ما لا تعرفه عن تاريخ طاحونة القديس البابا كيرلس بمصر القديمة
كتبت:لُجين مجدي
صلى نيافة الأنبا إرميا أسقف عام و رئيس المركز الثقافي الأرثوكسي, أمس السبت,القداس الإلهي الاحتفالي بالعيد الـ48 لنياحة القديس البابا كيرلس السادس البابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية الـ116 ، والعيد السادس للإعتراف به قديساً, بمقر طاحونة القديس البابا كيرلس بمصر القديمة ,ذلك بمشاركة و حضور كل من الأنبا يوليوس , والانبا يوليوس اسقف عام مصر القديمة والمنيل وفم الخليج واسقف الخدمات العامة و لفيف من الآباء الرهبان والكهنة.
احتفلت الكنائس القبطية الارثوذكسية بذكرى البابا كيرلس السادس الذي مُنح لقبـ(القديس) من قبِل المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية عام 2013م تكريمًا لدوره و إسهاماتة و بركاتة التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية تنعم بها ,هو أحد أبرز الشخصيات القبطية تأثيرًا في حياة الكنيسة منذ تولية رعاية أبنائها فقد احتل مكانة عظيمة في نفوسهم و مازالت تحى تعاليمة و الغظات التعليمة التى القاها خلال فقرات تولية رعاية البطريركية بالاضافة إلى انه أبرز الرموز الأرثوذكسية إسهامًا في بناء الكنائس و تطوير طرق اعداد الخدام الكنسية, تنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس في 9 مارس عام 1971م و نقل جثمانة في احتفال مهيبـلدير مارمينا العجائبي وفقًا لما أوصى بة.
و على الرغم من دفن رفات القديس الراحل داخل دير الشهيد مارمينا بمريوط , إلا ان كل من يريد نوال بركة و شفاعة هذا القديس يتوجة إلى مايعرف " طاحونة الهواء" التي تحمل اسمة و عاش فيها و تحولت إلى مزار يتوجه إليه العديد من أبناء الطائفة الارثوذكسية بمصر القديمة.
تستقبل "الطاحونة المقدسة" الزوار ومحبى البابا كيرلس على مدار العام,الذي قام بتشيدها من أجل التوحد فقد قام بإستئجارها من الحكومة مقابل ٦ قروش، وأقام فيها ٦ سنوات وغادرها بسبب الحرب العالمية, وفي عام 1936م انتقل القديس للعيش فيها وكان حينها يعرف باسم الراهب مينا البراموسى المتوحد و جاء ذلك بعدما تم طرد سبعة رهبان من دير البراموس و بعد اللجوء البابا يوأنس الـ19 وطلب منه السماح له بالسكن في أحدى طواحين الهواء فى جبل المقطم بمصر القديمة، فسمح له.
وعندما انتقل الراهب القديس إلى طاحونة جبل المقطم بدأ في أعمال الرهبنة و الايمان و نشر التعاليم و توجه إلى "الدكتور حسن فؤاد" مدير دار الآثار العربية آنذاك ، والذي كان قد التقى به وقتما زار مصر عام 1933 بصحبة مدير كلية اللاهوت بنيويورك لكي يسمعا من القديس كيرلس عن الرهبنة القبطية.
و حين انتشرت تعاليم هذا الراهب حول الرهبنة و الاخلاص في الايمان وتكريس الحياة من أجل الكتاب المقدس تم تأجير الطاحونة ،و كانت عبارة عن بناء من الحجر الجيرى
وظل الراهب مينا "البابا كيرلس" يمكث في هذه "الطاحونة" حوالي 6 سنوات، و أقام خلالها مذبحًا في الدور الثاني، وكان يصلي فيه القداس بصورة يومية، بالإضافة إلى صلواته وتسبيحاته و تعاليمة، وقد ذاع صيته وكان يأتي إليه أناس كثيرون يطلبون العون أو الشفاء , في عام 1986م بدأ هدم الطواحين في هذه المنطقة خلال فترات الحروب ، و تم الحفاظ على هذه الطاحونة وعُرض على مقر دير الشهيد مارمينا بالمعادي تسلم الطاحونة فسارع بشرائها و قطعة أرض محيطة بها ، و تم بناء صور لها زادت مساحتها و بناء عدة كنائس و مضيفة لاستيعاب الزوار المترددين، و بدأت صلوات عشية ترفع من جديد بالطاحون, و زار قداسة البابا تواضروس الثاني بزبابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية هذه الطاحونة المقدسة عام 2015م لتفقد أوضاع الخدمة الكنسية بها.
جدير بالذكر, أنة قد ترأس البابا تواضروس أمس الجمعة طقس تطييب جسد القديس البابا كيرلس السادس بمزار القديس الراحل بدير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط, بمشارك نيافة الأنبا مقار أسقف عام الشرقية و مدينة العاشر من رمضان, و لفيف من الآباء الكهنة و خورس الشمامسة و أحبار الكنائس الأرثوذكسية.