عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد كريمة في حوار لـ"الوفد": الإخوان حذاء في قدم أمريكا وإسرائيل وأفتخر أنني شيخ للسلطان

جانب من الحوار
جانب من الحوار

  الخطاب الديني مسئولية الدولة والأزهر جزء من الدولة

"تجديد الخطاب الديني لا يرتبط بحادث معين، إنما هي قضية تتفق مع منهجية الإسلام عن طريق الثبات على المسلمات، والمرونة في المتغيرات، مع الالتزام بالقاعدة الفقهية "لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الأزمان".. هكذا قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال حديثه لـ"بوابة الوفد"، عن بعض القضايا المثارة في المجتمع والتي تحتاج لرأي صائب من عالم جليل يُعتبر أحد أئمة وعلماء الأزهر الشريف العظماء.

وأكد "كريمة"، خلال حواره أن أمريكا وحلفاءها يريدون للمنطقة العربية والإسلامية، أن تظل في بقعة توتر وحرب، كما أنه يفخر بكونه ظهيرًا ومؤيدًا للسلطة الحاكمة التي على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا:" الإخوان وحلفاؤهم يسيئون للأزهر لأن علماءه يؤيدون السلطة الحاكمة وهم حذاء في قدم أمريكا وإسرائيل".

وإلى نص الحوار:

 

- في البداية من وجهة نظرك ما أسباب حالة الانحدار الأخلاقي التي تفشت في المجتمع المصري؟

مسمى الانحدار الأخلاقي الذي يتحدث عنه الكثيرون عميق وكبير جدًا، ومجتمعنا بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة أو الكارثة، و إذا صح التعبير فهي حالة من التراجع في بعض الأخلاقيات التي كانت متأصلة في المجتمع المصري، فعندما تقارن اليوم بالأمس القريب تجد أن هناك فرقا كبيرا، واتضح هذا الفرق أكثر بعد عام ٢٠١١ الذي شهد تغيرات عدة، حيث ظهر أسوأ ما بداخل الناس من أخلاقيات بداية من الفوض العارمة في الحياة اليومية من بناء  على الأراضي الزراعية بغير وجه حق، مرورًا بحالة الانفلات التي أصابت الطريق العام.

 

- وما الحل؟

نحن في حاجة لمنظومة أخلاقية متكاملة تشترك بها كافة مؤسسات الدولة من أجل محاربة  كافة أشكال التراجع أو التدني الأخلاقي الذي يُعتبر دخيلا على المجتمع المصري المعروف بأنه شعب متدين بطبعه، وهذا التراجع بدأ منذ أن سمحت الدولة للتيار السلفي أن يهمش الدين ويسطحه حتى أصبح التدين مختصرًا في المظهر الذي يتمثل في لحية وجلباب صغيرة وسبحة وزوجة ترتدي النقاب، متجاهلين قول النبي -صلى الله عليه وسلم- " إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُم".

 

- وماذا عن قضية الخطاب الديني؟

هي قضية قديمة النبي - صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بها في الحديث الشريف "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"، وليس المقصود في الحديث هنا فرد واحد وإنما قد يكون عدة أفراد أو مؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة، ولابد أن يفرق الجميع بين الخطاب الإسلامي وخطاب المسلمين والخطاب الديني، فالخطاب الإسلامي كل ما يوجد بالكتاب والسنة وهي ثوابت ومسلمات يستحيل إجراء أي تعديل عليها أي أنها ثابتة مهما تغير الزمن، أما خطاب المسلمين فهو كل ما يفهم من النصوص والقواعد الشريعة، ومجموع هذا وذاك يسمي بالخطاب الديني.

 

 - وإلى أين وصل تجديد الخطاب الديني؟

الخطاب الديني من ناحية التجديد لا يرتبط بحادث معين إنما هو قضية تتفق مع منهجية الإسلام عن طريق الثبات على المسلمات، والمرونة في المتغيرات، مع الالتزام بالقاعدة الفقهية التي تنص على أنه  "لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الأزمان"، وتجديد الخطاب الديني يعتبر من ضمن المسئوليات التي تتحملها الدولة بأسرها فلا نستطيع أن نحمله لكيان واحد كالأزهر الشريف، بل أنه يتطلب تعاون كافة مؤسسات الدولة، حيث أن نظام الدولة مطالب بالعدالة الاجتماعية أو المساواة بين الناس، وهناك عبء كبير يقع على عاتق وزراتي الثقافة والشباب والرياضة، إلى جانب دور المؤسسات الأخرى المتمثلة في الأزهر والأوقاف والمؤسسات المدنية ذات العلاقة، وتحديد ما وصل إليه الخطاب الديني يعود للدولة لأنه من اختصاصاتها.

