رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مع بداية موسمه.. 5 معوقات تهدد صناعة العسل الأسود بمحافظة قنا

اثناء تحويل خام قصب
اثناء تحويل خام قصب السكر لعسل

تعد قنا المحافظة الأولى من بين محافظات الجمهورية  التي اشتهرت بإنتاج العسل الأسود، أو ما يعرف بعسل قصب السكر، نظرًا لوجود  مساحات كبيرة منزرعة بنبات قصب السكر بتلك المحافظة.

تتركز تلك الصناعة بالجزء الشمالي من المحافظة وبالتحديد، مركز نجع حمادي الذى يتصدر الترتيب في الإنتاج،  يليه مركزي فرشوط وأبو تشت، نتيجة لتوافر المكون الأساسي لتك الصناعة وهو قصب السكر، الذى يعد المحصول الرئيسي السائد في تلك المناطق، وعلى الرغم من أن تلك الصناعة من الصناعات القديمة جدًّا التي وجدت بالمحافظة، إلا أن تلك الصناعة باتت مهددة بالانقراض نتيجة  لعدم اهتمام الدولة بها، والتي تعتبر مصدرًا دخل لشريحة كبيرة من أهالي تلك المراكز، حيث لم تعمل الدولة على تطويرها من نشأتها لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، وما زالت تلك العصارات تعمل بطرق بدائية، ما انعكس بالسلب على أصحاب هذه الصناعة، فخلال السنوات الأخيرة الماضية تعرض أصحاب تلك العصارات لأزمات كبيرة متتالية، جعلت تلك الصناعة على حافة التوقف والانهيار.

      

 تمر عملية إنتاج العسل الأسود بعدة مراحل، ففي البداية  يقوم أصحاب العصارات بشراء المادة الخام، وهى نبات قصب السكر من المزارعين، عن طريق وسيط يسمى بـ التاجر ليتم بعدها كسر القصب وتجهيزه وشحنه بواسطة قاطرات الجرارات الزراعية ونقله لعصارات القصب، بعد ذلك يتم وضع القصب مكشوفًا لإشاعة الشمس لعدة أيام ليسهل عملية عصرة داخل التروس العاصرة.

      

بعدها يتم عصرة ليتحول إلى سائل خام ينقل مباشرة عن طريق مواسير متصلة من تلك التروس إلى الحلل النحاسية، التي تقوم بدورها بتسخين العصير الخام على درجة حرارة تقارب على الألف درجة مئوية، تستمر عملية التسخين للكمية الموضوعة ما بين الأربعة إلى الست ساعات، في تلك الحلل والتي تقدر بثلاثة أواني نحاسية ضخمة سعة كل واحدة منها عشرة قناطير من  سائل العسل، في تلك المرحلة يتحول فيها عصير القصب إلى العسل الأسود، يتم التسخين أسفل تلك الأواني الضخمة باستخدام بقايا نبات القصب المسمى "بالمساس"، ينقل بعدها العسل الساخن لأحواض صغيرة متصلة ببعضها، ليترك العسل في تلك الأحواض لعدة أيام ليعود لدرجة حرارته الطبيعية، ليتم تعبئته فيما بعد سواء في الأواني الفخارية المسمى( بالبلاص) أو صفائح معدنية، أو من خلال فناطيس عملاقة محملة على عربات النقل.

       

يقول حسام أحمد العمدة واحدًا من أصحاب عصارات قصب السكر المنتجة للعسل، بداء حديثة بالقول:إن صناعة العسل بمحافظة قنا من أهم وأقدم الصناعات التي تميزت بها المحافظة من بين محافظات مصر كلها، كما أن عسل محافظة قنا مشهود له بمذاقة المتميز وكفاءته العالية،  إلا أن تلك الصناعة لم تعطيها الدولة أي اهتمام، وتركت أصحاب تلك العصارات يواجهون التغيرات وحدهم دون أدنى دعم

أو مساندة.

موضحًا أن صناعة عسل القصب تواجه حاليًّا العديد من المشكلات التي توجب على الدولة التدخل لحلها قبل انهيار تلك الصناعة، من أهمها تسويق المنتج في الخارج، وذلك من خلال تسهيل إجراءات التصدير للخارج، والقضاء على البيروقراطية التي نعلمها جميعًا في أغلب الهيئات والمصالح الحكومية، ذاكرًا أن كيلو العسل في الخارج يتراوح ثمنه ما بين المائة والمائة والعشرين جنيهًا،  في حين أن سعره في السوق المصري لا يتجاوز الخمسة عشر جنيهًا، من شأن تلك الصناعة أن تدير دخلًا لا بئس به من العملة الصعبة داخل الدولة، وتحسن وضع شريحة كبيرة من العاملين في ذلك المجال.

كما ذكر العمدة حسام أن  ارتفاع أسعار الوقود قد ألقى بظلاله على تلك المهنة،  فكل شى مرتبط بالوقود، مبيناً أن أصحاب العصارات يعانون من صعوبة الترخيص حاليًّا، نتيجة لشروط التعجيزية التي تضعها الجهات والهيئات المعنية جعلت جميع العصارات تعمل بالمخالفة، ما ينتج عنه عمل محاضر تغريميه كل عام لتلك العصارات.

      

كما أوضح أحمد العمدة إن ارتفاع تكلفة الإنتاج تعتبر من أهم المشاكل التي يعانى منها أصحاب عصارات القصب حاليًّا، فلم يعد هناك شىء كما كان في السابق من وقود وأيدي عاملة والمكون الرئيسي  طن قصب السكر الذى ارتفع هو الآخر، موضحًا أن أسعار العسل غير مستقرة فيها كالبورصة كل يوم بسعر.

 

وطالب حسام الدولة بضرورة الاعتناء بتلك الصناعة الحيوية  قبل انهيارها والعزوف عنها، من خلال تسهيل إجراءات  التصدير والترخيص للعصارات، والعمل على دعم أصحاب تلك المهنة من خلال منح قروض ميسرة بفائدة منخفضة نستطيع من خلالها تطوير المعدات والآلات ومواكبة التطور في تلك الصناعة الحيوية، وتعويض النقص الهائل في الأيدي العاملة التي نعانى منها حاليًّا ، بجانب المقدرة على منافسة الأسواق الخارجية وفتح أسواق  للمنتج في الخارج.