رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احتفالًا بالذكرى الثامنة.. خبراء: 25 يناير أعادت ريادة مصر دوليًا

ثورة يناير
ثورة يناير

 8 سنوات مرت على ثورة 25 يناير المجيدة؛ تلك الثورة التي كانت الأكثر زخمًا في الأحداث السياسية في تاريخ مصر الحديث، بل كانت بداية لتغيرات عدة على المجتمع والسياسة في مصر، وكان لها تأثير قوي على ملف السياسة الخارجية المصرية وعلاقات مصر مع دول الخارج.

 وترتبط فترات التحول في حياة الأمم بالتغيير الذي يمتد ليشمل الوضعين الداخلي والخارجي لها، فقد شهدت السياسة الخارجية المصرية قبل ثورة 25 يناير، لاسيما إبان حكم الرئيس الأسبق مبارك، انحسارًا وقلة فاعلية تكمن في ابتعاد مصر عن القارة الأفريقية وفقدانها لدورها المحوري في  المجالات كافة مع هذه الدول.

 وتظل السياسة الخارجية المصرية من القضايا المهمة بالنسبة لمصر، ولكنها تتأثر بمن يحكم مصر، فمنذ ثورة يناير حتى الآن تنوعت تلك السياسة الخارجية لها، وذلك وفقًا لما تشهده المنطقة العربية بل العالم من أحداث ساخنة.

 في هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء أن من أهم ثمار ثورة 25 يناير أنها أعادت دور مصر على الخريطة الدولية واستعادت مكانتها على المستوى الدولي، وعادت بقوة للقارة الأفريقية بعد غياب سنوات، مشيرين إلى أن السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير أصبح لها توجهات جديدة واستطاعت بناء تحالفات جديدة وقوية مع دول العالم كافة.

 وأشار الخبراء إلى أن مصر ملتزمة بسياسة خارجية متزنة، تكمن في عدم التدخل في الشئون الداخلية لأ،ي دولة والدفاع عن الدولة الوطنية في العالم العربي، مؤكدين أن الرئيس السيسي استطاع إقامة علاقات وطيدة مع دول كبرى، وتوقيع اتفاقيات تعاون عدة مع تلك الدول، لافتين إلى أن مصر استعادت دوريها القيادي والريادي على المستوى الإقليمي.

 في هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن ملف السياسة الخارجية المصرية تطور ونشط كثيرًا منذ قيام ثورة 25 يناير عام 2011م، فقبل قيام الثورة كانت السياسة الخارجية المصرية أسيرة لتوجهات سياسية معينة تتبع النظام الحاكم، بل كانت سياسة تعتمد على دوائر تأثير تقليدية، فلم تستطع بناء تحالفات جديدة وقوية مع دول العالم، وكان ذلك واضحًا عندما غابت مصر عن القارة الأفريقية منذ حادث اغتيال الرئيس الأسبق مبارك في أديس بابا عام 1995م.

 وأشار فهمي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إلى أنه يمكن القول بأن أفضل سياسة خارجية على الإطلاق هي سياسة الرئيس السيسي واتجاهه لاستحداث دوائر جديدة، مؤكدًا أنه منذ وصوله لسدة الحكم في يونيو 2014م بدأ في استحداث دوائر نفوذ وتأثير خارج النطاقات المتعددة، وهو ما يُعرف بـ"الدبوماسية الرئاسية"، لافتًا إلى أن السيسي نجح في استعادة دوري مصر القيادي والريادي على المستوى الدولي.

 وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن من أهم مكتسبات ثورة 25 يناير هو بناء تحالفات جديدة مع دول العالم ومناطق تأثير جديدة في الإقليم، منها إقليم شرق المتوسط "منطقة الغاز" من خلال شراكة مصر مع قبرص واليونان، فضًلا عن توجه مصر نحو الشراكات المميزة مع دول القارة الآسيوية من خلال زيارات الرئيس المتعددة لدول القارة، وطرح رؤى مصر لحل الأزمات السورية واليمنية والليبية، مؤكدًا أن كل هذه التحركات أعادت مصر على الخريطة الدولية.

ورأى فهمي، أن مصر قبل ثورة 25 يناير كانت تغفل عن دول كبرى عدة على مستوى العالم، منها الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، وهو ما أفقدها دورها الدولي، لافتًا إلى أن مصر أقامت

علاقات جديدة مع دول الجوار، مستشهدًا بذلك برئاستها الاتحاد الأفريقي هذا العام، وحصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعام 2016م- 2017م، مما يؤكد أن مصر استعادت دورها المحوري على المستوى الدولي.

 وذكرت الدكتورة سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، ومستشار الرئيس الأسبق عدلي منصور لحقوق المرأة، أن من أهم ثمار ثورة 25 يناير هو ما حدث في مجال السياسة الخارجية المصرية من تغيير وعدم خضوع مصر لهيمنة أي قوى دولية وإقامة علاقات متوازنة مع الدول شرقًا وغربًا، مؤكدة أن مصر عادت بقوة للقارة الأفريقية بعدما فقدت دورها ومكانتها داخل القارة.

 أوضحت فؤاد، أن العلاقات الدولية بين مصر ودول العالم قبل 25 يناير كانت تعتمد على عدم التوازن واتباع قوى إقليمية ومعاداة القوى الأخرى، لافتة إلى أن النفوذ الأمريكي كان له أسوأ الأثر في علاقات مصر الخارجية، ظنًا منهم بأن مصر خاضعة للإدارة الأمريكية، وبالتالي فإنه بعد 25 يناير مصر أصبحت لها توجهات جديدة من خلال رفض التبعية لأي قوى عالمية، مشيرة إلى أن هناك تغيرات جوهرية في سياسة مصر الخارجية.

 وتابعت الكاتبة الصحفية، حديثها قائلة "مصر استعادت دورها الإقليمي من خلال زيارات الرئيس السيسي المتكررة لدول مختلفة، وانفتاح مصر على دول لها ثقلها الدولي، مثل روسيا والصين ودول أفريقيا، مؤكدة أن مصر هي القلب النابض للمنطقة.

ولفت السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هناك تطورًا كبيرًا للأفضل في ملف العلاقات الخارجية بين مصر ودول الخارج بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مشيرًا إلى أن ملف السياسة الخارجية لأي دولة يتغير وفقًا للتوجهات الداخلية لها والأوضاع الإقليمية.

 ونوه هريدي إلى أن سياسة مصر الخارجية متزنة مع القوى الإقليمية، حيث إن مصر ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة والدفاع عن الدولة الوطنية في العالم العربي، مؤكدًا أن هناك انفتاحًا على القوى الكبرى كافة والفاعلة على المسرح الدولي من خلال ما يقوم به الرئيس السيسي من زيارات لدول خارجية وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، فضًلا عن توقيع اتفاقيات عدة مع الدول التي يقوم بزيارتها، مشيرًا إلى أن ترؤس مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019م أكبر دليل على عودة مصر إلى قلب القارة الأفريقية.