صور.. ننشر معلومات حول تاريخ دير درنكة آخر محطات العائلة المقدسة في مصر

تناولت الكنيسة القبطية الكاثوليكية خلال الأيام الماضية أهم الأديرة و الكنائس التى ضمت العائلة المقدسة في مصر، حيث تباركت مصر في هذه الرحلة بزيارة السيد المسيح ومريم البتول والبار يوسف النجار الذي عاونهم وهرب معهم من بني إسرائيل والرومان الذين أرادوا قتل الطفل الرضيع فى مهده.

وخلال إقامتهم فى مصر تنقلوا فى العديد من الأماكن التي خلدت في التاريخ وأصبحت تعرف بمسارات العائلة المقدسة في مصر , ولعل لهذه السباب كانت قد  أعدت وزارة الآثار لجنة من أجل إعداد دراسة عن تلك الأماكن لإضافتها فى قائمة التراث العالمى واللامادي لمنظمة اليونسكو خلال العام الماضي.

وتعد كنيسة المغارة و دير العذراء المعروف بدير درنكة بمحافظة أسيوط هي أحد أهم هذه الآثار المقدسة التى باركتها زيارة العائلة المقدسة في صعيد مصر , يقع دير العذراء بالجبل الغربي لمدينة أسيوط وعلى أرتفاع مائة متر من سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن المدينة عشرة كيلومترات ويعتبر أشهر الاديرة السياحية التى يقصدها وفود السياح المسيحيين إلى مصر نظرًا لاهميته التاريخية إذ يعتبر هو أخر مقاصد العائلة المقدسة في مصر  قبل عودتها إلى فلسطين مره اخرى  بعد أن تنقلت في العديد من المدن المصرية بداية من صحراء سيناء مرورًا بمدن الدلتا وصولًا لصعيد مصر و إستقرب بأحدى المغارات بالجبال الغربية و الذي تبين بعد ذلك أنه حجر فرعوني و تم إكتشافة على يد العائلة المقدسة , و تم بناء كنيسة المغارة و دير العذراء "درنكة" الذي أصبح يحتفل بقدوم العذراء في السابع من أغسطس سنويًا.

ويتوافد آلاف المسيحيين إلى بلدة "درنكة" لقصد الدير المقدس  ذو المكانة القيمة في نفوس كل مسيحي و باحث , تعتبر هذه المدينة التاريخة من المدن السياحية الفرعونية التى تم إكتشافها  خلال مكث العائلة المقدسة بها  بعد فرارها من هيرودس الملك الذي كان يلحق بهم , و عرفت آنذاك با سمها القبطي "ابسيديا" وهي تحتوى على  مغارة فرعونية  كبيرة كما ذكرت  دراسات  العالم الجغرافي " إميل كليمنت أميلينو" المؤرخ و الباحث الفرنسي الذي تخصص في الجغرافيا القديمة لمصر وتاريخها، خاصةً في الحقبة القبطية.

يضم  الدير العديد من الكنائس الكبرى منها كنيسة ماريوحنا و كنيسة الميدان و كنيسة النجمة و كنيسة الصليب , بالاضافة إلى كنيسة السيدة العذراء المغارة وهي أقدم كنيسة داخل الدير و تمتدد على طول نحو 160مترًا و عمقها 60مترًا, و ترجع المغارة التاريخية نحو ما يقرب من 2500 عام قبل الميلاد.

ويحتوي دير درنكة على العديد من الخدمات القبطية  التى تقوم بأعمال خدمة الكنائس و الأقباط و لعل ابرز هذه الخدمات هى خدمة الرهبنة , فقد بدأ الرُهبان الفرنسيسكان رسالتهم في القرية اواخر القرن التاسع عشر قادمين من أسيوط, وكانوا يستخدمون مغارة داخل الجبل وهي حاليا

دير العذراء للكنيسة الارثوذكسية، لان في ذلك الوقت أهل القرية كانوا مقيمين في الجبال، وبعد فترة من زمن عُرضت علي الانبا يوحنا نوير أن يأخذها فرفض, ثم في مطلع عام 1945 م جاء الانبا ميخائيل اسقف أسيوط و أصبحت  مسكن له وفي العام 1902م افتتحوا أول دير يتبع للكنيسة المذكورة ، وكان منزلاً ثم استخدم للصلاة وكان بمثابة نواة للكنيسة الكاثوليكية بالقرية.

وجاء الأب زكريا برتي الذي خدم فيها بكل واستطاع بمساعدة الجمعية الخيرية ، أن يبني كنيسة صغيرة وتم تكريسها في 1907م و افتتح  مدارس إبتدائية صغيرة , وفي العام 1974م عين الأب جرجس غطاس راعياً للكنيسة، فقام بأنشاء مطحناً للغلال في العام 1975م، ومخبزاً لتوفير الخبز لأهل القرية في العام 1984م، ثم أسس ورشة للنجارة العام 1986م باشتراك مطرانية الأقباط الكاثوليك وبعض الأهالي عن طريق الأسهم، وذلك لرفع مستوي القرية الاقتصادي ومازالت هذه الأنشطة تعمل بنجاح في القرية حتي الآن.

بدأت الرهبات الفرنسيسكانيات  للإنضمام فى الخدمة في عام 1927م , و قامت الرهبات بافتتاح مستوصفٍ لعلاج المرضى من أهل القرية العام1937م، ومازالت الراهبات يعملن لخدمة القرية والقرى المجاورة, و وفي عهد الاب كمال لبيب الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر والأب الراعي يوسف ميخائيل والراهب بولس رزق، وبمتابعة العمل الدكتور عزت صليب رئيس هيئة الاثار القبطية المفوض من قبل هيئة الاثار, والأب ميلاد شحاته وبمشاركة رهبان دير أسيوط الاب لوكاس حلمي والأب بشارة جودة والأب فرنسيس ناديو بدأت اعمال الترميم و التجديدات و كان افتتاح كنيسة المغارة بعد التجديدات بتاريخ في الاول من يوليو 2018م الماضي, بحضور السفير البابوي في مصر المونسنيور برونو موزارو والبطريرك الانبا إبراهيم إسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك بمصر والمطران كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط للأقباط الكاثوليك والأب كمال لبيب الخادم الإقليمي و المحافظ ياسر الدسوقي.