عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى ميلادها الـ132.. "نبوية موسى" أول مصرية تحصل على البكالوريا

نبوية موسى
نبوية موسى

تحل اليوم الذكرى الـ132 على ميلاد واحدة من أبرز رائدات التعليم والعمل الاجتماعي والوطني خلال القرن الماضي، حيث كانت من أبرز النساء في تاريخ مصر التي نادت بتعليم وتحرير المرأة المصرية هي الكاتبة والمفكرة الأدبية نبوية موسى.

 

ولدت نبوية موسى محمد بدوية يوم 17 ديسمبر عام 1886 م بقرية كفر الحكمة بالزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث كان والدها ضابطًا بالجيش المصري برتبة يوزباشي، وكان يمتلك في بلدته بمديرية القليوبية منزلًا ريفيًا كبيرًا وبضعة فدادين يؤجرها حين يعود لمقر عمله، حيث سافر إلى السودان قبل ميلادها بشهرين، فنشأت يتيمة الأب ولم تراه كما تقول إلا في المنام.

 

وتولى الأخ الأكبر محمد موسى، الذي يكبرها بـ10 سنوات مسئولية الاسرة، فقد كان يعلمها القراءة والكتابة في طفولتها بالمنزل، فتعلمت مبادئ القراءة والكتابة وعلمت نفسها مبادئ الحساب، حيث كانت الاسرة تعتمد على معاش الأب وما تركه من أطيان.

 

والتحقت موسى بالمدرسة السنية للبنات سرًا عام 1901م لمعارضة أسرتها،حيث سرقت ختم والدتها، لتقدم هي لنفسها بدلا من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب لتكمل به مصاريف الالتحاق بالقسم الخارجي بالمدرسة التي بلغت مصاريفها "سبعة جنيهات ونصف دفعة واحدة"، كما ذكرت في كتابها  "حياتي بقلمي" الذي يحوي سيرتها الذاتية.

 

وتقدمت في مادة اللغة العربية على محمود فهمي النقراشي، وعباس محمود العقاد الذين كانوا زملائها في الدفعة، ونجحت في هذا العام من بين أربع فتيات فقط، ثم التحقت نبوية بالسنة الأولى في مدرسة معلمات السنية، وفي عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات ثم عينت مدرسة لغة عربية في مدرسة عباس الأول الأميرية بمرتب أربعة جنيهات مصرية، لترفع إلى ستة جنيهات بعد اجتياز مرحلة التمرين، في الوقت الذي يعين فيه خريج المعلمين العليا من الرجال بمرتب اثني عشر جنيهًا، ضعف هذا المرتب تقريبًا.

 

نجحت نبوية في الامتحان وحصلت على شهادة البكالوريا عام 1907م والتي تعد أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام 1908م، بعد أن قضت سنتين تحت التمرين في التدريس وثبتت في وظيفتها كمعلمة.

 

وفي عام 1909م، أصبحت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية بالفيوم ونجحت من خلالها في نشر تعليم البنات هناك، حيث بدأت تكتب المقالات الصحفية وتنشرها في بعض الصحف المصرية مثل مصر الفتاة والجريدة، تناولت خلالها قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية.

 

 ألفت كتابًا مدرسيًا بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، الذي قررته نظارة المعارف للمطالعة الربية في مدارسها.

 

أنشأت مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم "الفتاة" صدر العدد الأول في 20 أكتوبر 1937م، واستمرت المجلة تصدر لمدة خمس سنوات، ولأن المساواة كانت شعارها تقدمت باحتجاج إلى وزارة المعارف تدين فيه هذه التفرقة فجاءها الرد بأن السبب هو حصولهم على

البكالوريا، فعقدت العزم على  دخول المعركة لتتساوى معهم، وقد امتحنتها الحكومة في لجنة خاصة بسبب عدم وجود مدارس ثانوية للبنات بمصر آنذاك.

 

سافرت إلى الإسكندرية عام 1920م، ونجحت بالاتفاق مع أعضاء جمعية ترقية الفتاة في تأسيس مدرسة ابتدائية حرة للبنات في الإسكندرية تولت إدارتها وأثبتت كفاءة ونجاحًا كبيرين، كما قامت في نفس العام  بنشر كتابها الذي دافعت فيه عن حقوق المرأة والعمل.

 

وشاركت موسى في الحركة النسائية وسافرت ضمن الوفد النسائي المصري إلى مؤتمر المرأة العالمي المنعقد في روما عام 1923، مما أثار خصومها فتم نقلها إلى القاهرة بوظيفة كبيرة مفتشات.

 

كانت نبوية موسى تكره الزواج فقد كتبت عنه تقول: "أنا أكرهه واعتبره قذارة، وقد صممت أن لا ألوث نفسي بتلك القذارة"، وأضافت: "انصرفت عن الزواج بتاتًا".

 

تبنت "نبوية موسى" العديد من الأفكار السياسية التي كانت أقرب إلى فكر النخبة من حزب الأمة وحزب الأحرار الدستوريين؛ فبالنسبة لنظام الانتخاب الذي هو أساس الليبرالية السياسية النابية، ترفض نبوية موسى بشدة نظام الانتخابات المباشرة التي تعطي 85 % من الأميين حق البت في مسائل ومشكلات عويصة على فهمهم، وتدعو إلى تعديل نظام الانتخابات.

 

دعت نبوية موسى إلى تشجيع  الأهلي لتعليم البنات، لأن الأمة لا تنتج إلا إذا كانت نشيطة عاملة، ولا تكون نشيطة مادام نصفها أشل لا حياة فيه، فهو بمعزل عن أعمال الدنيا.

 

كان لنبوية موسى العديد من المؤلفات منها  كتابًا مدرسيًا بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، الذي قررته نظارة المعارف للمطالعة الربية في مدارسها، وديوان شعري بعنوان "ديوان السيدة نبوية موسى"، ومجلة الفتاة، والقاهرة، ومايو 1938م.

 

شاركت موسى في تأسيس الاتحاد النسائي المصري والعديد من الجمعيات النسوية حتى وافتها المنية في 30 إبريل 1951م، تاركة سجل حافل بالذكريات استحقت من خلاله لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات.