نجوم الفن في عزاء جميل راتب: لا يليق بحجم الراحل وأعماله

على الرغم من توصية الفنان الراحل جميل راتب بعدم إقامة عزاء له بعد مماته، إلا أن نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي اقامت، مساء يوم الجمعة الماضية، عزاءً بـ مسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، وذلك بعد ما أعلنت عائلة الفنان الراحل في نعي نشر بإحدى الصحف أنها لن تقيم عزاءً تنفيذا لوصيته.

 

وشهد عزاء الفنان القدير جميل راتب غياباً شبه كامل من جميع الفنانين والفنانات الذين شاركوه فى حياته فى العديد من الأعمال الفنية حيث تزامن رحيل الفنان القدير مع انطلاق فعاليات مهرجان الجونة المقام حالياً في مدينة الغردقة.

 

وحضر العزاء قلة قليلة من زملاء الفنان الراحل مثل الفنانبن سمير صبرى ويحيي الفخرانى، فقد شهدت قاعة العزاء خواء شبه كامل.

 

وكان فى مقدمة الحضور هاني التهامي، مدير أعمال الفنان الراحل، والدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، وكل من الفنانين محمد فريد وعفاف شعيب وأحمد عدوية ويحيي الفخراني وأحمد شاكر عبد اللطيف وسيد رجب وبوسي ومنال سلامة ومحمد الشقنقيري ومادلين طبر وعمرو رمزي وأحمد ماهر وأكرم حسني وأحمد صيام وهادي الجيار وحجاج عبدالعظيم وسلوي خطاب وسامي مغاوري وسلوي خطاب وعمرو محمود ياسين والمطربة عزة بلبع والمخرج عادل أديب ومحمد ابو داود شيري عادل وريم أحمد.

 

وأكد الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن الراحل جميل راتب أوصى بالفعل بعدم إقامة عزاء له، ولكن لا يمكن للنقابة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام محبيه الذين أتوا لتوديعه، مضيفًا أنه تلقى خبر الوفاة من مدير أعماله صباح الأربعاء الماضي .

 

وأوضح نقيب المهن التمثيلية، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن عدم حضور أغلب أصدقائه من الوسط الفنى للعزاء؛ بسبب سفرهم لمهرجان الجونة وفي نفس التوقيت لم يكن بإمكاننا تأجيل العزاء لبعد المهرجان..

 

ونعت الفنانة عفاف شعيب، الفنان الراحل جميل راتب قائلة: "فنان كبير جدًا قدم للفن كثيرا، وكان محبوبا من زمايله، اشتغلت معه في عمل واحد فقط وهو  فيلم كيدهن عظيم، فالراحل كان ملتزم جدا ويحترم مواعيده" .

 

وروت موقف جمعها بالفنان الراحل في الأستوديو ينم عن إنسانيته وحساسيته الشديدة، قائلة: "ذات مرة قتلت الفنانة الراحلة نبيلة السيد صرصار، الأمر الذي رفضه الراحل واعتبره حرامًا لأنه روح وانفعل جدا بسبب هذا الموضوع".

 

وقالت الفنانة مادلين طبر أن سبب غياب الفنانين عن عزاء الراحل جاء بسبب مهرجان الجونة وعطلة المصيف.

وأضافت طبر قائلة :"جميل راتب كان أميرا من أمراء الفن، ولم يكن مثل باقي جيله من الفنانين، وكثيرًا من النجوم الكبار كانوا يحاولون سرقة الكادر من الفنان الذي أمامهم، وهذا ما لم يكن يفعله راتب طوال حياته، بل كان يترك المساحة للفنان الذي أمامه".

 

 وقالت الفنانة فردوس عبدالحميد، إن الفنان الراحل جميل راتب كان فنانا متفردا أسعد الجميع بأدواره الرائعة وفنه الراقي، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته .

 

وتابع الفنان عمرو رمزي، قائلاً: "البقاء لله فقدنا قيمة فنية كبيرة"، معربًا عن حبه الشديد لجميل راتب وفنه الراقي .

 

وعبّر الفنان أكرم حسني، عن حزنه الشديد، قائلاً: "خسرنا قيمة فنية كبيرة، ولكن الله يصطفي عباده من المتقين، فرغم الفقد إلا أن

أعمال الفنان جميل راتب ستبقى خالدة في أذهاننا".

 

وأشار أكرم إلى أنه كان يتمنى أن يشهد العزاء تكريمًا حافلًا أكثر مما هو عليه، مضيفًا أن كل القيم الفنية التي نفقدها أهم ما يصبرنا عليهم هو أنهم أدوا الرسالة التي كلفوا بها.

 

واستطردت الفنانة سلوي خطاب: "فقد الفنان جميل راتب يعد مأساة للفن المصري والعالمي، فنحن دائمًا نفقد أرواحا وقيما فنية جميلة مثله، ولكن تظل أعماله خالدة بيننا، فكل القيم الفنية التي نفقدها أهم ما يصبرنا عليهم هو أنهم أدوا الرسالة التي كلفوا بها، فيجب علينا أن ننعي أنفسنا فبل أن ننعي مثل هؤلاء العمالقة" .

 

يذكر أن هاني التهامي، مدير أعمال الفنان جميل راتب، قد صرح في وقت سابق، أن الفنان الراحل جميل راتب قد أوصى بعدم إقامة عزاء له بعد مماته، إلا أن نقابة المهن التمثيلية عرضت عليه إقامة عزاء للفنان الكبير، ووافق حتى يتسنى لمحبيه من الفنانين والجمهور العادي التعبير عن حبهم للفنان الراحل.

 

وقد رحل الفنان جميل راتب، صباح يوم الأربعاء الماضي، عن عمر يناهز ٩٢ عامًا، بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته عقب صلاة الظهر من جامع الأزهر، بغياب شبه تام لنجوم الفن، حيث لم يشارك إلا عزت العلايلي، وسلوى محمد علي، وأشرف زكي، ومجدي صبحي، بينما تمكن الفنان محمد صبحي من اللحاق بمراسم الدفن.

 

وقدم الفنان الراحل ما يقرب من سبعة أفلام فرنسية على مدار مشواره العالمى، ومن أشهر الأفلام التى قدمها فى السينما المصرية "حب فى الزنزانة، والعبقرى خمسة، وعلى بيه مظهر، والأربعين حرامى، والبرىء والكيف، وكانت بداية راتب الفعلية فى بطولة الفيلم "أنا الشرق" عام 1946، ولعبت دور البطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار وكان معها الفنان جورج أبيض وحسين رياض وتوفيق الدقن، وبعد ذلك انطلق جميل راتب إلى العالمية، وهذا يرجع بالتأكيد إلى أن راتب استطاع أن يتقن مختلف اللغات، هذا بالإضافة إلى أن زوجتة فرنسية الأصل، وهذا بالطبع مكانه من التألق إلى السينما العالمية ..وأبرز أفلامه العالمية... "صيف حلق الوادى" ،"وداعا بونابارت" ،"لورانس العرب".