في ذكرى ميلاده.. تعرف على قصة عنقود العنب ولماذا لقب الحصري بهذا الاسم

تحل اليوم الذكرى الــ 101 على ميلاد فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري، الذي ولد بقرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ولقب بالحصري لأن والده السيد خليل كان إذا وجد مُصلى أسرع إليه وفرشه بالحصير كصدقة جارية للمسجد والعاملين بصناعة الحصير.

وقد رأي والده ذات يومًا، رؤية أن عموده الفقري يتشكل ويتدلى منه عقود من العنب، والناس تأتي جماعات يأكلون من هذا العنقود ولا ينقص منه شيئًا، وفسرها له أحد الشيوخ بأن يلحق ابنه محمود بالأزهر الشريف فسوف يكون له شأنًا كبير.

وأتم "الحصري" حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، حيث كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدي بمدينة طنطا يوميًا لحفظ القرأن، وفي الثانية عشر من عمره أنضم إلى المعهد الديني بطنطا ثم ألتحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر.

وفي عام 1944 تقدم للامتحان بالإذاعة، وكان ترتيبه الأول على المتقدمين بعد فوزه، ويعتبر أول من سجل القرآن الكريم بصوته عام 1961، واستمر البث الحصري لصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري على إذاعة القرآن الكريم المصرية لمدة 10 سنوات.

وفي عام 1950 عين قارئًا بالمسجد الأحمدي بمدينة طنطا، ثم عين قارئًا لمسجد سيدنا الحسين بن علي بالقاهرة عام 1955، وعين مفتشًا للمقارئ المصرية عام 1957، وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم في مصر، بالإضافة إلى مكاتب لتحفيظ القرآن في مدن وقرى مصر.

وتخصص "الحصري" عام 1958، في علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجمع أسانيدها ونال شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وفي 1959 عين مراجعًا ومصححًا للمصاحف، وسافر إلى جميع الدول العربية الإسلامية وكذلك روسيا والصين وسويسرا وأمريكا وأغلب عواصم العالم.

ويعد أول من اتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان، وقرأ القرآن الكريم في المؤتمر

الإسلامي الأول بالهند بحضور الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس نهرو وزعيم المسلمين بالهند.

وفي 1961 عين "الحصري" بالقرار الجمهوري شيخ عموم المقارئ المصرية، وأثناء زيارته للكويت عام 1963 عثُر على مصاحف قان بتحريفها اليهود وتصدى لألاعيب الصهاينة، وكان أول من سجل المصحف المفسر بصوته، وأشهر العديد من الأجانبي إسلامهم على يديه.

وأجاز فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري، عام 1974 القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم لسماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة وإمام الحرم النبوي الشريف، ويعد أول من رتل القرآن الكريم في الأمم المتحدة والقصر الملكي بلندن والكونجرس الأمريكي.

وأوصى فضيلة الشيخ الحصري بثلث تركته لأعمال الخير مفجرًا ينبوعًا للعطاء ينهل منه كل محتاج، ومن رحم هذا العطاء تدفقت ينابيع خير متجددة من أحباءه وأبناءه وأهل والخير متعاونين مع أبنته الحاجة ياسمين الحصري لتبقى مسيرة الخير مستمرة ومتمثلة من خلال جمعية الشيخ محمود خليل الحصري.

وبعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله ما يقرب من 55 عامًا، توفي "الحصري" رحمه الله، مساء يوم الإثنين الموافق 24 نوفمبر 1980، بعد صلاة العشاء وكانت أخر قراءة له في الحرمين المكي والنبوي.