خبراء يوضحون دلالة إلقاء السيسي كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو فى جميع المجالات وتوسيع التعاون المشترك بين البلدين، تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا، في زيارة تستمر لمدة 3 أيام، سيلتقي خلالها بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من كبار المسئولين الروس.

واليوم، الثلاثاء ألقى الرئيس السيسى، اليوم الثلاثاء، كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى، وهي المرة الأولى التى يلقى فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمام المجلس الروسي، وهو الغرفة الأعلى فى البرلمان الروسى، وله سلطة التصديق على القوانين والمعاهدات والاتفاقيات، بالإضافة إلى منح الرئيس سلطة التدخل الخارجى.

وأكد السيسي خلال كلمته، أن روسيا ستظل الصديق الوفي، الذي يمكن دائمًا الاعتماد عليه، لا سيما في ظل تقارب الرؤى والدعم المتبادل في مختلف المحافل الدولية، وأن الباب سيبقى مفتوحًا أمام المستثمر الروسي، للاستفادة من المميزات الكبيرة، التي تتيحها السوق المصرية، كبوابة تجارية واستثمارية ضخمة، للعديد من الدول الأفريقية والعربية والآسيوية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد فراج أبو النور، المحلل السياسي والخبير الشأن الروسي، إن استضافة مجلس الفيدرالية الروسي، للرئيس عبد الفتاح السيسي لإلقاء كلمة أمامه، كأول رئيس رئيس دولة أجنبية يقوم بذلك، يعكس حرارة العلاقات بين القاهرة وموسكو.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن هذا الأمر يعكس كذلك رغبة روسيا في أن تظهر الاحترام والحفاوة بمصر ممثلة في رئيسها، حيث تشهد العلاقات المصرية الرسية مرحلة من الازدهار منذ 30 يوينو، إذ أعلن وقتها الرئيس بوتين دعم موسكو لمصر بكافة الأشكال السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستعداد للوقوف بجانبها، في مواجهة العداء الذي أبداه الغرب للثورة احتجاجا على الاطاحة بالاخوزان، متجاهلًا إرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين.

وأوضح أبو النور، أنه بعد انتخاب السيسي كرئيس للجمهورية، تطورت العلاقات بسرعة كبيرة بين البلدين، وجرت عدة زيارات ولقاءات قمة متبادلة وتطورت المساعدات العسكرية لمصر لمواجهة الإرهاب، كما تم الاتفاق على اجراء مناورات مشتركة لنقل خبراتهم في مكافحته، وكل ذلك في إطار تطابق الرؤية على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم بأثرة.

وتابع الخبير في الشأن الروسي، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطورًا هي الآخرى، وهو الأمر الذي توجته دعوة روسيا لمصر لاقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الجمركي الاوراسي، وهو ما شهد لقاء السيسي بشأنه مع رئيس المفوضية لهذا الاتحاد بالأمس.

وبين أن الاتفاق على إقامة محطة الضبعة النووية بمثابة تطور هاما في العلاقات، حيث منحت روسيا قرضًا قدره 25 مليون دولار تسدد من انتاج المحطة النووية من الكهرباء بعد اكتمالها وبشروط مريحة وبنسبة فائدة ميسرة.

وأكد أبو النور، أنه إذا كانت العلاقات المصرية الروسية قد شهدت هذه التطورات، مع توافق رؤى البلدين في محاربة الارهاب وضرورة الحفاظ على مؤسسات الحكم،  فليس من المستغرب أن يدعو مجلس الاتحاد الروسي، رئيس أكبر دولة عربية لالقاء كلمة أمامها، لأنه يعبر عن مدي عمق العلاقات.

قالت غادة عجمي، عضو مجلس نواب، إن القاء  الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي، كأول رئيس لدولة أجنبية يقوم بذلك، دليل على قوة العلاقات المصرية الروسية، وهو بمثابة فخر واعتزاز لنا واحترام لمجهود الرئيس.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن الرئيس السيسي كان له السبق في توطيد هذه العلاقات،  وكان له السبق في تقريب وجهات النظر، كما أعاد التواصل والعلاقات مع دول كانت بعيدة عن مصر في فترة من الفترات.

وأكدت عضو مجلس النواب، أن تقديم مصر بهذه الصورة في روسيا، يؤكد بأنها تتكلم وتتحدث من منظور القوة وأنها موجودة على الساحة الدولية وبقوة، معتبرة أن هذه يعد نجاح عسكريا واستثماريا وفي كل المجالات للدولة.

وكان الرئيس السيسي، قد وصل أمس الاثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة تستمر لمدة 3 ايام يلتقي خلالها بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من كبار المسئولين الروس، للتباحث حول عدد من القضايا والموضوعات، وألقى اليوم الثلاثاء كلمة في مجلس الفيدرالية الروسي.