رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. سارة سعيد ترسم بالخيوط خيال الأطفال وتحوله لـ"عرائس هاند ميد"

بعض عرائس سارة سعيد
بعض عرائس سارة سعيد

بموهبة صغيرة وحلم كبير وثقة في الذات ورغبة في التعلم وعمل ما تحبه النفس وتهواه، دخلت الفتاة الشابة سارة سعيد، التي تعيش في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في عالم العرائس "الهاند ميد"، ذلك العالم الذي لم تكن تعرف عنه الكثير في البداية.

 

هي فقط شعرت بأنها في حاجة لأن تقوم بذلك فكان لها ما أرادت، وأجادت فيه وتمكنت منه فيما بعد. غزلت سارة، أول عروسة بأيديها قبل 5 سنوات من الآن، ولم تكن وقتها تتقن ما تفعله كما هو الحال في الوقت الراهن، ولم تكن عرائسها مبهرة في البداية، بل هي أقرب لعرائس بدائية.

 

تحكي سارة لـ "بوابة الوفد" عن بداياتها واتجاهها لهذا الفن فتقول: " أنا بأعرف أشتغل كروشية، كنت أتعلمته في المدرسة في الاقتصاد المنزلي، لكن تركته لفترة طويلة، وفي 2013 بعد أن تزوجت وفي فترة الحمل، كنت أشعر بالملل، ووقتها حاولت صنع أشياء لإبنتي بإيدي، لكن شغل المفارش واللبس لم يستهويني، ولفت انتباهي عرائس الهاند الميد، بعد أن رأيت أحد الأصدقاء يعمل فيها".

 

 

"بهرب للعرائس من الواقع والمشاكل "

ومن وقتها ووقعت سارة في غرام هذه الصنعة وهذا الفن، فتذكر :"بدأت مع نفسي أعلم نفسي، لأن فيديوهات تعليمها لم تكن متوفرة آنذاك كما هو الحال الآن، فقط كانت الفيديوهات الموجودة بلغات أجنبية ومن بينهم اللغة الروسية ولم أكن أعرفها ولا أجيدها"، وتضيف:" بعدها بدأت أشوف العرائس وأحاول أعمل زيها لأن أنا مؤمنة اللى عايز يتعلم حاجة هيتعلمها".

 

التجارب الأولى لسارة لم تكن جيدة على الإطلاق، لكنها كانت تظن أنها مُبهرة ففكرت في عرضها للبيع "أون لاين"، لكن الغريب لها أنها لم تجد من يشتريها، فابتعدت عن عرائس "الهاند ميد" قرابة شهرين بعدما أصابها الحزن والإحباط.

 

 

حُب سارة للعرائس أرغمها على العودة للعمل فيها مرة آخرى، فنسجت عروسة جديدة من الخيوط الصوف، وعرضتها ثانية للبيع، وأُعجبت بها فتاة وطلبت من خطيبها أن يشتريها لها، وبالفعل فعل ذلك، ورغم بساطة مبلغ العروسة الذي باعته بها _ 70 جنيه_، إلا أنها تؤكد أن فرحتها لديها وفي نفسها كانت عارمة وكبيرة، ومن بعدها وبدأت تعمل عرائس تشبه الناس والشخصيات كرتوينة، وتطور من نفسها حتى أصبحت بارعة في عرائس "الهاند ميد"، حتى أصبح شغلها هذا هو المنطقة التي تهرب إليه من الواقع والمشاكل".

 

 

"كل عروسة بتعلم على إيدينا بالإبر والجروح"

الشغف والحب الذي تتحدث به سارة عن عرائسها، يجبرك أن تولع بهم وتحبهم معها، فكل واحدة منهم صنعتها بعناية وكل منهم له قصة وإسم،  فلا تطلق سارة عليهم أسماء عشوائية هكذا، ولكنه يكون نتاج احساسها بها والجو العام المحيط.

