عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لواء أركان حرب متقاعد حسام سويلم يكتب:تزييف وعى المصريين بماضيهم وحاضرهم «1»

اللواء حسام سويلم
اللواء حسام سويلم

الجهل والأمية سبب غياب وعى الأمة.. واستنارة الفرد والشعب بالقضايا أمر أساسى بنجاح الدولة

حرب تزييف الوعى وصلت إلى تصوير مصر على أنها دولة قمعية متوحشة تعتدى على حقوق الإنسان

حملات التشويه التى تشنها الجماعات الإرهابية ستزيد المصريين إصراراً على اقتلاع الإرهاب وتجفيف منابعه

الإسلام تحول إلى إرهاب بسبب عصابات ماسونية ترتكب أفظع الجرائم الوحشية

كل معارك المسلمين كانت دفاعية دون عدوان مسبق وهو ما تفرضه العقيدة

التنظيمات والجمعيات التى تتاجر بالدين أخطر قوى داخلية يستغلها أعداء الخارج لهدم الوطن

 

فرضت معركة الوعى نفسها على عقول البشر فى السنوات القليلة الماضية، بعدما أحدثته  ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربى» من تضليل وتخريب فى معتقدات وسلوكيات الشعوب العربية بما يهدد ليس فقط أمن الدول بل كياناتها، وبما يتسب فى تفكيكها وتقسيمها وتفتيتتها عرفياً وطائفياً ومذهبياً، ويؤدى الى اخضاعها لهيمنة دول أجنبية وسط محاولات رهيبة لمحو الهوية الوطنية والتايخية والدينية للشعوب.

وفى معركة الوعى تفاجأ الشعوب ان كل ما اعتقدوه من مثل عليا عبر «القرون تنهار فى أيام معدودة، وكل رموزهم الانسانية تتحول الى تماثيل من الرمال، وفى معركة الوعى.. يتحول الاسلام الى إرهاب بسبب عصابات ماسونية ترفع رايات الشهادة

الخضراء والسوداء والصفراء بأيدى عملاء الصهيونية، يرتكبون أفظع الجرائم الوحشية باسم الاسلام.

وفى معركة الوعى أيضاً.. يتحول أعظم ملوك مصر القديمة وقادة امبراطويتها التى امتدت من النيل الى الفرات الى تبوك الى جبال طرطوس الى منابع النيل جنوباً، وتضم كل لييبا، وأبرزهم رمسيس الثانى ـ الى فرعون ملعون هو وأهله المصريون فى حين تثبت كل الوثائق التاريخية القيمة بأنه كان مصرياً مؤمناً بالإله الواحد الأحد.

وفى معركة الوعى كذلك.. يستوى الاحتلال الفاطمى ثم التركى الذى ارتكب أبشع المجازر ضد العرب وغير العرب، مع المسلمين الفاتحي الأوائل الذين صنعوا مجد حارة الشرق من الصين والهند، وجنوباً الى أعماق أفريقيا، وصولاً الى الأندلس غربا «سواء بالقوة أو بالكلمة الطيبة»، حيث يستحيل على أية جيوش فى الأرض أن تفتح كل هذه البلاد بالسيف، والا فليقولون لنا كيف وصل الاسلام الى اندونيسيا والصين وحتى جنوب افريقيا دون أن تدخل جيوش المسلمين هذه المناطق، هذا فضلاً عن أن كل معارك المسلمين كانت دفاعية ودون عدوان مسبق، وهو ما تفرضه العقيدة الاسلامية وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين» «البقرة: 190.

وفى معركة الوعى ايضاً.. يتحول استقلال مصر من الاحتلال الانجليزى السافر، الى انقلاب!! وفى معركة الوعى أيضاً ـ تتحول ثورة التحرير فى يونية 2013 من حكم الاخوان الشيطانى البغيض، وصنيعة الاحتلال البريطانى فى 2018، ايضاً الى انقلاب!!

