رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد مقتل عارضة الأزياء الأمريكية "كيلسي كويل".. أبرز الحوادث المشابهة في العراق

بوابة الوفد الإلكترونية

يشهد العالم في الاَونة الأخيرة جرائم بشعة في حق الإنسانية على يد الإرهاب الغاشم المتستر في ستار الإسلام وهو منهم براء، ولعل اآخر هذه الجرائم هو اغتيال عارضة الأزياء الأمريكية "كيلسي كويل"، تتشابه هذه الحالة في تفاصيلها مع حوادث قتل الناشطين والناشطات في العراق، من حيث المستهدفون بالقتل وطريقة قتلهم.

 

وتوفيت كويل عارضة الأزياء الأمريكية، البالغة من العمر 28 عاما في أتلانتا، بعد أن أصيبت برصاص في رقبتها أثناء ذهابها إلى العمل، ما أحدث ضجة كبيرة ومطالبات عدة لمعرفة القاتل، حينما كانت تقود سيارتها، أصيبت بعيار ناري في الرقبة ، مما تسبب في فقدان للوعي ووفاتها بعد اصطدامها بسيارتين.
 

 ما حدث يجعلنا نتذكر الحوادث التي وقعت بالعراق في الاونة الأخيرة، للتشابه الكبير بينها، ونستعرض أبرز هذه الجرائم والتي أحدثت ضجة كبيرة داخل حدود العراق وخارجها.  

 

الطفل حمودي المطيري

هذه الواقعة كانت أكثرهم فظاعة والتي حدثت مساء الأربعاء الماضي، حيث لقي الطفل حمودي المطيري، البالغ من العمر 15 عاما مصرعه على يد مجهولين،والذي كان يقطن في الصدر، شرقي العاصمة العراقية بغداد، عن طريق طعنه بسكاكين عدة مرات إلى أن خرجت أحشاؤه، بذريعة "الشكوك في ميوله الجنسية"، وفق ما ذكرت تقارير أوردتها وسائل إعلام عراقية.

 

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية، أن حمودي، الذي يلقبه كثيرون باسم "ملك إنستغرام"، قتل بالسكاكين بعد تعرضه للاختطاف، مشيرا إلى أنه جرى التعرف على هوية القتلة، الذين قامو بتصوير مقطع فيديو له وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد طعنه بوحشية، ونشره عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

 

وسارع موقع "فيسبوك" إلى وضع ملاحظة تشير إلى وفاة الفتى العراقي في صفحته، وتقول الملاحظة "نأمل أن يجد الأشخاص الذين يحبون حمودي الراحة في زيارة ملفه الشخصي ليتذكروا حياته"، وكان آخر تعليق قد نشره حمودي في فيسبوك مطلع أكتوبر الجاري، وهو :" وكل الغيابات تمثل الاستغناء والنسيان، فلا تغريكم حجة الظروف.

 

تارة فارس

 لقيت وصيفة ملكة جمال العراق "تارة فارس" مصرعها في أواخر الشهر الماضي، حيث أظهرت كاميرات المراقبة أن منفذي الاغتيال، كانا متوقفين عند الطريق بانتظار مرور سيارة تارة، أي أنهما كانا على علم بمرورها، و تم إطلاق عدة رصاصات على تارة استقرت في رأسها وجسدها.

 

واختيرت  تارة فارس "ملكة جمال بغداد"، في مسابقة أقيمت في نادي الصيد العراقي عام 2015، وهي من مواليد 1996، وتعيش ما بين تركيا والعراق، وذهبت مؤخرا لتعيش في الإمارات العربية المتحدة، كما أنها فازت بلقب وصيفة ملكة جمال العراق عام 2014.

وأثار مقتل تارة فارس ، يوم 27 سبتمبر الماضي زوبعة غضب واستياء شعبيا.

 

18 يوماً مرّ على مقتل تارة فارس تعمل فيه السلطات الأمنية العراقية على الوصول للفاعلين، حتى كشفت عن تفاصيل في القصة.

وزارة الداخلية ووصلت لأول نتيجة وهي أن تارة فارس قُتلت على يد «جماعات متطرفة» لم تسمّها. دون أن تكشف عن عدد أعضاء الجماعة أو من وراءها، وقالت الوزارة إن كاميرات الشارع الذي أطلق المسلحون فيه النار على فارس داخل سيارتها، في 27 سبتمبر/أيلول 2018 ساعدهم في الإمساك بخيوط الجريمة.

 

سعاد العلي

قُتلت الناشطة العراقية سعاد العلي بإطلاق نار في مدينة البصرة التي شهدت مؤخرا احتجاجات واسعة معارضة للحكومة.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة مقتل الناشطة في منطقة العباسية يوم الثلاثاء، إذ اقترب منها شخص ثم أطلق الرصاص عليها بينما كانت تستقل سيارتها، وأصيب في الهجوم شخص آخر يُعتقد أنه زوجها.

