأنها استطاعت أن تتحرك بحرية أكثر من تلك التي كان يتمتع بها الرجال في الثورة، وكان عندها جرأة وشجاعة ولم تنسحب من الميدان رغم محاولات الضغط عليها والمواجهات التي حدثت بين السيدات في مظاهراتهن وبين سلطات الاحتلال.


-كيف أثر المثقفون في ثورة 1919؟
المثقفون كغيرهم من القوى الاجتماعية، وكان لهم دور مهم بالثورة فقد أضربوا عن العمل ونظموا إضرابات دقيقة جدًا أدى إلى تعطيل دولاب العمل الحكومي، وكان لهم دورًا في إتخاذ حسين رشدي باعتباره رئيس الوزراء قرار تركه للعمل السياسي بعد أن فشل في إعادة الموظفين إلى دوائر العمل مرةً أخرى، بعد أن سُمح للوفد بالسفر إلى باريس، فقد حاول أن يُراهن عليهم ويقنعهم بالعودة للعمل ولكنهم رفضوا، وبالتالي كان استمرارهم في الإضراب بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير ودفعت حسين رشدى إلى الاستقالة وترك العمل السياسي.


-هناك ادعاءات أن صاحب فكرة الوفد المصري ليس سعد زغلول، فما ردك على ذلك؟


الوفد يبدو أنه فكرة دفُع بها من جانب كُثر في ذلك الوقت، والمصادر التاريخية لا تستطيع أن تحسم هذا الموضوع، هل عمر طوسون أم سعد زغلول أم حسين رشدي أم عدلي يكن أم الحزب الوطني، وذلك لان الجميع فكر في توقيت واحد في ضرورة أن يكون هناك ممثل للمصريين يتحدث بلسانهم ويضغط على انجلترا من أجل السماح لهم بالسفر لحضور مؤتمر فرساي باعتبار أن مصر من الدول التي شاركت في الحرب ودعمت انجلترا بكل إمكانياتها المادية والاقتصادية والبشرية.
والمعروف أن فكرة الوفد طُرحت في توقيت واحد من جانب أطراف متعددة، ويبدو أن ذلك الفكر جاء نتيجة التقارب الفكري بين النخبة الموجودة على الساحة السياسة آنذاك، ولكن تنفيذها كان يخضع لمجموعة حسابات من جانب التيار المعتدل في الحركة الوطنية المصرية.
أما بخصوص ما يتردد من البعض أن الأمير عمر طوسون هو صاحب الفكرة، هو كان له ميول للحزب الوطني الذي لم يكن له ثِقل في الشارع المصري في ذلك الوقت، وكان معروف عنه بالنسبة لانجلترا أنه حزب يتشدد في مطالبه من وجهة نظرهم بمعنى أنه الحزب الذي يطالب بالجلاء والدستور، وربما أن موقف الحزب الوطني من الاحتلال كان وراء عدم الانجرار وراء فكرة دعم عمر طوسون في ترأسه للوفد أو حتى يكون عضوًا بارزًا به.


-من أين انطلقت شرارة الثورة؟ ومن الذي اطلقها؟
اطلقها الطلبة بعد إلقاء القبض على سعد زغلول ورفاقه، فكانت انجلترا ترى أن السيطرة عليهم تجبر المصريين على الانصياع لمطالبهم وتعليماتهم والتوقف عن التمادي في المطالب الوطنية، وبمجرد إلقاء القبض عليهم أطلقها طلاب المدارس العليا لا سيما مدرسة الحقوق الذين كان لهم الفضل والدور الأول في إشعال الثورة.
وقد فوجئ زغلول ورفاقه وهم في طريقهم للمنفى بالثورة، لأن ما حدث بمصر كان غير متوقع، وقد أشار اسماعيل صدقي لهذا في مذكراته، فقبل الثورة بأيام كان مدعوا لحفل في سينما ريفولي وعندما شاهدهم الجماهير تعالت أصواتهم وهتافاتهم، وهنا مال عليه سعد زغلول قائلًا: "ما الذي يقف وراء هذا الهتاف؟"، فقال له صدقي، يبدو أن هؤلاء يريدون قارعة، فرد زغلول، وما هي القارعة؟، فقال "يريدون ثورة".
وكانت القيادة تستبعد الثورة لأنها آنذاك كانت تميل للتيار المعتدل الذي يتبني فكرة الحصول على الاستقلال بالمفاوضة وليس المواجهة التي قد تسبب خسائر للمصريين كثيرة.