ومع اشتعال حركة الوعى.. نجد للأسف من يقذف ويسب بطلاً عربياً أسطورياً.. هو صلاح الدين الأيوبى عدو الفرس ونظرائهم التاريخيين.. مثل الفاطميين الذين سبوا أسماء الصحابة الابرار سادتنا «أبويبكر وعمر بن الخطاب» على منابرهم وأشباههم «القرامطة» الذين هدموا الكعبة ودنسوا الحجر الاسعد وذبحوا الأبرياء مسلمين وغير مسلمين باسم الاسلام والاسلام منهم برىء.

لن نرد عن البطل صلاح الدين بعد ان مات بطلاً وسيبقى بطلاً رغم انف من يهاجمونه اليوم ومن وراءهم ويكفى أن نترك المستشرقين الاوروبيين وقادة جيوش الصليبيين أنفسهم.. أمثال «هونكة» فى كتابه «الله ليس كذلك»، والمستشرق البريطانى «هاملتون جيب» ورئيس الأساقفة «وليم الصورى».. الذين اجمعوا ليس فقط على الموهبة العسكرية والسياسية التى كان يتمتع بها صلاح الدين بل وايضاً على انسانيته ونبل خلقه وفروسيته فى التعامل حتى مع اعدائه وعظمته فى تحرير بيت المقدس من الصليبيين له بعد قرابة قرن من احتلاله، وصموده امام  جيوش أوروبا وأقوى ملوكها وحافظ على بقاء بيت المقدس بحوزة المسلمين وكلها صفات عظيمة سحرت معاصريه ومن تبعهم من المؤرخين حتى اليوم.

 

ماذا يعنى الوعى القومى.. وماذا يعنى غيابه؟

الوعى هو زيادة معرفية الناس بتاريخ البلد فى كافة مجالات الحياة وظروف وأسباب نجاحه وانكساره، كما يعرف الوعى بأنه  حالة فهم واحاطة وقد رة على صد الشائعات و سرعة وأدها فى مهدها قبل ان يستشرى شررها، ثم ان الوعى هو تيار مجتمعى تشارك فيه وتتأثر به  كافة قطاعات المجتمع ومستوياته، ولأن الوعى يتوهج ويزدهر بحسن التعليم والثقافة والتمسك بالقيم الدينية والاخلاقية فان غياب وعى الأمة يرتبط بالجهل والأمية.

ولذلك يعتبر الوعى أمراً معرفي واضافات يومية فى المعارف  والسلوك كم انه فهم وادراك يصل الى مستوى الاعتقاد، وله انعكاسات ـ وهو الأهم ـ فى سلوكيات الأفراد فى كافة قطاعات الحياة، يعملون بهمة وإخلاص من أجل رفعة الوطن والارتقاء به فى كافة المجالات والزود للدفاع عن حرماته والتضحية فى سبيله حتى بالأرواح.

ومن ثم يعتبر استنارة الفرد والشعب بقضايا الأمة ومشاكلها والوعى بالتحديات التى تواجهها فى كافة المجالات وسياسة الدولة لمواجهتها وبشكل لا غموض فيه وأولويات الدولة فى ذلك.. أمرا أساسياً لنجاح الدولة فى الحصول على دعم ومساندة الشعب لها فى سياستها، رغم الصعوبات التى قد يواجهها الناس فى تلبية امورهم الحياتية وهو ما يفرض اعلاء قيم المواطنة على أى قيم مصلحية أخرى.. سواء فردية أو فئوية أو طائفية.

والمواطنة فى حد ذاتها وجوهرها هو «وعى» بالبلد،  حيث تذوب و تنصهر الانتماءات فى انتماء وطنى واحد سواء فى ذلك من يقومون بالدفاع عنه ضد عدائيات الداخل والخارج أو من يقومون بالبناء والتعمير من أجل حياة أفضل لكل المواطنين.

 

العاملون من أجل تزييف الوعى

لكى ينجح المصريون فى معركة استعادة الوعى ينبغى أن يتعرفوا جيداً بدقة وشمولية على أعد ائهم فى الداخل والخارج ،العاملون من اجل تزييف وعيهم، وما هى أهدافهم وأساليبهم ووسائلهم لتزييف الوعى المصرى، الذين يستهدفون تخريب مصر وتمزيقها من الداخل لخدمة أهداف وقوى كبرى خارجية لا تريد لمصر أن تبقى أو تقدم، وقوى داخلية تعمل لحساب اعداء الخارج وتنفذ مخططاتهم واساليبهم فى ذلك افقاد المصريين ثقتهم فى أنفسهم وقيادتهم فى كافة سلطات الدولة ـ خاصة الجيش والشرطة ـ لتعم الفوضى وهو الاسلوب الامثل فى نظرهم لتحطيم الأوطان من داخلها وبأيدى أبنائه  حيث تتقاتل فئات وطوائف وأحزاب وكافة القوى والجماعات فى الوطن فيما بينها من اجل الاستحواذ على السلطة وأكبر قدر من ثروات الوطن العينية ضاربين عرض الحائط بالمصالح والاهداف العليا للوطن، ولا مانع لديهم من اجل ذلك ان تقع الصراعات الداخلية المسلحة والحروب الأهلية.. على النحو الذى تراه فى دول عربية واسلامية عديدة، وذلك تحت شعارات دينية وسياسية شريفة تتاجر بها هذه الجماعات التى باعت فى الواقع  نفسها للشيطان وضاعت بسببها وحدة واستقلال الأوطان.

أما أخطر القوى الداخلية التى يستغلها اعداء الخارج لهدم الوطن من داخله وبأيدى ابنائه فهى كافة التنظيمات والجمعيات الدينية التى تتاجر بالدين من اجل الاستيلاء على السلطة خدمة لاهداف قوى الخارج وعلى رأس هذه التنظيمات جماعات الإخوان، وما أفرخته من جماعات وتنظيمات ارهابية أخرى اشاعت الارهاب وما يعنيه من قتل وتخريب وتدمير وتمزيق للأراضى، ويدفع أبناء الوطن الى الهجرة للخارج وترك البلاد، ويصبحوا لاجئين فى الخيام.. يستجدون لقمة العيش من دول أخرى، تجندهم بالتالى لخدمة مصالحها فضلاً عن السلفيين الذين يعتنقون  مبادئ هدامة تفرق بين المواطنين على أسس دينية يُكفرون ليس ابناء الطوائف الدينية الأخرى وبل يكفرون أيضاً المسلمين الذين ليسوا على مذهبهم.. يستحلون حياتهم من أرواح ودماء وثروات ومساجد ومعابد، وكنائس، وهو ما لا يمت للدين بصلة، حيث يحث الاسلام على احترام حرمات غير المسلمين، سواء فى ذلك القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وايضاً سلوكيات صحابة رسول الله مع غير المسلمين.

وأولى خطوات هؤلاء الاعداء فى الداخل والخارج لتحقيق اسقاط مصر من الداخل ودفع المصريين للاقتتال، هى تزييف  وعيهم، عبر وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى بادخال الاباطيل والترهات فى معتقداتهم وثواتبهم الدينية والسياسية والتاريخية وبث الشائعات والأكاذيب وكافة الافكار الهدامة وبما يدمر الروح المعنوية للمصريين، ويشككهم فى كل انجاز تحققه الدولة على الاصعدة المختلفة ويجعلهم يكفرون بكل شىء ويشيع اليأس فى نفوسهم من أى بارقة أمل فى المستقبل.

وآخر ما وصلته حرب تزييف الوعي تصوير مصر على انها دولة قمعية متوحشة تعتدى على حقوق الانسان وهو ما يجد رواجاً لدى وسائل الاعلام الاجنبية والتواصل الاجتماعى، بهدف تشويه سمعة مصر فى الخارج وتطفيش المستثمرين والسائحين، وربما ايضاً ابتزاز الدولة المصرية بين الحين والآخر، وحيث تصف الارهابيين الذين تم تصفيتهم بأيدى رجال الجيش والشرطة فى سيناء بالمعارضين او المتشددين» وهناك فا رق كبير معروف بين المفهومين.

