رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مطالب بإعادة فناء قصر البرنس بنجع حمادي إلى طبيعته بعد تحوله إلى نواد ترفيهية

قصر البرنس بنجع حمادى
قصر البرنس بنجع حمادى

قنا - محمد عبد الصبور :

قصر يوسف كمال باشا، أو كما يطلق عليه لأهالى نجع حمادي قصر البرنس، واحد من اهم القصور التي تمتاز بالطراز الفريد على مستوى المحافظة، نظرًا لما يتمتع به هذا القصر من موقع  متميز على إحدى ضفتي النيل من الجهة الغربية منه، وشكل هندسي امتزج بين الطراز الإسلامي والعمارة الأوروبية.

 

قصر الامير يوسف كمال شرع في إنشاءه الأمير أحمد كمال، واستكمل بناءه بعد وفاته ابنه الأمير يوسف كمال، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كانت تبلغ مساحة القصر  في السابق 4 افدنه و5 قراريط، تقلصت تلك المساحة بعد ان تم اقتطاع اجزاء كبيرة منها لصالح بعض الجهات الحكومية، فقد تم انشاء ثلاثة نوادي ترفيهية اثنين منهم على فناء القصر الذى كان مملوء بالأشجار والورود النادرة، ونادى اخر للمعلمين على مبنى اسطبل الخيل الخاص بالأمير انا ذاك.

 

 بجانب انشاء مبنى للإدارة الزراعية يتبع وزارة الزراعة  بساحة الشيخ عمران احد اولياء الله الصالحين والتي كانت تقام فيها الليالي والمناسبات الدينية،  ومبنى اخر كان يسمى في عهد الامير بدائرة الامير يوسف كمال، ما زالت هيئة الاصلاح الزراعي تسيطر علية رغم تبعيته لوزارة الاثار باعتباره مبنى اثرى يتبع الوحدات المعمارية لقصر البرنس.

كما ان هناك فتحه بإحدى الجدران المطلة على احد الشوارع، والتي تودى لسور الداخلي للقصر، تطل على  قطعة ارض فناء  تقع  خلف مبنى القصر، يصيبها الاهمال، وبالبحث والسؤال، تبين ان تلك القطعة كانت تتبع القصر في السابق، كان يطلق عليها الحديقة المتحجرة او حديقة الغزلان ابان عصر اسرة محمد على، وعقب قيام ثورة 52 وسيطرة قيادة الثورة على ممتلكات افراد اسرة محمد على، تم تحويل تلك الحديقة لمنطقة عسكرية تمركزت فيها وحدات من الجيش هي ومبنى القصر خلال فترة الحروب التي خاضتها مصر مع الكيان الصهيوني، كانت مهمة  تلك القوات هي حماية مدينة نجع حمادي والمنشآت الحيوية الموجودة بها، وبالتحديد كوبرى نجع حمادي ومصنع السكر، وبعد عام 1973 تم اخلاء تلك القوات من القصر والحديقة المتحجرة، الى ان تلك القطعة ما زالت ارض فضاء.

 البرنس كما يطلق عليه أهالي محافظة قنا، هو الأمير يوسف كمال باشا بن أحمد كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، ولد في مصر عام 1882، تلقى تعليمه  الاولى  داخل مصر، وبعدها سافر إلى أوروبا لكي يثقل من نفسه وثقافته، يعد الامير يوسف كمال واحداً من اغنى اغنياء اسرة محمد على فقد تم تصنيفه في مقدمة العشر الاكثر غنى في مصر، وذلك بعدما قرر الاقتصادي طلعت باشا حرب تأسيس بنك مصر وقام بأعداد تلك اللائحة  .

امتلك أراضي واسعة بنجع حمادي واسنا تقدر بحوالي 17 الف فدان، كما قام بأنشاء مدرسة بنجع حمادي،  كانت تسمى بمدرسة سمو البرنس تغير اسمها بعد ذلك لأبو بكر الصديق، بجانب اسهاماته في انشاء العديد من المرافق الخدمية بداخل محافظة قنا، واليه يعود الفضل في ادخال بعض التقنيات الزراعة الحديثة بنجع حمادي، وادخل نسل جديد من الماشية تم استيرادها من الخارج ليتم تربيتها في الصعيد، وشرع في اصدار قرار لحماية المواشي .