 

وكانت سعاد العلي من مؤيدي المظاهرات التي نُظمت في البصرة ضد الحكومة المركزية بسبب نقص مياه الشرب النظيفة والكهرباء وارتفاع معدلات البطالة في المحافظة الغنية بالنفط.

 

وترأست الناشطة القتيلة منظمة "الود العالمي" لحقوق الإنسان التي نشرت على موقعها الالكتروني صورة لها، يبدو أنها التقطت مطلع الشهر الحالي، أثناء مشاركتها مع مجموعة نساء في مظاهرات البصرة، وكتبت تعليقا عليها "نقف إلى جانب إخوتنا وأبناءنا وعائلاتنا في بصرتنا"

 

كرار نوشي

في العام المنصرم ضجت وسائل الإعلام العراقية الإثنين الماضي، بخبر مقتل الممثل المسرحي وطالب الفنون الجميلة، كرار نوشي ، عن عمر 27 عامًا، وذلك بعدما عثرت السلطات العراقية على جثته غارقة بالدماء بعد يومين من اختطافه، وملقاة في إحدى الساحات بشارع فلسطين، الواقع شرقي العاصمة بغداد، وتبدو عليها علامات العنف والتعذيب.

 

كان بعضهم ينتقده ويحرض، خلال تعليقاته لما يقوم الشاب المغدور بنشره من مقاطع فيديو يقوم فيها باستعراض نفسه، ما جعل البعض يظن أن تلك التعليقات السبب وراء قتله، وأنها من لفتت أنظار الجماعات المسلحة إليه.


لم يكن الشاب صاحب شهرة كبيرة، إلى أن انتشر الكثير من الصور له على مواقع التواصل الاجتماعي، وتردد خبر ترشحه لمسابقة ملك جمال العراق ، هذا الخبر الذي أطلقه البعض للسخرية من قصة شعر الشاب ولون عينيه الأخضر الذي يراه الكثير من العراقيين غريبًا.

 

وقالت مصادر امنية عراقية إن نوشي كان قد تلقى في السابق تهديدات بالقتل بسبب اسلوبه في ارتداء الملابس وتسريحات شعره، وكانت الأقاويل كثيرة حول أن أحد الجماعات الإرهابية هي من قام بهذا بسبب ملابسه وطريقة ارتدائه لها، ونتسريحة شعره، وظنا منهم أنه مثلي جنسيا.

 

وفي هذا السياق قال الدكتور إبراهيم البيومي، أستاذ العلوم السياسية ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه لا يرى أي علاقة بين حادثة اغتيال عارضة الأزياء الأمريكية "كيلسي كويل" وحوادث اغتيال ناشطات العراق، وإن تشابه المستهدفون وطرق الاغتيال في كلا منهم.

 

وأضاف " البيومي"، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن هذا الحدث له مدلول خطير وهو اتساع دوائر العنف والعدوان في حق الحياة بشكل مروع، إضافة إلى أن هؤلاء الأشخاص يغلب عليهم مظهر الجرأة في صورهم وملبسهم إلا أنهم في الواقع أبسط من ذلك بكثير، متابعًا: "لا ليهم في الطور ولا في الطحين" من حيث الانتماءات السياسية والحزبية والطائفية، وأنه لا يحق لأحد الحكم على حياة شخص أيا كان ستار فعله.

 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الجماعات التي تقوم بهذه الأعمال الإرهابية ليس لها هدف سوى الإخلال بأمن البلاد وإشعار الناس بالخطر، وليس الهدف هو التصفية الأخلاقية واختلاف العقائد والاتجاهات كما يردد البعض، مشيرا إلى أن هذه الأعمال من أهدافها تدمير سياحة واستثمارات هذه البلاد، حيث من المستحيل ذهاب سائح أو مستثمر إلى بلد وهو يعلم أنه سيصاب بخدش واحد.

 

قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالشئون السياسية، إن هناك علاقة قوية بين حادثة اغتيال عارضة الأزياء الأمريكية "كيلسي كويل" وحوادث اغتيال ناشطات العراق.

 

وأوضح "اللاوندي"، في تصريح خاص لـ "بوابة الوفد"، أن الإرهاب الذي تعاني منه العديد من البلدان العربية هو صناعة أمريكية، وقامت بتصديره إلى الدول تحت مسمى الإسلام، لتلصق بعد ذلك بالعرب والإسلام، مشيرًا إلى أن دول الشرق الأوسط كانت تردد دائما أنه لا وجود لمأمن من الإرهاب، وهذا ما يحدث الآن بانقلاب الإرهاب على صانعيه.

 

وأضاف الخبير بالشئون السياسية، أن الهدف الأوحد والأسمى للإرهاب هو إحداث قلاقل داخل الدول العربية لتشويه صورة العرب والمسلمين، وهو ما يتحقق عند اغتيال عارضات الأزياء والناشطات، إذ يتحول فكر العامة إلى تعنت الإسلام وقتل مخالفي تعاليمه.