كما يطلقون على الذين يدعون لحماية الدولة بانها «حماية للصنم» ويزعمون «بأن «الدولة» هى الاسم الجديد للصنم»، وأن «هُبل وآلات والعُزى ومناة» ـ وهى أسماء أصنام فى الجاهلية قبل بعث  رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ تحولت اسماؤها بعد التحديث الى «مؤسسات الدولة» وان ما ينادى به الرئيس السيسى من ضرورة حماية الدولة بأنها «حماية للآلهة من دون الله»، وأن من يطالب بالتضحية بالروح وبالدم والمال من اجل حماية الدولة «كمن طالب الناس قديما بالحفاظ على آلهتهم»، وفى طار المتاجرة بالدين يطلق من ينادون بهذه الدعوات الباطلة على أنفسهم «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية» ويطالبون الناس بالنزول الى الشوارع فى المناسبات المختلفة وحشد قواهم والتسلح من اجل  هدم مؤسسات الدولة التى يطلقون عليها «أصنام»!!

 

انكشاف أمر جماعات تزييف الوعى

وليس جديدا حملاٹ التشويه التى تطلقها هذه الجماعات ـ وعلى رأسها جماعة الإخوان وما تفرخ عنها من جماعات إرهابية ـ ضد الدولة المصرية.. فمنذ ثورة 30 يونيو وجماعة الإخوان وحلفاؤها واشباهها وانصارها قادتهم فى التنظيم الدولى يعملون بهمة عالية فى الشر من قتل وتخريب وتدمير، فضلا عن تكريس أموالهم من اجل التطاول على الدولة المصرية، خاصة المؤسسة العسكرية وقياداتها والرئيس السيسى.. الا ان هذا الأمر لم يعد يزعج احداً فأمرهم بات معروفاً للجميع داخل وخارج مصر، وكل تصرفات الاجرام التى يرتكبونها لم تعد خافية لى أحد، ومهما تطاولوا لن تجدى ألاعيبهم السياسية والإعلامية فى شىء، بل ان تاريخهم الاجرامى والملوث أخلاقياً اصبح  معروفاً للجميع، كذلك خدمتهم للمخططات الخارجية المعادية لمصر، باتت مكشوفة للقاصى والدانى.. بعد ان نشرتها اجهزة المخابرات الخرجية فى وسائل الاعلام العالمية، وأظهرت التاريخ الملوث لزعمائهم.. خاصة حسن البنا وسيد قطب، وكيف كانت تجري اتصالاتهم مع هذه الأجهزة والأموال التى تلقونها منها لخدمة اهدافهم كذلك مخططاتها لاشاعة الفوضى والتخريب والقتل والتدمير والترويع فى جنبات المجتمع المصرى وذلك منذ نشأة هذه الجماعة على أيدى المخابرات البريطانية عام 1928 فى الاسماعيلية لس فقط تاريخهم بل ايضاً مواقفهم المشينة فى الأمس القريب واليوم.. صار ايضاً مكشوفاً حيث باعت جماعة الاخوان نفسها لكل اعداء مصر من دول كبرى مثل امريكا وبريطانيا ودول اخرى أمثال تركيا وايران وقطر.. بل واسرائيل ايضاً وأصبحت جماعة الاخوان أداة فى أيدى هؤلاء لخدمة مخططات تقسيم وتفتيت الدولة العربية والاسلامية الى دويلات صغيرة وضعيفة على أسس عرقية وطائفية.

كما لم يعد خافياً على أحد كيف افرج مرشد الجماعة«محمد بديع»  عن المجرمين والارهابيين من سجون مصر وارسلهم الى سيناء ليشكلوا جيشاً خاصاً تابعا للجماعة يعمل لحسابهم ضد الدولة ومؤسساتها خاصة الجيش والشرطة ليشيع الفوضى والخراب والقتل فى ربوع مصر.. كما انكشفت ايضاً مخططات هذه الجماعة لبيع شمال سيناء لمنظمة حماس الى جانب ماجلبوه من الخارج من ارهابيين من كل الجنسيات، وتجنيس الفلسطينيين بالجنسية المصرية وتزويج شبابهم من بنات بدو سيناء، وقد حصلوا بالفعل على «5000» جنسية مصرية كدفعة اولى وذلك بزعم من بديع «هم منا ونحن منهم» وتسليم حلايب وشلاتين للسودان ايضاً بزعم «هم منا ونحن منهم» كذلك تسليم محور قناة السويس لدولة قطر للاستثمار تحت زعم «هم منا ونحن منهم».

