بالصور.. تعيش بصحراء الحيز منذ 21 عامًا.. أم حسين نموذج مُشرف لكفاح المرأة المصرية
لم تتصور "أم حسين" البالغة من العمر 52 عامًا أن تكون هي الأم والأب في نفس الوقت، بعد أن لعب القدر لعبته معها، وتوفى زوجها وحملت إرثًا ثقيلًا ممثلًا في خمسة أبناء، أكبرهم 15 عامًا.
وبصبر وثبات استطاعت أن تثبت للجميع أنها قدر المسئولية وتحملت الصعاب، وكانت الجسر الأمان لأبنائها حتى عبروا إلى بر الأمان والاستقرار بسلام، بعد أن دفعت الثمن من صحتها وسعادتها الكثير؛ لتحقيق ذلك الأمر؛ لتؤكد للعالم بأن المرأة المصرية قادرة على فعل المستحيل.
وعلى بعد 500 كم من محافظة الجيزة على طريق الفرافرة ووسط صحراء قرية "الحيز" بالواحات البحرية اتخذت "أم حسين" من ركن بالصحراء كافتيريا هي منزلًا لها ولأولادها؛ لتخوض حرب شرسة مع الظروف من أجل توفير حياة كريمة لأبنائها، وخلال مسيرك بالسيارة على طريق الواحات تجد استراحة صغيرة على جانب الطريق صُنعت من الخوص وقطع الأخشاب حمل تصميمه الطابع البدوي؛ لاستقبال المسافرين الراغبين في أخذ قسط من الراحة.
وعند الدخول إلى هذه الاستراحة تجد "أم حسين" والتي تحرص على استقبال الزوار بابتسامة ووجه بشوش، وهي تردد بعض كلمات الترحيب باللغة الانجليزية الممزوجة باللغة العربية بشكل كوميدي؛ لتدخل الفرحة والسرور على قلوب الزوار وفي نفس الوقت تعطي نبذة تشير للثقافة التي اكتسبتها من خلال تعاملها مع الأفواج السياحية التي تأتي لزيارة صحراء الواحات البحرية.
أعيش في "الصحراء" منذ 21 عام
لم يكون غريب على "أم حسين" أن تكون الأشهر في الواحات حيث تعيش بقرية الحيز من مايزيد
وتضيف:"أقوم ببيع كافة المنتجات التي تشتهر بها الواحات ومن بينها البلح والعجوة وزيت الزيتون، علاوة على المشغولات اليدوية التي تُصنع من الصوف كالجوارب والكوفيات وغيرها، مشيرة إلى أن هذه المنتجات تلقى رواجًا كبيرًا عند المصريين والأجانب خاصة أن جميع المنتجات من الطبيعة وفوادها كثيرة .
بصبر وثبات تصل للنجاح
وعن نجاحها في مواصلة المسيرة بعد وفاة زوجها، وتوفير حياة كريمة لأبنائها تقول "أم حسين" بابتسامة رضا :"بصبر وثبات تصل للنجاح والحمد الله نجحت في تربية أبنائي بفضل هذه الاستراحة، والتي تعد هي مصدر الرزق الوحيد لنا، وكنت حريصة على تعليم أبنائي، حيث حصلت أكبرهم على كلية تربية والأخرى على كلية التجارة، ويدرس أصغرهم الآن في الثانوية العامة والآخر في الإعدادية؛ لأحقق بذلك حلم زوجي الراجل، وأحمد الله على تحقيق هذا الحلم".
