رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى افتتاحه.. نظرة على "المعز" في أعين الفاطمية

شارع المعز
شارع المعز

يقف هناك صامدًا منذ زمن بعيد، يحكي تاريخ القاهرة وينشد أسرارها بين الماضي والحاضر، فإنها "القاهرة أم البلاد وقرارة عين فرعون ذي الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة، والبلاد الأرضية، المتناهية بالحسن والنضارة مجمع الوارد والصادر، ومحط رحل الضعيف والقادر"، كما وصفها العلامة ابن بطوطة، فهكذا هي القاهرة وهذا هو شارع المعز الذي افتتح من جديد في مثل هذا اليوم عام 2008.

قيل فيه الأشعار هذا الشارع الذي يعد أقدم المزارات الأثرية والسياحية في الوطن العربي، لاسيما أنه يعتبر سوقًا تجاريًا يزوره آلاف السياح والمواطنين يوميًا، فإذا أردت أن ترتحل في عبق التاريخ فما عليك إلا أن تذهب إلى"المعز".

لن تبذل مجهودًا أو تدفع الطائل من النقود إن شعرت بضرورة زيارة أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، فما عليك إلا أن تتوجه إلى منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية، فقد تم رصف الشارع بالأحجار القديمة؛ ليصبح أول شارع مخصص للمشاة دون سيارات أو عوائق وحواجز تباعد بينك وبين الماضي.

ويمتد "المعز" من البوابة الشمالية للقاهرة حتى باب زويلة في جنوبها، وأعاد افتتاحه مرة أخرى النسق المعمارية التي قد فقدت مع مرور الزمن وملامحة الأثرية، التي كانت موجودة منذ تسجيل القاهرة على قائمة التراث العالمي باليونسكو عام 1979.

وكان انطلق مشروع المحافظة على الآثار الفاطمية القديمة عام 1998 وحتى اليوم في محاولة لإنقاذ 210 آثار تضررت في زلزال 1992 وذلك على أربع مراحل.

وتم ترميم 33 أثرًا بالمعز، أهمها مجموعة قلاوون بالنحاسين وخانقاة السلطان الظاهر برقوق ومدرسة ومسجد الناصر محمد بن قلاوون وقاعة محب الدين أبو الطيب وحمام السلطان اينال، كذلك متحف

النسيج الإسلامي، وجامع وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار.

كما تم ترميم المدرسة الأشرفية وجامع القاضى يحيي زين الدين، بالإضافة إلى مسجد السلطان الغورى وقصر الأمير بشتاك وباب النصر والفتوح وسور القاهرة والمدرسة الكاملية وجامع ابن طولون وقصر الأمير طاز وجامع المؤيد شيخ.

"ما زلت أذكر وأنا شاب صغير عندما كان يحلو لي في كل زيارة إلى مدينة القاهرة السير في شارع المعز، كي أشم عبق ألف عام هو تاريخ القاهرة، فهذا الشارع مليء بالحرف والصناعات اليدوية والمقاهي"، هذه ليست بمجرد كلمات تخرج من لسان عاشقٍ لهذا الشارع ولكنها مشاعر تتنافس لتخرج واحدة تلو الأخرى من علامة الآثار زاهي حواس.

فيا أيها المار على صفحات التاريخ، ألقِ نظرة على ذلك المنحنى فمر ولأول مرة المعز لدين الله الفاطمي في موكبه على رأس جنوده، وهنا حكم صلاح الدين الأيوبي، وعند تلك الحارة عاش المقريزي مؤرخ عصره، وبعد العطفة القادمة ولد نجيب محفوظ عميد الرواية العربية، بل وتعلم بالمدرسة المجاورة جمال عبدالناصر، فلا تبعد ذهنك عن هؤلاء الذين بنوا القاهرة.