عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شهود عيان: أبطال الشرطة أنقذوا المنطقة من كارثة

بوابة الوفد الإلكترونية

أشعل الحادث الإرهابى الذى وقع فى منطقة الدرب الأحمر القريبة من الجامع الأزهر والحسين، أول أمس الإثنين، الغضب فى نفوس أهالى المنطقة وأظهر ثورتهم على الإرهاب وكل الداعمين له، وتأكيدهم على الوقوف بجانب عناصر الشرطة التى تفتدى المواطنين بأرواحها فى كل مكان.

مشاعر الغضب انفجرت عقب معرفة المواطنين بخبر استشهاد البطل محمود أبواليزيد، أمين الشرطة الذى ضحى بنفسه من أجل إنقاذ أهالى المنطقة، ولولا ما فعله لكان عدد الضحايا من الأطفال والشباب وكبار السن كبيرًا، فكل من سمع بهذا الخبر انتقل على الفور لمكان الحادث بسبب حبهم الشديد لهذا البطل.

آراء المواطنين وشهاداتهم عن دور رجال الشرطة الذين دافعوا عنهم متعددة وتكشف مدى علاقتهم ودورهم أيضاً فى محاربة الإرهاب جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن، حيث أكد الأهالى أهمية الدور الذى لعبه أبطال الأمن الوطنى والمباحث فى رصد وتتبع الإرهابى منذ دخوله إلى المنطقة ومحاصرته من كل الجهات حتى أجبروه على التوقف ففجر نفسه.

لم يقتصر الأمر على الأهالى فقط، وإنما امتد إلى أصحاب المحلات والبازارات السياحية فى منطقة خان الخليلى والحسين الذين أكدوا استنكارهم للحادث الإرهابى واستشهاد رجال الشرطة، معبرين عن حزنهم الشديد لما حدث ومدى تأثيره على حركة البيع والشراء فى الفترة المقبلة.

«الوفد» انتقلت إلى مكان الحادث بمنطقة الدرب الأحمر عقب لحظات من الحادث واستطلعت شهادات المواطنين عما حدث وزملاء الشهيد محمود أبواليزيد عنه وعلاقاته بالناس قبل الحادث، وأكد المواطنون لـ«الوفد» أن قوات الشرطة كانت ترصد الإرهابى منذ وصوله إلى المنطقة وكان متوجهًا فى البداية نحو شارع المعز وخان الخليلى، لكنه تراجع وانتقل إلى الدرب الأحمر وحاصرته عناصر الشرطة من كل الاتجاهات، حتى دخل أحد الممرات التى تؤدى إلى منطقة الغورية والكحكيين ثم وجد نفسه أمام عناصر الأمن وحاول الرجوع للجهة المقابلة لكنه وجد نفسه محاصرًا من الجهتين فتوقف فأمسك به الشهيد محمود أبواليزيد أمين الشرطة، ففجر نفسه فى هذه اللحظة.

وفى حديثه لـ«الوفد»، قال محمد سيد، شاهد عيان، إن الإرهابى عندما وجد نفسه محاصراً من الشرطة توقف وفجر نفسه حتى لا يتم القبض عليه.

وأضاف «اللى حصل إن الإرهابى لما لقى نفسه محاصر من رجال الشرطة من كل الجهات دخل أحد الممرات التى تؤدى إلى منطقة الغورية ولكنه عندما رأى رجال الشرطة من هذه الجهة أيضاً توقف ولم يتحرك وأول واحد كان قدامه الشهيد محمود أبواليزيد وراح حضنه لكن الإرهابى الكلب فجر نفسه.. حسبى الله ونعم الوكيل».

وقال شاهد آخر من أهالى المنطقة إن «مصر تحارب الإرهاب.. وأكيد الإرهابى ده الجماعات الإرهابية استغلته ودفعت له أموال كثيرة علشان يعمل اللى عمله ده.. لكن الحمد لله أن البطل محمود أبواليزيد حضنه وافتدى الناس بنفسه».

وتابع: «لأن الانفجار كان هيدمر بيوت كتير ويقتل أطفال وشباب.. إذا كان بعد ما حضنه الشهيد محمود الانفجار دمر واجهات وبلكونات مبانى ومحلات فما بالنا لو كان وضع العبوة الناسفة فى مكان مفتوح وانفجرت.. كانت دمرت الدنيا.. احنا هنعمل للبطل أبواليزيد صورة ونعلقها فى المنطقة إن شاء الله».

وقال محمد حسن، شاهد عيان، «مكناش بنشوفه غير وهو بيشتغل أو جاى من الجامع.. كان ملاك، وخد الإرهابى فى حضنه علشان يفدى الناس، وكل اللى يسمع من أهالى المنطقة أن محمود اتصاب ييجى جرى على مكان الحادث بسبب حب الناس ليه».