 

تقول :"كنت شغالة في عروسة وفيه زفة وعروسة وزغاريد فسميتها فرح، وعروستي شفق سميتها ذلك لأني كنت خلصتها وقت المغرب ونظرت إلى السماء ورأيت الشفق أمامي، وذات مرة كنت مع والدتي في المستشفى ولما أصبحت بخير سميت العروسة شفاء".

 

 

تتكون العروسة التي تغزلها سارة من "خيوط الكروشية الصوف والفايبر" وفي بعض الأحيان تضع لهم "سلك أو بلاستيك"، كي تتمكن العروسة من الوقوف بمفردها، كما تقوم بتطريز عيون كل عروسة وتصميم ملابسها، وتأخذ منها العروسة بهذه الإمكانيات أسبوعين وإن كانت بلا أسلاك أو تطريز تكون مدة صناعتها أقل.

كل ما تحتاجه سارة عند صناعة أي عروسة

هو الهدوء والتركيز وألا يكون هناك ضغط من أي نوع، لأن "المود" يؤثر بشكل كبير على الشكل النهائي للعروسة، وكلما توفرت الراحة النفسية لها كلما خرجت العروسة من يدها بشكل جميل و"تتحب"، وفقًا لما تأكده سارة في حديثها، مشيرة إلى أن "كل عروسة بتعلم على إيدينا بالإبر والجروح".

سارة ترفع شعار "هاند ميد عشان فرحة الأطفال"

من الأفكار التي تنتهجها سارة في عملها، هي أنها تعمل من حين لآخر على تحويل رسومات الأطفال إلى عرائس، شرط أن تكون هذه الرسمة نابعة من خيال الطفل نفسه وأن يقوم هو بتلوينها وفق رؤيته البسيطة، تحولها إلى دمية "هاند ميد" كما رسمها الطفل بالضبط، حتى وإن كانت ألوانها غير متناسقة أو شكلها غريب.

تقول سارة عن هذه الفكرة :" بأكون مستمعة جدا وأن بنفذ خيال الأطفال رجل وإيد  مش مظبوطين ولون شعر غريب وأنا أضبطها وأرسمها زيهم بالخيوط، ودي حاجة بتفرح الأطفال جدًا، ورد فعلهم بيكون جميل، وبيكونوا منبهرين إزاي الرسمة بتاعتهم بقت عروسة ممكن يلعبوا بيها، ودا شيء كويس لأنها بتنمي خياله وممكن الأم له تحكي له قصته بعروسته الرسمة، وهو نفسه ممكن بعد كده يتعلم عشان يرسم ويعمل العروسة بنفسه".  

ولدى سارة فكرة ومشروع أخر من أجل الطفل ورسم البهجة على وجهه، فتذكر :"نفسي أعلم ناس كتير شغل الهاند ميد ونعمل ألف عروسة ونوزعها على الأطفال والناس اللى مش قادرة تشتريها، وبدأت فعلًا مع ناس جيراني أعلمهم واتفقنا نوزعهم على المحيطين بنا، لأن من حق كل طفل أنه يفرح ويكون عنده عروسة".

سارة: بحلم بـ "دكانة كبيرة" للعرائس وشغل الهاند ميد

تحلم سارة منذ طفولتها بأن يكون لديها "دكانة" تبيع فيها أي شئ، ومع احترافها عمل العرائس وضعت حجر الأساس لهذه الدكانة من خلال صفحة أسستها على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، تحمل إسم "دكانة من ده على ده"، وتطمح لأن تتحول هذه الدكانة الافتراضية إلى حقيقة".

وبحماس شديد  تقول سارة :"نفسي جدًا أعمل جاليري كبير اسميه بنفس الاسم "دكانة من ده على ده"، ويكون ممتلئ بشغل الهاند ميد، وفيه أنشطة للأطفال ويكون مساحة  كبيرة لتعليمهم الشغل دا أو تعليم أمهاتهم".