توفي في مدينة أستروبل بالنمسا عام 1969، عن عمر 90 عاماً، وتم دفنه في مصر في مدافن «الإمام الشافعي» مع باقي أفراد أسرته في مدفن أنفق عليه وجهزه لنفسه.

وعلى صعيد متصل ذكر الدكتور محمود عبد الوهاب مدنى باحث اثرى، وصاحب مؤلفات لعدد من المعالم التاريخية والاثرية داخل محافظة قنا، ومدير الشئون الاثرية بنجع حمادي يقول : عقب ثورة 52 وبالتحديد عام 1954 استولت بعض المصالح  والهيئات الحكومية على اجزاء من القصر، لم  تكن وزارة الاثار قد انشئت وقتها، ولم يتم تسجيل القصر كمكان  اثرى الا عام 1995 ، وتابع عبد الوهاب كلامه بالقول لو نظرنا  للقصر حالياً سنجد  عدداً من المباني المستحدثة والادارات الحكومية التي تشغل مباني اثرية حتى

الان، كل هذا يعد اشغالات  وتعديات على المجموعة المعمارية الأثرية للأمير يوسف كمال بنجع حمادي.

 

 مطالباً بضرورة اخراج تلك الهيئات والادارات الحكومية التي اقتطعت اجزاء من القصر وقامت بأنشاء مقرات ومباني لها، ليتم تعويضها بأماكن اخرى  حفاظاً على الاثر التراثي، من شأنه ان نعيد  لقصر الامير يوسف كمال رونقه وجماله كما كان في السابق.

واشار الدكتور مدنى، ان هناك خطاء تم ارتكابها في السابق ممن قاموا بتسجيل مجموعة يوسف كمال المعمارية، فعندما قامت هيئة الاثار بتسجيل القصر كوحدات معمارية منفصله وكان من الواجب تسجيل القصر كقصر أي  كل ما بداخله من اثر بقرار واحد وليس على اجزاء. 

 

 يضيف الباحث الأثري، ان هذا القصر  يعد من اهم القصور التي تمثل الطراز الإسلامي، وهو في حد ذاته  تحفه معمارية  منعدمة النظير قلما نجده في صعيد مصر، ويعتبر اهم قصر من قصور الامراء المنتشرة على ضفاف النيل من الجيزة حتى اسوان، لان معظم القصور التي كانت تتبع العائلة المالكة لم تكن تحوى مثل ما كان يحتويه قصر الامير يوسف كمال، في كانت مجرد استراحات، كما ان هناك تحف معمارية ثابته تأخذ صفة الثبات لها قيمتها التاريخية.  

واضاف الدكتور محمود مدنى، الى انه كان هناك اقتراحات تقدمت بها وزارة الاثار في السابق، بان يترك الجيش تلك القطعة لوزارة الأثار لإعادتها  لما كانت عليه في السابق كحديقة للقصر باعتبارها مال عام ، موضحاً ان القوات المسلحة ليس في احتياج اليها حالياً ،  في حين انه يملك العديد من الأراضي داخل نجع حمادي وهو في غنى عنها، موضحاً ان تلك المنطقة ستكون بمثابة المتنفس الرئيسي للقصر، ومتنزهاً حيوياً لأهالي نجع حمادي والمراكز والقرى المحيطة بها في اشد الاحتياج لها.

 وفى ذات السياق بدأت اعمال الترميم والتطوير داخل القصر والمجموعة المعمارية الخاصة بالامير يوسف كمال، مطلع الشهر الماضي، بعد موافقة الدكتور خالد العناني وزير الآثار واللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفي وزيري، حيث تم  اعتماد مبلغ 7 ملايين جنيه لتنفيذ أعمال الترميم والتطوير، ومن المتوقع ان تستمر اعمال التطوير والترميم لقرابة 6 اشهر، على ان يتم بعدها فتح ابواب القصر في وجوه الزائرين.

 

واوضح السيد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، خلال جولته التفقدية منذ عدة ايام  لأعمال التطوير  إلي أن أعمال الترميم والتطوير داخل مجموعة الامير يوسف كمال بنجع حمادي  ستشمل (مبنى السلاملك - السبيل  - قاعة الطعام – المطبخ – الفسقيه "النافورة" -الاسوار- تنسيق الحديقة والموقع العام للقصر) موجهاً بمراعاة الدقة في أعمال الترميم والحفاظ علي المعالم الأثرية والتراثية بالقصر .