«الشهيد محمود أبواليزيد الله يرحمه كان عزيز علينا وأخ لأهالى الدرب الأحمر.. وكان راجل محترم ونروح له أى مكان ونخدمه فيه.. بس هو راح دلوقتى للمكان اللى يستاهله وأحسن من الدنيا بكتير».. هذا ما قاله طه إبراهيم، أحد أهالى الدرب الأحمر عقب الحادث.

وأضاف: «ده كان بطل وسمعنا أنه كان رايح يعمل باسبور لوالدته الأسبوع الجاى علشان يطلع معاها عمرة.. وبسبب حب الناس ليه كنا بنروح له فى أى عزاء أو فرح لغاية بيته فى إمبابة.. الراجل ده كان محبوب من الناس مش مكروه زى ناس تانية».

وناشد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية بعمل جنازة عسكرية محترمة له، لأنه ضحى بنفسه من أجل الشباب وأهل المنطقة، متابعاً «ولولا اللى هو عمله كان زمان ناس كتير ماتت وبيوت اتهدمت من قوة الانفجار.. تحيا مصر

تحيا مصر والشعب المصرى إن شاء الله هيقضى على الإرهاب».

أما أحد زملاء الشهيد أبواليزيد، فقال إننا نفخر به وبما قدمه من أجل وطنه وأهل منطقته، مشيرا إلى أنه كان محبوبًا لدى الناس ولا يكرهه أحد.

وأضاف «إحنا بنفتخر بالبطل محمود أبواليزيد واللى عمله ده أكبر دليل على حبه لبلده وأهل منطقته وحب الناس له.. أنا زميله بس يعتبر بالنسبة لى أكتر من أخ وظهرى اتكسر بعد رحيله.. هو ده البطل الحقيقى اللى لما شاف واحد إرهابى جاى يقتل الناس راح يفدى الناس بنفسه.. نحتسبه عند الله شهيد.. الله يرحمك يا أطيب خلق الله».

وأشار أحد أهالى المنطقة، إلى أنه لولا ما فعله رجال الشرطة لكانت وقعت كارثة، موضحًا أنه منذ بداية عمل الشهيد أبواليزيد فى الدرب الأحمر لم يؤذ أحدًا أو يلفق قضايا للمواطنين. 

وتابع «من ساعة ما محمود بدأ يشتغل فى الدرب الأحمر وعمرنا ما شوفناه أذى حد أو لفق قضية لحد.. وكان لما يشوفنى بعمل حاجة غلط ياخدنى ويتكلم معايا كأخ ويقولى إن اللى عملته ده غلط.. وكان فعلا بيحبنا ولولا أنه حضن الكلب الإرهابى ده كانت حصلت كارثة فى المنطقة.. بنحتسبه عند الله شهيد.. وهو عايش كان بيحبنا ولما مات مات علشاننا».

وقال محمد أسامة، صاحب توكتوك، إن «الشهيد محمود أبواليزيد كان لما يركب معايا التوكتوك يقولى بعد إذنك يا محمد عاوز أروح المكان الفلانى إنما غيره مبيعملش كده ويركب علطول.. وكان لما يشوف شاب صغير بيعمل حاجة غلط يفهمه الصح.. وأثناء الثورة لما الانفلات الأمنى حصل وكتير من أمناء الشرطة تركت الأقسام وغيرت ملابسها الميرى هو معملش كده وكان قاعد وسط الناس فى الدرب الأحمر.. وده يظهر قد إيه كان راجل محترم».

على الجانب الآخر، أكد أصحاب البازارات فى خان الخليلى استنكارهم للحادث الإرهابى واستشهاد رجال الشرطة، معبرين عن حزنهم الشديد لما حدث ومدى تأثيره على حركة السياحة فى الفترة المقبلة.

وعن حالتهم وقت حدوث الانفجار، قال عيد أحمد، صاحب بازار، «سمعنا صوت الإنفجار من قلب الدرب الأحمر جوه وده معناه أنه كان قوى مش ضعيف».

وأضاف «إحنا فى خان الخليلى بعد ما الدنيا كانت بدأت تمشى والسياحة رجعت شوية كده بقى بعد اللى حصل ده كل سنة وانت طيب خربت تانى».

وقال أحمد مصطفى، صاحب بازار، «منهم لله إحنا قولنا رجعنا للشغل تانى والدنيا بدأت تتظبط لكن بعد اللى حصل فى الجيزة وقبلها المريوطية والمرة دى الدرب الأحمر للأسف الشغل هيوقف تانى لأن اعتمادنا الأساسى على السياحة الأجنبية مش الداخلية».

وقال محمود على، عامل فى بازار، «بعد الانفجار المحلات كلها قفلت.. اللى كان بيقعد فاتح لغاية الساعة 2 و3 الفجر، أول ما سمع اللى حصل قفل المحل وبقت الشوارع كلها فاضية».