رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

17 فبراير.. يوم أن اغتيل "السباعي" بعد تنبؤه للحادث بـ7 سنوات

يوسف السباعي - أرشيفية
يوسف السباعي - أرشيفية

"ظهر رجل في آخر القاعة موجهًا مسدسًا إلي قائلًا " تعالى يا أخي".. ووجدته ممددًا على الأرض، مغطى بالجرائد في نفس الممر، فمشيت كالمغيب إلى عنده"، تلك هي رواية الأديب إدوارد الخراط، عن قاتل يوسف السباعي، عقب الاغتيال مباشرًة.

 

وتابع الخراط في روايته، أن القاتل قاده إلى قاعة، تجمع الكثيرين من مندوبي وأعضاء المؤتمر الأفروآسيوي، الذي كان من المقرر أن يحضره السباعي، بالإضافة إلى آخر يهدد بتفجير قنبلة، حال وقوع أي حدث طارئ، مطالبًا إيانا بأن يربط كل فرد يده بيد زميله برابطة العنق، وتم اصطحابهم تحت التهديد إلى حافلة أعدت لهم من قبل السلطات القبرصية.

 

"ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء..ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن، بحادثة مثيرة"، هكذا كان تنبؤ يوسف السباعي لوفاته، في رواية طائر بين المحيطين، عام 1971، وكأنه يستشرف نهايته التي جاءت بعد هذه الرواية بسبع سنوات.

 

اغتيل في مثل هذا اليوم، 17 فبراير عام 1978، الكاتب والروائي والعسكري ووزير الثقافة السابق، فارس الرومانسية، يوسف السباعي، أثناء حضوره مؤتمر التضامن "الأفروآسيوى" السادس، بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، على رأس الوفد المصرى المشارك فيه، وبصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقى الآسيوى، جراء تكهنات بتخليه عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفق اعترافات قاتليه.

 

لم يكن حادث الاغتيال حادثًا عاديًا، فبعد إطلاق 3 رصاصات على السباعي، أثناء وقوفه أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر، التي كانت كفيلة أن تودي بحياته على الفور، لجأ قاتليه لاحتجاز من هم داخل القاعة كرهائن، حتي يستطيعان الهرب من فعلتهما الشنعاء.

نزل الخبر كالصاعقة على الأوساط المصرية، وشرعت التكهنات تشير إلى تورط السلطات القبرصية وتواطئها لتنفيذ هذه الجريمة، خاصة فى ظل غياب الأمن اللازم لحماية المؤتمر، وتوفير طائرة لمرتكبيها للهروب بها.

 

وكان قد أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز 11 رهينة من بينهم 4 مصريين، ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول، رفضت استقبالهم بها، من بينها ليبيا وسوريا واليمن الجنوبية، وبعد هبوط اضطرارى فى جيبوتى تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.

 

ولم يتردد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في استرجاع حق الكاتب الكبير، فبعد مراسم الجنازة والعزاء التي أقيمت في 19 فبراير 1978، بيوم واحد، أرسل السادات طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين، وتحرير المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وبالفعل هبطت الطائرة في مطار لارنكا، بحجة أن هناك وزيرًا مصريًا جاء خصيصًا للتفاوض مع الخاطفين.

 

ووفقًا لرواية "حسن شاش" سفير مصر الأسبق فى قبرص، أنه مع هبوط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع، سرعان ما تأكد للقبارصة أن الطائرة تقل وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة، فحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن.

 

ولكن القوات المصرية كان لديها أمر بالتعامل، وما لبث قائد قوات الصاعقة المصرية بإعطاء أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية، هاجمت قوات الحرس الوطنى القبرصى قوات الصاعقة المصرية، ودارت بينهم معركة استمرت قرابة 50 دقيقة، أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية، وقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين وجرح على ما يزيد على 80 مصابًا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية.

 

وفى اليوم التالى للمعركة، طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم، من الدكتور بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك، أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضًا العودة بجثث الضحايا، وبعد تمام المهمة في 20 فبراير، وإقلاع الطائرة المصرية من الأراضي القبرصية، أعلنت مصر قطع العلاقات مع قبرص، وسحبت قبرص بعثتها الدبلوماسية من مصر.

 

بدأت محاكمة المتهمين في الواقعة، زيد حسين على، وسمير محمد خضير، التابعين لمنظمة أبو نضال، التي أعلنت مسئوليتها عن الحادث، في 9 مارس، وفى 4 أبريل عام 1978، حكمت المحكمة القبرصية على قاتلى السباعى بعقوبة الإعدام.

 

بينما تراجعت قبرص في هذا الحكم بعد عدة أشهر، وصدر قرارًا رئاسيًا بتخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، بعد إلانها تلقي تهديدات من منظمات إرهابية عربية، بتنفيذ عمليات على أراضيها إذا لم تطلق سراحهما، كما ترددت بعد ذلك أنباء تفيد بأن قاتليه قد رحلا من قبرص دون أن يتما الحكم الصادر بشأنيهما.