رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : لماذا يكرم الوفد حسن راتب؟

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

فى الوقت الذى تقوم فيه الدولة المصرية بحرب ضروس ضد الإرهاب فى سيناء من أجل تطهيرها من جيوب الإرهابيين وجماعات التطرف المختلفة التى كانت على كل لون وشكل، نجد الدولة تقوم فى ذات الوقت بحرب أخرى أشد ضراوة، وهى التنمية فى أرض الفيروز.. لقد صدعت رؤوسنا حكومات كثيرة قبل ثورة «30 يونيو» وعلى مدار أكثر من ثلاثين سنة أو يزيد، بشعارات كاذبة حول التنمية فى سيناء، وراحت حينها النخب المصرية تسير فى فلك هذه الحكومات زاعمة أن هناك تنمية وهذا لم يحدث على الإطلاق  حتى امتلأت مساحة الأرض بجماعات التطرف وزاد الطين بلة أن فترة العام التى حكمت فيها جماعة الإخوان  كانت بمثابة الكارثة الحقيقية التى تعرضت لها سيناء عندما باتت مأوى لكل إرهابيي ومتطرفى الدنيا كلها من كل لون وجنس، وانتفض المصريون فى أعظم ثورة شهدها تاريخ البشرية فى 30 يونيو لوقف مهازل وجرائم الإخوان، وكلف الشعب الأبى الصامد الدولة المصرية التى أوشكت على الانهيار بضرورة القضاء على الإرهاب وأهله سواء من حكموا أو تابعيهم ومؤيديهم من أهل الشر.

هذه حقائق ثابتة وواضحة ولا ينكرها أحد، وبات على الدولة المصرية مسئولية كبرى فى التخلص من الإرهاب واجتثاث جذوره وملاحقة جميع جماعات التطرف التى كانت البداية الحقيقية لإسقاط مصر فى المستنقع البشع الذى سقطت فيه دول مجاورة، وسوريا وليبيا واليمن والعراق  ليس بعيدًا عن أحد ما يجرى فيها الآن.

ولم تكتف الدولة المصرية الوطنية الجديدة وقيادتها السياسية التى حملت العبء على كتفيها بالحرب على الإرهاب فقط، ولكن خاضت ولاتزال تخوض حرباً أخرى موازية، وهى الحرب من أجل التنمية ليس فى سيناء الحبيبة وحدها، وإنما فى كل ربوع المحروسة.

والذى يعنينى الآن هو مشروع التنمية وتحديداً فى سيناء، وأطلق عليها «حرباً من أجل التنمية» لأنها فعلاً حرب ضروس بكل ما تحمل هذه العبارة من معانٍ، فالدولة وحدها لا يجب أن تتحمل عبء هذه التنمية، فإذا كانت الدولة المصرية تتحمل أعباء الآلة العسكرية فى تدمير بؤر وأوكار الإرهاب، فإن الدولة المصرية لا يجب بمفردها أن تحمل عبء التنمية فى سيناء. وهنا يظهر الدور المهم لرجال الأعمال الذين أفاء الله عليهم بالأموال الغزيرة كرماً منه عليهم، فأين دور هؤلاء فى التنمية داخل سيناء وكلنا يعلم أن فى مصر كثيرين  من رجال الأعمال ولا يعيرون اهتماماً بأرض الفيروز إلا ما رحم ربى ،ويأتى على رأس هؤلاء المهمومين بسيناء وكان سباقاً فى هذا الشأن وقبل الدولة المصرية خلال الثلاثين عاماً الماضية، شخصية مصرية وطنية، كانت ثاقبة النظر، ونذر أمواله كلها من أجل التنمية فى سيناء. هو الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء ورئيس مجلس إدارة قنوات المحور الفضائية.

حسن راتب مصرى وطنى كان من الممكن أن يعيش مرفهًا، ولكن وطنيته وحبه الشديد للوطن دفعاه لأن يغامر بأمواله ويستثمرها فى تنمية سيناء فى

وقت كان رجال الأعمال الآخرون يستغربون تصرفه، حدث ذلك فى وقت كانت يد التنمية للدولة عبارة عن شعارات زائفة، ولو كانت الدولة المصرية منذ العقود الماضية قد بدأت التنمية فى سيناء لكان العبء مخففاً الآن، ولكانت هذه التنمية بمثابة حائط صد كل من يريد  الشر لسيناء أو مصر.. ليس هذا معرض الحديث عن الإنجازات الواسعة التى قام بها حسن راتب فى سيناء سواء من مشروعات صغيرة أو عملاقة وخلق فرص عمل للشباب، ولا لإنشاء جامعة بمثابة قاعدة تنوير لأرض الفيروز. وأذكر فى هذا الصدد أن القائمين على شئون وزارة التعليم العالى حين أنشأ الجامعة، كانوا يستغربون موقف الرجل ويتساءلون هل سيقدم الطلاب فى هذه الجامعة، وكانت المفاجأة المدوية أن امتلأت الجامعة بالطلاب فى العام الأول لإنشائها.

حسن راتب نموذج وطنى، عندما نتحدث عنه ليس مديحاً فى شخص  الرجل ـ وإن كان هذا حقه ـ وإنما هو موقف وطنى يسترعى الانتباه والأمانة الوطنية تقتضى من الجميع أن يلتفت الى هذا الصنيع، وهنا يأتى دور رجال الأعمال وهم فى مصر ليسوا قلة وعليهم واجب وطنى تجاه مصر، وأسألهم: أليست سيناء تستحق منهم كل الوفاء، وضخ استثماراتهم على أرضها، والمشاركة الفعالة بكل جدية فى تعميرها بما يتمشى وحجم التحديات الضخمة التى تواجهها، والآن قد تطهرت سيناء من الإرهابيين وجماعات التطرف، ولم يعد هناك مانع أبداً من قيامهم بمشاركة الدولة المصرية فى التعمير، والتنمية، وهذا ما دفع حزب الوفد ورئيسه المستشار بهاء الدين أبوشقة بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، أن يكون سباقاً فى تكريم حسن راتب صاحب الدور الوطنى منذ عقود فى المشاركة فى التنمية داخل سيناء.

أخيراً لقد آن الأوان لأن يقوم المستثمرون ورجال الأعمال بمشاركة الدولة المصرية فى الحرب من أجل التنمية وتحديداً فى سيناء ولدي قناعة أن رجال الأعمال فى مصر لن يبخلوا أو يضنوا بهذا العمل الوطنى خلال المرحلة القادمة.

 

[email protected]