 

- هل خروج علماء الدين على الفضائيات سبب في اختفاء دورهم على أرض الواقع؟

الدعوة الإسلامية لا ترتبط بقالب أو نمط ثابت إنما هي تتطور مع التغيرات التي تطرأ على العصر، فكانت مقتصرة في السابق على مسجد يجتمع به الناس ومنبر يتحدث إليهم ولي الأمر، أما حاليًا فأصبح هناك برامج دينية لعدد محدود من العلماء وهذه البرامج تسهم في تصحيح بعض المفاهيم  الخاطئة مع تفسير وشرح بعض آيات القرآن الكريم مما يحقق استفادة عظيمة مثل تسجيلات الشيخ محمد متولي الشعراوي.

 

- ما هو السبيل لبناء جيل جديد واعٍ بمبادي الدين الصحيح؟

يكمن ذلك في احترام الدولة لدستورها في أن الأزهر الشريف وحده المسئول عن الشئون الإسلامية، ولا يجوز أن يكون هناك كيانات موازية له والتي تعرف بالدعوة السلفية أو الطرق المتصوفة أو الشيعة فكل هذا يُخرب ما يحاول الأزهر أن يبنيه، والأزهر قادر على تقديم صحيح الإسلام بما لديه من خبرات على مدار تاريخه فهو منارة الإسلام منذ

أن تم إنشاؤه إلى الآن لبناء أجيال جديدة بعيدة كل البعد عن الأفكار المتطرفة.

 

- بعض الأشخاص يصفون عددا من مشايخ الأزهر بـ"شيوخ السلطان" .. فما ردك؟

الإساءة لعلماء الأزهر ليست وليدة اللحظة، وإنما محاولات إيقاع الأزهر عن طريق تشويه رموزه وعلمائه من قبل الإخوان وحلفائهم هي محاولات قديمة فشلت من قبل ومازالت فاشلة، ونحن نتشرف بأن نكون ظهراء لدولتنا، وأنا أعلن تأييدي الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسي، وللجيش والشرطة، وأفتخر بكوني ظهيرا للسلطة الحاكمة هذا يعتبر مدحا وليس ذما، لأن مصر بلدي وهذا نظامها السياسي، وعلى علماء الأمة تأييده لإخراج البلد من مأزقها، وذلك بدلا من أن نكون حذاء في قدم أمريكا وإسرائيل مثلهم، حيث ظهر انتماؤهم لأمريكا عندما وصلوا للحكم حيث أنهم تدربوا وتعلموا بها وجاءوا لتنفيذ خطتها للإيقاع بمصر وتمزيق شمل شعبها العظيم الذي تصدى لذلك المخطط وجعلهم يفرون إلى أمريكا وقطر وتركيا مثل الفئران.

 

- ما رأيك في قرار المحكمة الأوروبية باعتبار الإساءة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعدي على حرية التعبير؟

الشخصيات الدينية المقدسة يجب أن تحاط بكامل الاحترام فيما يُعرف بالرقي الإنساني، فالمقدسات الدينية لأصحاب الشرائع السماوية وغيرهم تُعد خطوط حمراء يجب ألا يُسمح لأي شخص أن يتجاوز بحقهم، وهذا القرار يحقق العدل والإنصاف لرموز الدين ويحفظ حقوقنا في الرد على من يتطاول بالإساءة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وينبغي أن يتذكر الناس توعد الله في كتابه العزيز بهذه الأمور حيث يقول تعالى:" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديًا ونصيرًا"، فالله ـ سبحانه وتعالى ينافح عن رسله وأنبيائه وعن الصديقين والشهداء ويرد عن من يُقدم الإساءة لهم بقدرته.

 

- إلي أين وصلت صورة الإسلام في الغرب خاصة بعد ظهور داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية؟

الإجابة على هذا السؤال تطرح بداخلها عدة تساءولات كمدخل أساسي لها، من الذي أنشأ السلفية الوهابية في شبه الجزيرة العربية !؛ الاستعمار البريطاني من 300 سنة، من الذي أنفق الأموال في بداية ظهور جماعة الإخوان !؛ شركة قناة السويس البريطانية في فترة ظهور حسن البنا، من الذي درب المليشيات واستقطبها لإطلاق حروب بالمنطقة العربية بأسرها؛ الولايات المتحدة الأمريكية، وهؤلاء الذين يستخدمون الأسلحة المتطورة جدًا، هل تدربوا تحت الأرض !، ومن أين جاءوا !، ومن أعطى لهم هذه الأسلحة، كل هذه الأسئلة إجابتها واحدة هي أن الغرب "متمثل في أمريكا وحلفائها" يريد أن تظل المنطقة العربية والإسلامية في بقعة توتر وحرب

والدليل واضح في أن التسليح غير موجه لتحرير فلسطين وبيت المقدس إنما جعلوا المسلم يخاف من أخيه المسلم، ومن هنا فإن مسألة صورة الإسلام في الغرب لا تعنينا كثيرًا.

 

- وماذا تريد من الغرب؟

بالنسبة للغرب فالأمر محسوم في قوله تعالى:" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"، وهذه تُعد سنة كونية ولذلك فنحن لا يعنينا مدح الغرب للإسلام أو ذمهم له، لكن نريد منهم أن يكفوا مؤامرتهم ضد الشعوب، لتحقيق السلام الذي نريد أن نحققه للوطن العربي منذ زمن بعيد.