عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نفسيون: قتل الأبناء لآبائهم بسبب الاضطرابات العقلية.. وقانوني: عقوبته تصل للإعدام

قتل الابن أحد والديه
قتل الابن أحد والديه

في الآونة الأخيرة شهدت الساحة جرائم تقشعر لها الأبدان، ولا يتقبلها العقل ولا الإنسانية وهي قتل آباء وأمهات، بعد أن أفنوا شبابهم، في سبيل أبنائهم، ثم كان مصيرهم الجحود والنكران، بل أسوأ من ذلك، فكان الموت في انتظارهم على يد أبنائهم.

فهي قضية في غاية الخطورة، تحتاج إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات نحو الأسباب التي تؤدي لارتكاب تلك الجرائم، سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو مادية، ومعالجة هذه الأسباب قبل حدوث الكارثة.

في هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد" مع عدد من الخبراء من أجل معرفة الأسباب النفسية التي بسببها يقتل الابن أحد والديه، بالإضافة إلى معرفة العقوبة المناسبة لهذا الابن العاق القاتل.

من جانبه، قالت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، إن الشباب يمر بمرحلة صعبة وحرجة وهي فترة المراهقة، وفي حالة عدم التربية السليمة يعرضهم لأذى نفسي كبير، ينتج عنه إلحاق الضرر بنفسه ومن حوله.

وأضافت العيسوي، في تصريح خاص لـ "بوابة الوفد"، أنه ينبغي أخذ الحذر في التعامل مع الشاب المراهق، لأن عدم التعامل الجيد يجعله عرضة لتناول المخدرات هربًا من الواقع، وبالتالي يصبح مع الوقت قاتل مجرد منه كل مشاعر الإنسانية، لافتًا إلى أن حوادث قتل الآباء لأبنائهم والعكس ناتج عن وجود خلل كبير في الأسرة وابتعاد الأولاد عن آبائهم وقطع صلة الحوار بينهم.

ولفتت أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس إلى أن جرائم العنف الأسري موجودة منذ بدء الخلق، واستدلت على ذلك بالقصة الشهيرة لقتل قابيل لشقيقه هابيل والتي سطر بها أول جريمة قتل في تاريخ البشرية، مؤكدة أن الشاب هنا يكون تحت تأثير نفسي ينتج عنه خروج تلك الأفعال الصادمة والعنيفة.

وأشارت زميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى أن هذا المرض لا يظهر على الشخص في بدايته، ولكنه بعد تراكمات وضغوط نفسية متتالية تبدأ في الظهور، وفي بعض الحالات المستعصية يكون الشخص عنيفا ويضطر للقتل

حتى أقرب الناس إليه.

ونوهت بأن المرض النفسي الناتج بين الأولاد وآبائهم يكون بسبب فقدان لغة الحب والحوار بينهم، ويخبئ الابن لوالديه وأخواته مشاعر وضلالات اضطهادية، وهلاوس سمعية وبصرية وينفر منهم، وفي حالة الضغط عليه قد يتخطى كل الحدود ويؤذي أحد منهم.

ونوهت بأن الفهم الخاطئ للأمور، وتفسيرهم لأفعالهم على هواهم الشخصي، فضلًا عن الشعور بالإضطهاد داخل المنزل والمجتمع حتى ولو كان شعورا خاطئا، هو سبب إقبال الشباب على فعل ما يرفضه العقل والشرع معًا.

وأكدت أن هناك سمات أساسية يكتسب الأفراد من خلالها الطبع الحاد أو السليم، وهي الوراثه والمجتمع،  فضلًا عن العنف الجسدي الذي يتعرضون له في بعض الحالات، وإضراب في كيمياء الدماغ ينتج عنه قتل الأبناء لوالديهم.

أما بالنسبة لرأي القانون في عقوبة قتل الأبناء لآبائهم، أكد الدكتور أحمد مهران، استاذ القانون العام، ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن العقوبة هنا تصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، والإعدام في حالة توافر ظرف مشدد.

وأضاف مهران، في تصريح خاص لـ "بوابة الوفد"، أن حرمة قتل الوالدين تكون بسبب إئتمانهم لأبنائهم على أنفسهم، وبالتالي هذه الفعلة يكون فيها من الخسة والدناءة ما قد يصل من العقوبة إلى مستوى الإعدام، لافتًا إلى أن قانون العقوبات ينص على تطبيق أقصى العقوبة نظرا لتوافر عنصر الأمان.