خبراء: بيان السعودية وضع النقاط على الحروف في أزمتها مع أمريكا
حالة من التوتر شهدتها العلاقات السعودية- الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية، جاءت عقب التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن توعده للمملكة بعقاب شديد في حال أثبتت التحقيقات مزاعم مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول بتركيا.
وفي المقابل، أصدرت الخارجية السعودية بيانًا بالأمس ترفض فيه تهديدات ومحاولات النيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة، مؤكدة أنها سترد بإجراءات أكبر حيال أي إجراءات تتخذ ضدها.
وفي هذا الصدد، أشاد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، ببيان الخارجية السعودية الذي أصدرته أمس الأحد، بشأن رفضها أي اتهامات أو تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية بحقها، وأنها سترد بإجراءات أكبر، مشيرًا إلى أن هذا البيان وضع النقاط على الحروف في الأزمة السعودية الأمريكية.
وأشار اللاوندي، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، إلى أن جميع الدول كانت متوقعة مثل هذا البيان، وذلك عقب إهانة الرئيس دونالد ترامب للمملكة واتهامها بأنها المسئول الأول عن اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية لها ثقلها في المنطقة العربية وعلى الصعيد الدولي.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية تقع على رأس الدول المحرضة ضد السعودية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لانقسام العالم إلى قسمين عالم بزعامة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا، والآخر العالم العربي مع السعودية ودول الخليج، لافتًا إلى أن تضامن الدول العربية مع السعودية يؤكد موقفها القوي.
ونوه اللاوندي بأن العلاقات السعودية- الأمريكية ستشهد مزيدًا من التوتر خلال الفترة المقبلة، وسيكون للدب الروسي دور كبير في المنطقة لحل الازمات قائًلا: "إدارة ترامب قد أعلنت انسحابها من حل قضايا المنطقة بتصرفاتها وسلوكياتها مع الدول، وبالتالي سيبدأ عصر الدب الروسي الفترة المقبلة".
وعلق الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على بيان الخارجية السعودية قائًلا: "البيان براءة ذمة المملكة العربية السعودية من قتل خاشقجي، وأنها لن تتأثر بأي عقوبات أو محاصرة عليها نظرًا لأنها دولة غنية".
وأوضح غباشي أن المشهد بشكل عام وأزمة الولايات المتحدة
ولفت نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن العلاقات الامريكية السعودية لن تنقطع جراء هذه الازمة مشيرًا إلى أن ترامب أكد أنه لن يلغي أي صفقات متعاقدة مع المملكة، وبالتالي فإن العلاقة بينهما ستكون على المحك قائًلا " المجتمع الدولي بأكمله يتسائل أين خاشقجي؟".
ورأى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن بيان الخارجية السعودية الذي أصدرته بالامس مهم للغاية وجاء في الوقت المناسب، نظرًا لان تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخيرة بشأن مطالبة السعودية بدفع أموال أكثر من أجل الحماية هزلية لا تليق برئيس دولة مثل أمريكا.
ودلل بيومي، على وجهة نظره قائلا" من حق المملكة العربية الدفاع عن نفسها وأنها ترفض أي تهديدات لمصالحها المشتركة مع دول الجوار، مشيرًا إلى أن العلاقات بين السعودية وأمريكا لن تتأثر نظرًا لان كلا الطرفين لديهما مصالح مشتركة، مؤكدًا أن ترامب سيتراجع عن كافة تصريحاته الفترة المقبلة وسيحاول احتواء الأزمة.