-ما دور قصر الدوبارة؟
كان مقر المندوب السامي البريطاني الذي يدير شئون البلاد من خلاله، وكانت الأحكام العرفية مفروضة والمندوب استغلها بشكل بشع في ملاحقة الثوار وتعقبهم واستخدام العنف والقوة للسيطرة على الثورة، واعتقد أن المحاولات التي قام بها السير ريجنالد ونجت الذي اندلعت الثورة في وجوده باءت بالفشل مما دفع قوات الاحتلال البريطاني بسحبه وأتت بألنبي مندوب سامي لمصر.
واختياره كان مرتبط بخبراته في العمل العسكري والسياسي بالمنطقة، فهو كان قائد الجيش البريطاني بمنطقة الشرق الأدنى أثناء الحرب العالمية الأولى.


-شكلت مصر أهمية كبيرة بالنسبة لإنجلترا، فما هي؟
مثلت مصر أهمية كبيرة لإنجلترا، من حيث الموقع الاستراتيجي فهي قاطرة المنطقة وموقعها يتيح لبريطانيا تأمين ما يمكن أن يسمى بالحديقة الخلفية للهند التي كانت تعرف بدرة التاج البريطاني، والسيطرة على مصر تعني أيضًا السيطرة على المنطقة العربية بعد سقوط الباب العالي، فكانت انجلترا تراهن أن ترث مصر الدور الذي تقوم به الدولة العثمانية بالمنطقة، ومصر كان لديها الإمكانيات الضخمة التي أهلتها بأن تكون مزرعة مهمة لإنتاج الأقطان طويلة التيلة التي تحتاجها مصانع الغزل والنسيج ببريطانيا.


- كيف أثرت وتأثرت الصحافة المصرية بثورة 1919؟
الحراك الثوري الذي كان يتجدد كل يوم أجبر الصحافة على متابعته والحرص على التسجيل أول بأول رغم القيود التي كانت مفروضة على الصحف ذلك الوقت وقانون المطبوعات الذي كان قائمًا

في ظل الأحكام العرفية، فالثورة دفعت الصحافة إلى أن تجاريها وإلا ستتخلف عن المشهد، لذلك كانت الصحف تنشر الأخبار أول بأول رغم استخدام قانون المطبوعات وظهور صحف بها أعمدة بيضاء، بمعنى أن الرقيب تدخل وأوقف النشر لكن الثورة أجبرت الصحافة والصحفيين على ضرورة أن يلهسوا وراء الأحداث الثورية وتسجيلها ،لأن الصحافة في ذلك الوقت كانت المصدر الإعلامي الوحيد.
وكانت تنشر الصحف أصداء الثورة في العالم العربي والمناطق المحيطة بمصر، وكذلك أصداء الثورات في الهند والعراق، فبذلك لعبت دورًا هامًا آنذاك.
وكان هناك صحف تمثل لسان حال الاحتلال، مثل صحيفة المقطم، لكن كانت هناك أيضًا صحف ليبرالية وأكثر ميلًا للمطالب الشعبية، وبالتالي كانت تتناول أخبار الثورة وتقدمها، فالصحافة مصدر هام جدًا لنا، وعندما نفكر في كتابة تاريخ ثورة 1919 لابد أن نعتمد عليها كمصدر للأحداث في ذلك الوقت.


-هل أعطى الفن لثورة 1919 حقها؟
الدراما التاريخية مُقصرة في حق الثورة، والدراما التي اتخذت من أعمال نجيب محفوظ مادة علمية لها من أكثر الأعمال تناولًا لثورة 1919، واعتقد أن الثورة في حاجة لمزيد من الدراما التاريخية خصوصًا أننا في مجتمع به قطاعات كثيرة لا تقرأ وحتى من يقرأون ليسوا معنيين بالتاريخ، وبالتالي فالدراما التاريخية عن ثورة 1919 والأحداث في ذلك الوقت والصراع السياسي في ظل دستور 1923  مازلوا بحاجة لمزيد من الأعمال.
وأرى أن ثلاثية نجيب محفوظ عالجت المشهد الثوري بشكل واضح، وهي من أكثر الأعمال التي نالت إعجابي.


-من الجندي المجهول في ثورة 1919؟
الجندي المجهول الذي لم يُسلط عليه الضوء، هم البدو الذين لعبوا دورًا هامًا في الثورة حتى أنني لم أرى وثيقة بريطانية عن ثورة 1919 لم تتحدث عن دور قام به البدو، فدورهم فاق ادوار قوى اجتماعية كثيرة وأربك حسابات إنجلترا لأنهم كانوا يتحركون بشكل منظم ودقيق ومن الصعب السيطرة عليهم، لأنهم لا يسكنون في أماكن محددة يمكن محاصرتها ولكنهم كانوا ينطلقون من الصحراء، وبالتالي لعبوا دورًا هامًا.
دور البدو لم يكشف النقاب عنه بالكامل حتى الآن، وقد قومت بدراسة عنهم في ثورة 1919 كانت مفاجأة بالنسبة لي، كانو يتحركون من المناطق التي يقيمون فيها بالصحراء وفي طريقهم إلى المدن شاركوا في قطع خطوط السكك الحديدية، والاعتداء على مراكز البوليس ورموز سلطات الاحتلال، وقطعوا الطرق على قوات الاحتلال المتحركة بين القرى والمدن لكبت الثوار، والوثائق البريطانية تتحدث عن دورهم بشكل وافي ونحن في حاجة للتعرف عليه.
فالبدو تحركوا بشكل منظم لاستهداف المرافق الحيوية، ودورهم لا يقل شأنًا عن القوى الاجتماعية الأخرى المشاركة بالثورة.