ناهيك عن الجرائم التى ارتكبتها جماعة الإخوان بعد أن أجبرها المصريون على الخروج من السلطة فى ثورة 30 يونيو والتى شملت الاعتداء على أماكن العبادة من مساجد وكنائس ومؤسسات خدمية وتنموية بل وهجوم بالنيران على منازل المصريين، كما ظهر بالفيديو الذى كشف عن قيام احدهم باطلاق نيران رشاشة على نوافذ المنازل من فوق كوبرى 15 مايو، واحراقهم للمحاكم ومقار الشهر العقارى ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا والمدنية الاعلامية.. كل ذلك وغير لايزال راسخاً فى ذاكرة المصريين بما يقنعهم بانه لا يجب ان يكون لهذه الجماعة وجود فى الحياة المصرية بعد ذلك، مهما كان الثمن والتضحيات.

لذلك فان حملات التشويه التى تشنها هذه الجماعة

وحلفاؤها من الجماعات الارهابية الأخرى ومن جرى فى ركابهم من المنتفعين بأموالهم وأموال قطر وتركيا وغيرهما.. لن نترك اثراً لدى المصريين.. الا مزيداً من الاصرار على اقتلاع جذور الارهاب وتجفيف منابعه، ولن يضر الوطنية المصرية حماقات هؤلاء الحثالة من القوم الذين لايستحقون الانتساب الى مصر رغم ما  نراه اليوم من ازدياد  حملات التشويه والتطاول ليس فقط على مؤسسات الدولة بل وعلى الموطنين فى مصر.. اياً كانت مواقعهم ومراكزهم الادبية فنحن لا ننتظر من هؤلاء الخونة وأمثالهم من المجرمين الذين يمارسون القتل والهدم والتخريب بدم بارد فى سيناء والصحراء الغربية مع حدود ليبيا، وشمالاً وجنوباً وداخل «27» محافظة مصرية وبما لا يرضى عنه أى دين أو عقل أو أخلاق.. الا مزيداً من الممارسات الهدامة بعد ان فقدوا عقولهم نتيجة خيبة كل الامال التى كانوا يعلقونها بعد سيطرتهم على الحكم فى مصر عام 2012، وانهم سيحكمونها «500» سنة ـ على حد تعبير مرسى للرئيس السيسى، فكان الله ورسله والشعب المصرى لهم بالمرصاد فأورثوهم الخيبة والتشرد والضياع خارج  مصر.

 

سماسرة تخريب الوعى

ولقد أثبتت التحليلات ان هناك سماسرة لتزييف وعى المصريين ممن يأكلون على كل الموائد خدمة لأعداء مصر فى الداخل والخارج.. يخدعون الرأى العام بأفكار مغلوطة وأوهام مدفوعة الثمن وأفضح مثال لذلك جماعة «فيرمونت» عام 2012 التى ضمت بعض عناصر النخبة السياسية والاعلامية والثقافية فى مصر، وساهمت  سواء بالوعى أو اللاوعى ـ فى توصيل جماعة الإخوان الى السلطة  مصر لذلك كان الوعى الجمعى للمصريين دا ئماً مستهدفاً من القوى المعادية فى الداخل والخارج فى شكلها الجديد، وباستخدام الآلة الاعلامية الجبارة التى استغلت غياب وتراجع  مؤسسات وأجهزة التنشئة التقليدية للانسان ككائن اجتماعى.. وهى الأسرة والمدرسة ثم الجامعة ثم المسجد او الكنيسة فضلاً عن المؤسسات الاجتماعية ـ كاندية الرياضية والمؤسسات الترفيهية والمجتمع المدنى ناهيك عن غياب دور الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الأهلية.

