رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معلومات عن بطلة الأقباط الراهبة القديسة دميانة

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- لُجين مجدي:

 

يزخر التاريخ القبطي بالعديد من الشخصيات والقديسين والقديسات ذوي المعجزات والخصوصية في نفوس المسيحين، والقديسة دميانه تُعد أبرز هؤلاء الشخصيات النادرة أصحاب الأفكار المنيرة والمعجزات وكانت شخصية مميزة وسبقت عصرها حيث إنها أحد الاوائل الذين أنشأوا فكر الرهبانية.

 

أنشأت القديسة دميانة صاحبة فكرة الرهبنة وتأسيس الأديرة، كما قادت الراهبات فى حالة النسك والعبادة إلى جوار قيادتها لهن في طريق الاستشهاد، فانطبق عليها ما قيل عن السيدة العذراء في الكتاب المقدس "تدخل إلى الملك عذارى فى إثرها، جميع قريباتها إليه يقدُم (مز14:44)"، على الرغم من أن كتب التاريخ المسيحي قد أقرت بأن القديس الأنبا أنطونيوس قد عاش الحياة الرهبانية ولكنه لم يؤسس ويدعو لها لذلك نُسب إلى القديسه دميانة هذه الفكرة.

 

كانت القديسة دميانة من قديسات القرون الأولى في المسيحية وهى أولى فى التاريخ وارتبط اسمها بقصة الأربعين عذراء، ووُلدت من أبوين مسيحيين تقيين فى أواخر القرن الثالث وكان والدها هو مرقس واليًا على البرلس والزعفران، وكانت وحيدة والدها وعندما بلغت عامها الأول فى دير الميمة جنوب مدينة الزعفران وأقام لها ولدها مأدبة فاخرة للفقراء لمدة ثلاثة أيام.

 

ولما بلغت من العمر خمس عشرة سنة أراد أن يزوجها فرفضت وأعلمته أنها قد نذرت نفسها عروسا للسيد المسيح، وفى سن الثامنة عشر  كشفت عن عزمها على الحياة البتولية فرحب والدها بهذا الاتجاه طلبت منه أيضا أن يبني لها مسكنًا منفردًا تتعبد فيه هي وصاحباتها، فأجاب سؤالها، وبنى لها المسكن الذي أرادته، فسكنت فيه مع أربعين عذراء اللاتي نذرن البتولية، كن يقضين أغلب أوقاتهن في مطالعة الكتاب المقدس والعبادة.

 

وبدأت حياتها الرهبانية وحياة الشركة في الدير الذي قامت بإنشائه ولم يكن آنذاك أى أديرة أو رهبان وعلى الرغم من أنها بدأت طريقًا جديدًا إلا أنها استطاعت أن تجذب إليه جميع الفتيات الروحيات وتأثرن بها وبالفكر الرهبانى.

 

وبعد مرور زمن أرسل الملك دقلديانوس الذي أحضر مرقس والد القديسة دميانة وأمره أن يسجد للأوثان فامتنع أولًا ثم انصاع لأمره وسجد للأوثان. مره أخرى، بعد أيام علم الملك أن دميانة قد سعت لعودة أبيها للمسيحيه ولم تكن تهدف لهداية والدها من أجله فقط بل كانت تخشي أن يضيع أنباء الولاية التى يحكمها، فأرسل إليها بعض الجنود ومعهم آلات التعذيب للانتقام

منها ومن العذاري اللاتي يعشن معها.

 

أمر الإمبراطور بسجن وتعذيب القديسة ومعاها الأربعين فتاة وتحملت الآلام حتى لا تضعف ويضعف بعدها العذراى الأخريات، كما  ذكرت كتب التاريخ المسيحي أن  الملائكة كانت تشفيها وهى تُعذب ولذلك ظهرت قوية و هى تجلد حتى جاء الأمر فاستشهدت هى ومعها الأربعين عذراء.

 

وبعد استشهاد القديسة دميانة مع العذراى دُفنت أجسادهن في المكان الذي تعبدت فيه، إلى أن جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنت مقبرة خاصة بهن وكنيسة على هذه المقبرة وذلك أثناء قيامها ببناء كنيسة القيامة بأورشليم. ثم طلبت من القديس ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر (313-326م) تدشين هذه الكنيسة فقام بتدشينها ورسم أسقفًا للمنطقة لأن أسقفها كان قد استشهد مع القديسة دميانة.

 

وفى القرن السادس، في عهد الأنبا يوحنا أسقف البرلس -زمن البابا دميانوس رقم 35 (563-598م) كتب مخطوطة تشمل تتابع أحداث سيرة القديسة دميانة، وخبر تكريس كنيستها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس في أيام قسطنطين الملك. ثم بعد ذلك عندما أعيد البناء في أيام الخليفة سنان. وتوجد نسخ من هذه المخطوطة في مكتبة دير القديسة دميانة: نسخة يعود تاريخ نسخها إلى سنة 1449ش، أى سنة 1732م، أى أنها نُسخت منذ حوالي 273 سنة ميلادية. ونسخة أخرى يعود تاريخ نسخها إلى سنة 1498ش، أى سنة 1781م، أى أنها نُسخت منذ حوالي 224 سنة ميلادية.

 

ويحتفل المسيحيون بذكرى عيد القديسة دميانة فى يوم 21 من يناير في كل عام، أطلق اسمها على العديد من الكنائس والأديرة.