رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: القرار.. مصرى

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

أجمل ما فى السياسة المصرية الخارجية أن هناك تعاملاً بندية كاملة مع جميع دول العالم، فى إطار ما يحقق المصلحة والنفع العام للمصريين، والحقيقة أنه بعد ثورة «30 يونيو» نجحت القاهرة بامتياز فى عودة العلاقات مع دول الجوار، سواء كانت عربية أو أفريقية أو آسيوية، بالإضافة إلى الملف الغربى والأمريكى.. الرائع فى هذه السياسة الخارجية أنها أعادت لمصر هيبتها ومكانتها، بعد عدة عقود من الزمن، ظلت خلالها تعانى من شبه عزلة غير معلنة، فقد كان النظام المصرى خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك لا يعطى بالاً فى آخر سنوات حكمه للعلاقات مع معظم الدول خاصة الأفريقية، ما تسبب فى تدهور شديد فى هذه العلاقات بشكل بشع، ولم تكن العلاقات مع الغرب وأمريكا تسير فى الاتجاه السليم، ما تسبب فى الكثير من المؤامرات ضد البلاد، انتهت بالمؤامرة الكبرى فى 25 يناير 2011، بهدف تحقيق المخطط المرسوم الذى يسعى إلى إحلال الفوضى والاضطراب، تمهيداً للتقسيم،

وهذا ما حدث فى دول مجاورة وشقيقة مثل ليبيا واليمن والعراق وسوريا، وما تزال هذه الدول حتى كتابة هذه السطور تعانى الويلات والأمرين، وكان الهدف الأكبر والصيد الثمين هو مصر، وفعلاً سار المخطط الخسيس حتى وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم ومكثت فيه إثنى عشر شهراً بالتمام والكمال، ولكن الشعب المصرى الواعى أدرك كل هذه المخططات التى تهدف إلى النيل من استقرار الوطن، فكانت ثورة 30 يونيو، لتضع حداً لفوضى الإخوان الذين يمثلون أدوات المتآمرين. ونجح المصريون فى التخلص من هؤلاء الخونة المتآمرين، ومنذ ذلك الحين ومصر لا تتوانى لحظة فى صد المؤامرات التى تحاك ضدها.

وفى إطار ترتيب الأوضاع والشأن الداخلى للبلاد والحرب على الإرهاب، التى تحملت مصر تبعاتها خلال السنوات الماضية، لم تغفل إعادة مؤسسات الدولة التى تعرضت للتخريب، ما يجعلنا نطلق عليها دون أدنى تفكير أنها شبه دولة، وبدأت البلاد خطوات سريعة وفاعلة من خلال إنجاز مشروعات تنموية واسعة على كافة المستويات والأصعدة، لا ينكرها إلا كل حاقد أو متربص، وباتت قضية التنمية هى المحور الرئيسى الذى

تتحرك فيه البلاد، من خلال خطط الإصلاح الاقتصادى والاهتمام بقضايا المواطنين والمشاكل التى يتعرض لها الفقراء، ووجدنا اهتماماً بالغاً بالفئات الأكثر احتياجاً، وتصدرت للعالم بالعمل صورة جديدة عن مصر العصرية الحديثة، أجبرت الدنيا كلها على احترام المصريين وتقديرهم أشد التقدير.

وهذا ما جعل العالم يغير نظرية التعامل مع  مصر، ونجحت القيادة السياسية، فى الملف الخارجى، أن تعيد للبلاد مكانتها فى الأوضاع الإقليمية والعالمية، وبات القرار المصرى من رأس المصريين وليس من رأس القوى الخارجية، وهناك تعامل بندية بالغة فى المحافل الدولية كافة، بما يحقق مصلحة مصر والنفع لشعبها العظيم الذى صبر كثيراً، ولا يزال، من أجل تحقيق حلم الحياة الكريمة التى ينشدها. ولم تعد مصر تقبل الإملاءات الخارجية كما كان فى الزمن الأغبر المنصرم، وراحت تقيم علاقات متوازنة مع الدنيا كلها من خلال إطارين مهمين هما تحقيق المصلحة للمصريين ورفض الإملاءات إعمالاً بمبدأ أن القرار المصرى من رأس مصر وحدها.

أليست كل هذه الخطوات داخلياً وخارجياً تهيئ مصر لأن تحقق حلم الدولة العصرية الحديثة رغم أنف الحاقدين والمتربصين الذين يريدون إحلال الفوضى والاضطراب والتخريب.. مصر الجديدة بدأت مع مطلع ثورة 30 يونيو، ولن تعود مرة أخرى إلى الوراء بكل مشاكله وأزماته، ولم يعد هناك وقت للنظر فى الماضى الأغبر، ولن يقبل المصريون بذلك بديلاً, لأن المشروع الوطنى لمصر الجديدة قد انطلق ولن يتوقف.

 

[email protected]