لقد أدركت القوى المعادية لمصر اهمية وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى كمتحكم رئيسى فى عملية تشكيل وعى المواطن وسهولة تزييف وعيه عبر التحكم فى المعرفة التى يستمدها عبر هذه الوسائل لذلك قامت بتطوير الالة الاعلامية الجهنمية الجبارة لتحول الى رأس الحربة لنشر الفوضى «الخلاقة» التى ابتدعتها كوندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا عام 2006 كأسلوب لتحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يرسخ لتفتيت الدول العربية والاسلامية عرقياً وطافياً ومذهبياً، وهو ما حدث فى أعقاب ثورات ما أطلق عليه باطلاً "ثورات الربي العربى" أما وسيلة ذلك فقد كانت شبكة «الانترنت» التى انتشرت عنكبوتياً فى كافة المجتمعات وظهور وسائل التواصل الاجتماعى مع تطوير فى تكنولوجيا الهاتف المحمول الذى شمل الى جانب خاصية الاتصال, خواص التسجيل وتخزين الصور، وساهم فعلياً فى تزييف الوعى ونشر الوعى الموجه لتدمير المجتمعات وأبرز مثال على ذلك قناة الجزيرة القطرية التي ساهمت بقدر كبير فى قلب الحقائق وتزييف وعى المواطن العربى.

 

دور الإعلام فى تصحيح الوعى

واذا كان بعض الاعلاميين يعتقدون ان ادوار تنحصر فقط فى الأخبار والتثقيف والترفيه والتواصل وتبادل الرؤى والافكار والرقابة على أداء السلطات دون التدخل فى الشئون السياسية، فان ذلك يعد خطأ فادحاً لأنه يسلب من العمل السياسى أهم وسائله فى التأثير على مدركات الجماهير بما يخدم الغيات والأهداف القومية وكيفية مساهمة الجماهير فى تحقيقها، خاصة عندما تخوض الدولة حروباً من نوع الجيل الرابع.. مثل الحرب التى تخوضها مصر اليوم، ودول اخرى ضد الارهاب والتطرف، حيث تختلط الادور وتتشابه الخيوط وتحاول العدائيات اللعب على المتناقضات ورفع شعارات المتاجرة بالدين وترسيخ التمايز الطائفى والعرقى وتحويله الى صراعات بين طوائف وفئات الشعب بما يخدم اعداء الأمة فى الخارج والداخل، ويقوض ركائز المجتمع ويضعف تماسكه، ويجعله لقمة سائغة فى عيون الاعداء، هناك تكون مهمة الاعلام اصعب وأشق من خوض معركة ضد عدو خارجي محدد المعالم والأماكن ـ مثل اسرائيل ـ وتكون المعركة الاعلامية اوسع وأكثر شمولاً لأنها تتضمن مهمة تغيير قناعات  ومعتقدات فئات المجتمع التى أثرت فيها عدائيات الدولة فى الداخل والخارج سلبياً واستبدالها بالمعتقدات السليمة.. سواء دينياً أو سياسياً أو حضارياً.

كما تشمل المعركة الإعلامة فى البداية هدم الاصنام البشرية التى رسخت هذه المعتقدات فى أذهان الناس، وحولتهم من ادوات بناء وتعمير الى أدوات قتل وتخريب هدم ثم بعد ذلك ارساء المفاهيم الدينية والاخلاقية والتاريخية والسياسية السلمية.

وفى هذه المعركة الوطنية لا مكان للحياد فى العمل الاعلامى  ولا اعطاء فرص لطرح الرأى الآخر، كما لا يجب ان يكون هناك مكان فى هذه المعركة للبريق الإعلامى لمن يمارسون الاعلام على المستوى التنفيذى، ذلك ان الجميع فى الحقل الاعلامى خلال هذه المعركة ينبغى أن يكون مجنداً فقط لخدمة اهداف وغايات الدولة القومية وتحقيق النصر فى هذه المعركة الوطنية العليا، ورفع الروح المعنوية للشعب والجيش والشرطة وتعميق الثقة فى النفس والقيادات الى جانب اطفاء كل فتنة يحاول اعداء الوطن اشعالها، والقضاء على شبكات الاحباط التى تزرع الهزيمة فى النفوس مع الاستعداد لتقديم التضحيات وتحمل أعباء المعركة.. خاصة على الصعيد المادى، ذلك لأن لكل شىء ثمناً، والنصر فى معركة محاربة الارهاب ثمنه غال، ويدفعه اهالى الضباط والجنود فى الجيش والشرطة من أباء وأمهات وأبناء وزوجات فقدوا أغلى ما يملكون بصبر وتسليم بارادة الله وروح طيبة من اجل الحفاظ على الوطن، ولا يمكن مقارنة هذه التضحيات الغالية بتضحيات ادنى قيمة مثل ارتفاع أسعار بعض السلع أو شحها، نتيجة طمع وغش واحتكار بعض التجار وهم من يجب أن يصنفهم الاعلام أعداء للشعب، وهو ما ينبغى أن يكن مقاومته ضمن أهداف الاعلام العام والخاص.

