رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذكري الـ120 علي رحيل المهدي العباسي".. أول شيخ يجمع بين الإفتاء ومشيخة الأزهر"

الشيخ المهدى العباسى
الشيخ المهدى العباسى

تحل اليوم الذكرى الـ 120 على وفاة واحد من أبرز الشيوخ الذين جمعوا بين منصبى مفتى الديار المصرية، وشيخ الأزهر الشريف فى وقت واحد، فهو أول من جمع بين المنصبين، واستمر بالإفتاء أربعين عامًا ومن مصنفاته: الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية سبعة أجزاء وهو مجموع فتاواه، وقف دفاعا عن الحق،  وله العديد من الأبحاث والمؤلفات، إنه الشيخ المهدى العباسى.

 

و‘لد الإمام الشيخ محمد بن محمد أمين بن محمد المهدى العباسى الحنفى بالإسكندرية عام 1827م، سلك طريق العلم مثل جده وأبيه، فحفظ القرآن الكريم ومتون الفقه والحديث والنحو وتردد على حلقات العلم، ولزم الشيخ إبراهيم السقا الشافعي والشيخ خليل الرشيد الحنفي، والشيخ الببتاتي وغيرهم، وحين تولى إبراهيم بن محمد ولاية مصر استدعى محمد المهدي، وأصدر أمرًا بأن يتولى منصب الإفتاء في 1847  خلفًا للشيخ أحمد التميمي المفتي السابق.

 

انتقل الشيخ العباسى إلى القاهرة ليكمل دراسته فالتحق بالأزهر الشريف ودرس العلوم الشرعية واللغوية به، وأتم فيها حفظ النصف الثانى من القران الكريم.

 

تمتع المهدى، بذكاء حاد وتحصيل وافر من العلم، فقد عينه إبراهيم باشا بن محمد على، وهو فى الحادية والعشرين من عمره على منصب الإفتاء، حيث جمع بين عمله فى الإفتاء وبين التدريس، حيث كانت ولايته لمنصب الإفتاء دافعا له على القراءة والبحث والدرس حتى بلغ مكان الصدارة بين العلماء، وأصبح جديرا بهذا المنصب مع التزامه بالأمانة والعفة والدقة حتى اشتهر بالأمانة والحزم وعدم ممالاة الحكام.

 

وفى عهد الخديوى إسماعيل عام 1870 م، تولى الشيخ العباسى، مشيخة الأزهر وجمع بينها وبين وظيفة الإفتاء، حيث يعتبر أول حنفى يتولى مشيخة الأزهر خلفا للشيخ مصطفى العمروسى وتقلد كرسى المشيخة لمدة ثمانية عشر عاما فكان أصغر من تولى المشيخة طوال تاريخها، بينما الإفتاء لمدة اثنين وخمسين عاما.

 

وأثناء توليه منصب مشيخة الأزهر، قام بتنظيم شئون الأزهر الإدارية والمالية، واستصدر قرارا من الخديوى بوضع قانون للتدريس بالأزهر فكانت أول خطوة في إصلاح نظم الأزهر وتطوير الدراسة به، واختيار القائمين على التدريس به وفق شروط صارمة وقاسية إلى أن جاء الإمام الإنبابى شيخا للأزهر خلفا له عام ١٨٨٦، وكرمته الدولة العثمانية بمنحه كسوة التشريف والوسام العثمانى الأول عام 1892 م.

 

وتوفى الإمام المهدى يوم 8 ديسمبر عام 1898 م، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 71عاما، وتكاثرت الوفود والحشود على داره لتشييع جنازته حتى بلغ عددهم أكثر من أربعين ألف مشيع، ولكن مازالت ذاكراه خالدة فى نفوس علماء الأزهر.