-ماذا لو لم تقم ثورة 1919؟
كانت المسألة المصرية ستزداد تعقيدًا والحماية البريطانية تثبُت، ولو لم تقم الثورة لم يكن هناك تصريح 28 فبراير والاعتراف باستقلال مصر ولو من طرف واحد وإن كان استقلالًا منقوص، فالثورة كانت وراء إلغاء الحماية البريطانية على مصر، وفي حال عدم قيامها لم  يُصدر دستور 1923، ولم يكن هناك حراك سياسي في ظل الدستور، ولم يكن هناك تجربة بنك مصر والسعي للتحرر الاقتصادي في مسار موازي للتحرر السياسي، فثورة 1919 أحدثت حراك هام جدًا في مصر والمنطقة العربية.


-صف ثورة 1919 بكلمة؟
ثورة تجلت فيها كل معاني الوطنية، لأنها ضد ممارسات الاحتلال ومطالبها الاستقلال والجلاء، وهي مطالب مشروعة لكل الشعوب

.
-حدثنا عن الزعيم سعد زغلول البطل القومي؟
سعد زغلول كُتب عنه كثيرًا، وهناك دراسات أكاديمية تناولت شخصيته، ولكن هو في تقديري من القلائل الذين كان لديهم بُعد سياسي واضح ووعي بالشعب المصري، لأنه شارك بالحركة الوطنية منذ نعومة أظافره فعندما كان محررًا بالوقائع المصرية أثناء الثورة العرابية شارك بها بشكل أو بأخر وتقلب في العمل السياسي منذ الثورة العرابية حتى وفاته.
وتقلب بين التيارات السياسية المختلفة، فهو كان لديه مقومات المواجهة مع الاحتلال، وظل محافظًا على وجوده على الساحة السياسية ثم على نجمه مع نهاية الحرب وتصاعدت الحركة الوطنية المصرية وازداد النجم سطوعًا مع إلقاء القبض عليه، حتى أصبح زعيمًا للوفد والحركة الوطنية.
وأنا معجب بشخصه لأنه له مواقف تحكمها ظروف المرحلة، فعندما شُكلت لجنة الـ30 لوضع الدستور أطلق عليها لجنة الأشقياء، وعندما صدر الدستور قال هذا نكبة وطنية، ورغم هذا قَبل العمل السياسي بموجب الدستور ورأى أن الابتعاد عن العمل السياسي لا يفيد القضية المصرية.
والمصريين كانوا في حاجة لبطل مخلص يدافع عن قضيتهم ومتجرد من مصالحه الشخصية، فالشعب عندما يجد هذه الرموز يؤمن بها ويساندها، وسعد زغلول كان رجل المرحلة في ذلك الوقت، وأثناء مفاوضاته مع ملنر وانتهائه لمشروع ملنر وتأيده له، كان لديه بعد نظر ورأي أن يترك مساحة للعودة للخلف ومساحة للشعب والرأي العام أن يقول كلمته في المشروع، مما كان له دور كبير في جعل سعد زغلول شخصية محورية.


-ما أهم نتائج ثورة 1919؟
أهم نتائج الثورة من وجهة نظري، أنها أعطت إحساس لدى المصريين بذاتهم، حتى أن المندوب السامي في مصر عندما ضُغط عليه لكي يضرب الثورة بالقوة، قال لهم إذا كنتم تريدون أن تقهروا وتقمعوا هذه الثورة فأنتم في حاجة لجندي لكل مصري، وهذا أكد على هوية المصريين وقوتهم وإصرارهم على حماية مصر والدفاع عنهم.


- بماذا تنصح المصريين حتى يستفيدوا من ثورة 1919 في ذكرى المئوية؟
المصريين عندما تحركوا في الثورة كان بدافع الغيرة على مصلحة البلد والحرص عليها، لهذا بذلوا كل ما لديهم من جهود وإمكانيات وقدموا أرواحهم وتوحدوا رغم محاولات الاحتلال لشق وحدة الأمة، لكن كان المصريين متنبهين لهذا.
علينا الآن أن ننتبه لهذا، ونتحرك من أجل أن تستقل مصر وتبقى دولة مستقلة ومستقرة، وبالتالي نحن في حاجة للاستفادة من الدروس السابقة في ظل ظروف دولية أكثر تعقيدًا من ظروف ثورة 1919.