رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ننشر معلومات حول أبرز محطات تاريخ الأدب القبطي في مصر

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

اختتمت فاعليات المؤتمر الدولى التاسع لمؤسسة القديس مارمرقس "سان مارك" لدراسات التاريخ وتوثيق التراث القبطي  والتى جاءت هذا العام بعنوان "الأدب القبطي" ,تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية,الذي أفتتح اولى جالسات المؤتمر  بمركز لوجوس (المقر البابوي) بوادي النطرون , بحضور كوكبة من اساتذة التاريخ و التراث القبطي في عدة جامعات عالمية بالاضافة إلى الدكتور فوزي اسطفانوس مدير المؤسسة .

 

حرصت المؤسسة خلال السميوزيوم( المؤتمر) في دورتة التاسعة على  تناول سلسلة مخصصة للأدب القبطي تحت إدارة الدكتور صموئيل معوض , و ذلك بعد أن تناولت المؤتمر السابق(الثامن) موضوعات مسيحية و الحياة الرهبانية في الأسكندرية و الصحراء المصرية  الذي يمثل الإطار الجغرافي فقررت المؤسسة خلال المؤتمر التاسع  أن  تبحث و توثق الإطار الموضوعي .

 

 ويُعد الأدب القبطي أحد أبرز الأدبيات المصرية و الذي تناول الموضوعات الدينية التي تهدف إلى العظة و تحكى سير القديسين و المعجزات ذات الصلة بالحياة القبطية , و تتفرد مصر بالتاريخ القبطي المميز فهى أبر البلدان المسيحية التى تباركة بزيارة العائلة المقدسة التي تنقلت في عدة مدن مصرية ووضعت فى كل منهم بعض القسس و التراث الذي أدي إلى اثراء التاريخ القبطي وتناقلة القديسين و الادباء و المؤرخين ليزخر الأدب المصري بعدد وفير من الكتب و الروايات المليئة بالفضائل مثل "أدب العظمات" الذي يتعلق بالأمور الدنيوية و يأخذ شكل المواغظ  بالاضافة إلى "أدب الحكمة" الذي يشمل قصص القديسين و شرح الإنجيل و " أدب الشهداء" الذي تناول سير الشهداء الأقباط الذين ضحوا من أجل نشر الإيمان المسيحي و حمايتة , والأدب القبطي هو كل ما كُتب باللغة القبطية التي تحتوى على بعض الكلمات الفرعونية و او كل ما تم ترجمتها عن اليونانية باللغة القبطية.

 

أخد العالم نواحي مختلفة من الأدب القبطي أهمها أقوال الآباء ثم خطب القديسين في كفاح الوثنية لتثبيت المسيحية، ثم السحر ثم الأدب الدنيوي أو الشعبي, و يعود الأدب القبطي إلى القرنين الرابع والخامس وتُنسب بعض الأدبيات القبطية إلى الأعمال اليونانية المترجمة إلى القبطية هي مؤلفات وضعت في مختلف بلاد العالم فقد تأثر الأدب القبطي بإنتشار الثقافات  اليونانية وخاصة في الإسكندرية عاصمة الثقافة المصرية ذات الباع الفني و الأدبي العالمي وكانت الإسكندرية مركزا هاما في عهد المسيحية المبكرة ، خلال أوائل القرن الرابع الميلادي ، التي انتشرت فيها الثقافة الهلينية، حتى اضطر كثير من الآباء إلى الكتابة باللغة اليونانية المنتشرة في العالم وقتذاك وترجمت كتاباتهم إلى القبطية , وكتابات يونانية ألفها في مصر مؤلفون من جنسيات مختلفة، بالاضافة إلى بعض الاعمال الادبية لعدد من المؤلفين المصريين، وفي مقدمتهم آباء كنيسة الإسكندرية.

 

ويزخر الأدب القبطي بتدوين العديد من الاعمال الادبية بمختلف العصور الميلادية و أبرز هذه الاعمال كتابات "الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس" ، وخطب ومواعظ "الأنبا شنودة" ,

فبالرغم من انصراف الأقباط عن تدوين الآداب القبطية في العصور الأولى إلا أنه تم العثور علي الكثير من الرسائل والوثائق القبطية عن الأدب القبطي الديني والشعبي, ومن أهم الأعمال الأدبية الشعبية القبطية قصة "تيودوسيوس وديونسيوس "التي ترجع إلى أوائل القرن الثامن، وكان بطلها صانع مصري بلغ منصب إمبراطور اليونان ومنح أخيه صانع الخشب منصب رئيس لأساقفة العاصمة اليونانية , و أيضًا من أشهر قصص الأدب القبطي رواية "قمبيز" وهي قصة باللغة القبطية تتضمن تاريخًا خياليًا لغزو مصر علي يد الملك قمبيز الذي كان ملك للفرس، وبالإضافة لهذه القصص تم العثور علي بعض الأجزاء من قصة "الاسكندر الأكبر" مترجمة إلى الصعيدية, وهناك آثار أدبية كثيرة منها القصيدة التي كتبت عن "ارخليدس وأمه سنكليتكس" .

 

و انتقل الادب القبطي في عدة مدن مصرية  حتى ينتشر الادب الشعبي مستخدمًا اللهجات المصرية المتنوعة فإتخذ وادي النطرون للهجة البحيرية، والدير الأبيض والأديرة الباخومية بالصعيد للهجة الصعيدية, و أصبحت  أديرة الرهبان بمثابة معاقل للأدب القبطي الصميم بلهجتيه الأساسيتين.

 

وقد وردت في بعض  المخطوطات باللغة القبطية التي عُرفت باللغة أهل الجبال نسبةً لسكان الأديرة و الرهبان بالصعيد و تولى الأنبا شنودة رئاسة الدير الأبيض عام 383 ميلادية اهتمامًا كبيرًا بتدوين الأدب القبطي  وأسس مركزًا للأدب الصعيدي  وأصبحت اللغة الصعيدية هي اللغة الأدبية للكنيسة القبطية في عصرها الذهبي, وعندما فتح العرب مصر كانت اللهجة الصعيدية هي لغة الأدب القبطي عامة  وكل نهوض بعد ذلك للهجة البحيرية كان على أساس ترجمة الآداب الصعيدية، التي أصبحت ظاهرة في القرون الستة الأولى للمسيحية.

 

و تُعد أبرز الأعمال الأدبية القبطية  هى ترجمة الكتاب المقدس كأبرز إنتاج أدبي لأقباط مصر و حاليًا تسعي الكنائس المصرية الإنجيلية و غيرها من الطوائف القبطية إلى عقد الندوات و المحاضرات التعليمية من أجل ترجمة الكتاب المقدس باللهجة العامية المصرية من أجل  شرح ونشر المبادئ المسيحية .