رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: المجلس الخليجى نواة حقيقية لتجميع العرب

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

الحقيقة أن القمة الخليجية التى عقدت أمس فى الرياض عاصمة السعودية، جاءت فى وقت عصيب من أجل تعزيز تلاحم شعوب المنطقة العربية، وصقل الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية بين دول الخليج، من أجل تحقيق الوحدة الخليجية والتعاون الشامل فى كافة المجالات، وقد انعقدت القمة وسط ظروف سياسية بالغة الصعوبة والتعقيد داخل المنطقة العربية، وفى ظل خلاف مع قطر وعدم تجاوبها مع متطلبات الأمة العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجى، واختلاف بعض المواقف حول معالجة الملف اليمنى، والافتراءات الإيرانية للأمن القومى العربى.

والحقيقة أيضًا أن الحكمة السعودية الرشيدة التى يتصف بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحرص ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، على مواجهة كل المصاعب وحرصهما الشديد على الوحدة الخليجية، كان وراء انعقاد القمة فى الرياض واستمرار مسيرة العمل المشترك بين الدول الخليجية، يتعدى ذلك من التعاون إلى التماسك والترابط والتلاحم، وصد كل محاولات شق الصف الخليجى، فالحرص السعودى على ترابط الخليج، هو فى حد ذاته حرص شديد على تماسك الأمة العربية.

ويأتى انعقاد القمة التاسعة والثلاثين فى الرياض، لاستكمال مسيرة أربعة عقود من الزمن، واستكمالاً للعمل المشترك الذى تأسس على تجسيد الواقع التاريخى والاجتماعى والعسكرى، والمعروف أيضًا أن دول الخليج تتميز بعمق الروابط الدينية والثقافية والتمازج الأسرى بين مواطنيها وهذه الأمور كلها تعد مراحل وحدة وتقارب، وقد ناقشت القمة تحقيق التكامل الخليجى فى المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والأوضاع الأمنية بالمنطقة العربية.

وقد اتفق قادة دول مجلس التعاون الخليجى على تعزيز وتعضيد دور مجلس التعاون، للحفاظ على كل المكتسبات وتطلعات المواطنين للمزيد من

الإنجازات من أجل تحقيق ركيزة أمن واستقرار المستوى الإقليمى والعربى والدولى.. بل إن هناك سعيًا طموحًا إلى تحقيق التكامل الاقتصادى بين دول الخليج والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية، وإزالة العقبات من أمام طريق السوق الخليجية المشتركة، من أجل الوصول إلى تحقيق الوحدة الاقتصادية الشاملة بحلول عام 2025 وفق البرامج المحددة لذلك.

قمة الرياض الخليجية لديها حرص شديد على استكمال بناء المنظومة الدفاعية المشتركة، وكذلك المنظومة الأمنية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الكامل، ومواجهة كل التحديات التى تتعرض لها المنطقة ولم تغفل القمة بلورة سياسة خارجية فاعلة لمجلس التعاون تحفظ له كل المصالح والمكتسبات وتجنيب الصراعات الإقليمية والدولية، وتلبية تطلعات المواطنين.. ولذلك فإن الحفاظ على مجلس التعاون الخليجى بات ضرورة ملحة فى ظل التشرذم الذى ساد الأمة العربية، وفى ظل التحديات الجسام وما يحاك من مؤامرات ضد الأمة العربية.. وليكن مجلس التعاون الحالى هو النواة الحقيقية لتجميع الصف العربى، وهدى الله قطر وحكامها الذين يسعون إلى الفرقة والاختلاف، وإصرارهم على أن يضعوا أيديهم فى أيدى الشياطين وأنصار الإرهاب.