عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في الذكرى السابعة لرحيله .. تعرف على أبرز محطات حياة أنيس منصور

اليوم الذكرى السابعة
اليوم الذكرى السابعة على رحيل أنيس منصور

تحل اليوم الذكرى السابعة على رحيل شلال المعرفة وعملاق الكتاب "أنيس منصور"، الذي له تاريخ طويل وعريض يمتد لسنوات في الإبداع الفلسفي والأدبي والعلمي، فما زال الكثير يقال عن حكاياته وأشعاره، فهو يحتل الصدارة في تاريخ الصحافة والثقافة، ويظل ملهمًا قراءه بأفكاره اللامعة وأسلوبه المتميز الجميل، ومعلوماته الواسعة للأبد.

 

مولده:

ولد أنيس منصور، في مركز شربين بالقرب من مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية، في 18 أغسطس 1925م، حيث حفظ القرآن الكريم في عمر صغير، واهتم بدراسة اللغة العربية فكانت بداية انطلاق قوية لمستقبله الأدبي والصحفي أيضًا، مما جعله يؤسس قاعدة قوية ساعدته على النبوغ العلمي منذ بداية رحلته، فلم يكن غريبًا أن ينهي دراسته الثانوية متفوقًا على جميع أقرانه، فكان صاحب الترتيب الأول لطلاب الثانوية العامة على مستوى مصر كلها.

 

حبه للأدب العربي:

اختيار أنيس منصور لكلية الآداب جاء نتيجة لعشقه الكبير  للأدب واللغة، وانفتاحه على الثقافات الأخرى لعب دورًا مركزيًا في تشكيل وعيه، فتعلم العديد من اللغات، منها: "الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية"، فضلًا عن إلمامه ببعض اللغات الأخرى، هو ما فتح له الباب للاطلاع على ثقافات عديدة، كانت له عنصرًا قويًا في حياته الصحفية والثقافية بعد ذلك، ونتيجة لذلك ما زالت كتبه الشيقة تتصدر قوائم المبيعات في مصر والدول العربية رغم مرور عدة عقود على صدورها.

 

دوره في الصحافة المصرية:

صنع أنيس منصور بمواهبه وملكاته وتفاعله مع الثقافات الأخرى، ثورة في الصحافة تفوق بها على أقرانه، ففي مؤسسة أخبار اليوم، ظل واحدًا من أبرز أعمدتها الذين قامت على أكتافهم اسم الصحيفة، وانتقل بعدها إلى مؤسسة دار المعارف، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدارتها في هذا الوقت.

 

فكان الشغل الشاغل لأنيس منصور وشغفه كله مرتكزًا على شراء الكتب ودراسة الفلسفة، ونتيجه لملاقاته المستمرة مع عمالقة أعلام الفكر والثقافة المصرية، مثل "طه حسين، العقاد، توفيق الحكيم، سلامة موسى "، فقد شرب من علمهم حتى ارتوى.

 

من المتعارف عليه أن حياة "أنيس منصور"، مع الصحافة مختلفة كثيرًا عن باقي أقرانه، فكان يتعامل معها بروح الأديب، فلم يكن يحب العمل الصحفي البحت، وهو ما جعل تجربته الصحفية بعيدة عن السياق التقليدي.

 

المزيج بين الفلسفة والأدب والمهارات الصحفية الفائقة في الكتابة، كان له دور مهم في فتح الطريق لأنيس منصور في بلاط صاحبة الجلالة، فكان أصغر من تولى منصب رئيس التحرير في الصحافة المصرية، وكان وقتها لم يكمل الثلاثين من عمره، كما تنقل بين أشهر المؤسسات الصحفية في مصر "الأهرام" و"أخبار اليوم" و"الهلال" و"دار المعارف".

 

علاقته بالرئيس السادات:

كان أنيس منصور من أقرب الصحفيين للرئيس الراحل "أنور السادات"، لذلك كلفه الرئيس بتأسيس مجلة أكتوبر في 31 أكتوبر 1976م، وذلك لتكون مجلة عربية سياسية اجتماعية شاملة، يتولى تحريرها إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة دار المعارف، وظل في هذا المنصب حتى عام 1984م.

 

من أشهر كتب أنيس منصور "حول العالم

في 200 يوم"، "بلاد الله لخلق الله"، "غريب في بلاد غريبة"، "اليمن ذلك المجهول" "أنت في اليابان وبلاد أخرى"، "أعجب الرحلات في التاريخ"، "الذين هبطوا من السماء"، "الذين عادوا إلى السماء"، "لعنة الفراعنة".

 

 كما تحول العديد من أعماله إلى السينما والمسرح والدراما، ومن أبرزها مسرحية "حلمك يا شيخ علام"، "من الذي لا يحب فاطمة"، "هي وغيرها"، "عندي كلام"، وفي الترجمة قدم "منصور" الكثير، حيث نقل نحو 9 مسرحيات و 5 روايات من لغات مختلفة إلى العربية، إلى جانب ترجمته لـ 12 كتاب لعمالقة الفلاسفة الأوروبيين.

 

 وقد اهتمت دور النشر العالمية بنقل كتب أنيس منصور إلى اللغات الأخرى، وخاصة الإنجليزية والإيطالية، ومن أهمها كتاب "حول العالم في 200 يوم"، الذي تمت ترجمته لما يزيد عن 10 لغات، ومن أفضل إبداعاته وإنجازاته هو عموده الأشهر في الصفحة الأخيرة لجريدة الأهرام "مواقف"،  بالإضافة لمقالاته في صحيفة الشرق الأوسط واللندنية.

 

الجوائز التي حصل عليها:

حصد الكاتب النابغ العشرات من الجوائز وشهادات التقدير والأوسمة، من أبرزها درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981م، وجائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، وقد كرمت مصر اسم أنيس منصور وثمنت نبوغه في العديد من المشاهد.

 

كان من ضمن من تم ترشيحهم للحصول على جائزة نوبل في الأدب في أكثر من مناسبة لكنه لم يحصل عليها، وتحدث الكاتب الكبير عن ذلك قائلًا: " رشحتني جمعيات أدبية مصرية وغير مصرية لجائزة نوبل، ولم أفز بها ثلاث مرات، ولم يكن من رأيي هذا الترشيح".

 

وفاته:

رحل "أنيس منصور" عن عالمنا، صباح يوم الجمعة 21 أكتوبر، بعد صراع دام طويلًا مع المرض، وذلك بعد أن نجح في أن يصنع قنطرة حقيقية، نقلت فكر العمالقة، وفلسفة العالم، إلى القارئ المصري والعربي البسيط.