 

دور المواطن

ان الوعى ـ كما يقول الخبراء ـ انه علاقة وثيقة بالمسئولية والعقل والعلم والمعرفة ومن ثم يجب توعية المواطن ـ اياً كان مستوى تعليمه ـ بتحمل مسئوليته أياًكان موقعه فى العمل الوطنى وان يناقش ما يعرض عليه من معلومات سواء فى وسال الاعلام المختلفة أو وسائل التواصل الاجتماعى بعقلانية ومنطق كاملين، وان يكون قادراً على تحقيق كل ما يعرض عليه من معلومات  والتعرف على الأسباب والدوافع وكل ما خلف المعلومة المعروضة عليه، والتمييز بين المعلومة الحقيقة والأخري الزائفة والمغرضة، والغرض من اقحامها عليه وهدفها فى تزييف وعيه واستعدائه ضد وطنه.

ولأن المواطن الشريف يعتبر جندياً فى معركة استعادة الوعى فان عليه ليس فقط نفى ومحاربة الشائعات التى يبثها أعداء الوطن بل ايضاً نقل وشرح وجهة نظر الدولة بمؤسساتها المختلفة.. خاصة السياسية والعسكرية والاعلامية ـ الى باقى المواطنين، وتحذيرهم من مغبة الاعتقاد والسلوك فيما تروجه وسائل الاعلام المعادية وخطورة ذلك ليس فقط على أمن الدولة المصرية بل كيان مصر وواقع ومستقبل كل عائلة فيها مذكراً بما كان ليه حال المصريين ايام الفوضى التى عمت جميع مدن مصر عقب احداث يناير 2011، وكيف كان كل انسان فى مصر غير آمن على نفسه وأهل بيته وحياته ومستقبله.

 

خلاص القول:

ان معركة استعادة الوعى ينبغى ان تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة لكل مصرى ومصرية ذلك لأن الوعى هو الذى يحرك الانسان فى أمور حياته، فاما يكون انساناً سوياً يعمل يابجابية من اجل وطنه واهله ــ مثل هؤلاء الشهداء الابطال الذين ضحوا بحياتهم من اجل  مصر.. مثال الشهيد احمد المنسى، وإما ان يكن مجرماً خائناً وجباناً مثل الارهابى هشام العشماوى، فالأول عاش بطلاً واستشهد بطلاً لأنه لم يسمح للافكار الهدامة ان تشوش عقله وفكره، لذلك آمن بوطنه واعتبر ذلك من مكونات عقيدته الايمانية..  مصداقاً لحديث سيدنا  رسول الله صى الله عليه وسلم «من مات دون أرضه فهو شهد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، من مات دن ماله فهو شهيد»، أما الآخر فقد فقد عقله وأسلمه للشيطان الذى سول له خيانة بلده وأهله، فباع نفسه لأعداء مصر فى الداخل والخارج، فسقط فى بئر من الخيانة ومن المؤكد أنه سيدفع الثمن غالياً.

لذلك فان يقظة الوعى معركة مستمرة، لا تنحصر فى كلمة للرئيس ولا فى مقاله ولا فى ندوة أوأغنية، بل هى معركة شاملة مستمرة  تخوضها كافة قوى الدولة الرسمية وغير الرسمية، وبغير ذلك ـ لا قدر الله ـ ستتحول مصر الى سوريا أخرى أو ليبيا أخرى أو يمن آخر.