رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طابا.. ملحمة وطنية

بوابة الوفد الإلكترونية

أرض مصر غالية جدًا لا تباع ولا تشترى ـ على مدار التاريخ ـ وبعد 19 مارس 1989 أى منذ نحو ثلاثين عامًا يوم مشهود فى تاريخ مصر، حيث كان الموعد مع استرداد آخر حبة رمل وتحرير أرض طابا الغالية من الاحتلال الإسرائيلى ورفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا، ومعه المشير الراحل محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق.

لم يكن استرداد طابا بالأمر الهين، بل كان الأمر فى غاية الصعوبة سبقته جهود مضنية بذلها الرئيس الراحل البطل أنور السادات ومعه جيش عظيم لتحرير سينا حربًا وسلامًا وللأسف سقط البطل شهيدًا يوم 6 أكتوبر 1981 قبل أن يتحقق حلمه أن يشهد تحرير سيناء بالكامل.

وفى يوم الأحد 25 ابريل 1982 استردت مصر أرض سيناء كاملة، باستثناء منطقة طابا وهى تقع على نهاية الحدود بين مصر وإسرائيل وتعد منطقة سياحية خلابة أشهر معالمها فندق هيلتون الشهير ومساحة المنطقة 1000 متر فقط - كيلو متر مربع-.

وقد رفضت إسرائيل إعادتها لمصر ضمن سيناء إلا أن الرئيس الأسبق مبارك رفض هذا الأمر بشدة وكان لديه تصميم على استردادها بأى ثمن تحت شعار «لا تفريط فى حبة رمل واحدة من أرض مصر» ولحسم الخلاف اتفقت مصر وإسرائيل على اللجوء للتحكيم الدولى، واختارت القيادة المصرية ثلاثة من جهابذة القانون الدولى لكى يقودوا معركة الدفاع عن حقوق مصر فى المحكمة الدولية، وهم الدكتور وحيد رأفت سكرتير عام حزب الوفد وقد أصرّ مبارك على اختياره رغم أنه ينتمى لأكبر حزب معارض فى مصر إيمانًا منه بعبقريته

القانونية، والدكتور مفيد شهاب والدكتور نبيل العربى، استطاع الجهابذة الثلاثة إثبات ملكية مصر لطابا تاريخيًا، واستعانوا بالخرائط التى تثبت هذا الحق، فى الوقت الذى حشدت فيه إسرائيل حيلها القانونية لاغتصاب طابا.

وظلت قضية طابا متداولة فى المحكمة الدولية لعدة سنوات وسط إصرار وتحدٍ مصرى على استراددها بالحجج القانونية والخرائط والمستندات. حتى أصدرت المحكمة الدولية حكمها التاريخى يوم 29 سبتمبر 1988، بأحقية مصر فى استرداد طابا من الاحتلال الإسرائيلى.

وارتفع علم مصر على أرض طابا فى 19 مارس 1989، ليكون هذا اليوم التاريخى بمثابة الإعلان عن تحرير أرض مصر بالكامل من الاحتلال الإسرائيلى بعد عدة عقود من الحروب، وبعد تحرير سيناء واجهت مصر ومازالت الإرهاب الأسود الذى يحتضر الآن بفضل جيش عظيم تحت قيادة السيسى الحكيمة.

وتبقى طابا شاهدة على كفاح المصريين وإرادتهم الحديدية فى عدم التفريط فى أرض الوطن، وفى ذكرى استرداد طابا نوجه التحية لكل من ساهم فى عودة طابا لأحضان الوطن وسيذكر التاريخ أن طابا تحررت فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.