رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : ما أشبه الليلة بالبارحة

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

يرحم الله إبراهيم باشا عبدالهادى، أحد رؤساء الوزارة فى مصر قبل 1952، الذى كانت له مواقف حاسمة جدًا مع جماعة الإخوان، والمعروف تاريخيًا أن إبراهيم عبدالهادى تولى منصب رئاسة الوزراء بعد قيام الإخوان باغتيال محمود فهمى النقراشى باشا.

وكان عضوًا بحزب الوفد فى بداية نشأته، وشارك فى مظاهرات ثورة 1919، وحكم عليه بالأشغال الشاقة، وأطلق سراحه عام 1924، ويعد من أبرز أعضاء الهيئة السعدية بعد تشكيلها عام 1938، وعين وزيرًا للشئون البرلمانية فى وزارة على ماهر عام 1939، وتولى رئاسة الديوان الملكى فى فبراير 1947، وإثر مقتل النقراشى عَهِد الملك فاروق إليه بتأليف وزارة قومية تضم مختلف الأحزاب، وتم تشكيل الوزارة، ولم يشارك فيها حزب الوفد.

أقول هذه المقدمة الطويلة لأن مصر فى هذا التوقيت شهدت جرائم بشعة لجماعة الإخوان ابتداءً من اغتيال النقراشى، ومرورًا بنسف دار محكمة الاستئناف فى باب الخلق والاعتداء على مكتب النائب العام، بالإضافة إلى جرائم أخرى كثيرة، ارتكبتها الجماعة فى هذا التوقيت، وما أشبه الليلة بالبارحة، ففى الوقت الذى انتشرت فيه موجات الإلحاد فى توقيت وزارة إبراهيم قبل 1952، عادت تطل هذه الظاهرة من جديد ونحن فى عام 2018.. وأذكر فى هذا الصدد أن حديثًا دار بينى وبين الباشا إبراهيم عبدالهادى وأنا طالب بالجامعة فى مطلع الثمانينيات قبل وفاته عام 1981، عندما كان يسألنى باستمرار عن نشاط الجماعة الإسلامية داخل جامعة القاهرة، حيث كان الرجل حريصًا على أن يسمع أخبار هذه الجماعة، وكان يقول بالحرف الواحد إن هذه الجماعة ستغتال الرئيس أنور السادات وهو ما حدث فى 6 أكتوبر 1981، لكن إبراهيم عبدالهادى رحل عن عالمنا قبل هذه الواقعة بشهور، وتحديدًا فى مارس 1981.

الجماعة الإرهابية قبل 1952 هى الجماعة الإرهابية الحالية التى مارست كل أنواع الإجرام، وعندما لا تحقق ما تريد تلجأ إلى سياسة الاغتيال والعنف، وهو ما يحدث حالياً، والمصريون لا يخفى عليهم ما فعلته

الجماعة الإجرامية، سواء أكانت فى الحكم لمدة اثنى عشر شهرًا وما بعدها، ولا تزال جرائمها متواصلة حتى الآن.. وأمام هذا الإجرام البشع، ارتكبت جرائم أخرى أشد وطأة وأكثر فداحة، وهى تشكيك الناس فى الدين لاستخدامهم الخاطئ له، وتشويههم صورة الدين الإسلامى، وظهر ذلك واضحًا أيام وزارة إبراهيم عبدالهادى، ويتكرر الأمر حاليًا فى عام 2018، والحكومة المصرية فى زمن إبراهيم عبدالهادى أحكمت قبضتها على الجماعة الإرهابية، وقاومت بشدة الممارسات الإجرامية لها، والتاريخ يرصد كل الوقائع فى هذا الشأن، وبسبب هذه الجرائم والتشويه للدين، ظهرت فئة الملحدين، وكذلك الحال الآن، فالجماعة الإرهابية التى شوهت صورة الدين الإسلامى السمح، استقطبت جانبًا من ضعاف النفوس ما تسبب فى ظهور فئة الملحدين.

وبالبحث والدراسة نجد أن جرائم الإخوان قبل 1952، وجرائم الإخوان منذ ثورة 25 يناير حتى الآن واحدة، والتشويه المتعمد للدين والممارسات الخاطئة للجماعة، كانت وراء انتشار ظاهرة الإلحاد للفئة ضعيفة النفوس، لكن الغالبية العظمى من الشعب المصرى تدرك تمامًا أفعال وتصرفات الجماعة الإرهابية، ولن يخيل على أحد كل هذه الحماقات التى ترتكبها الجماعة.. ويكفى أن المصريين بلغوا من الفطام السياسى الكثير، ويدركون كل الألاعيب والممارسات البشعة التى تقوم بها الجماعة.. وهل هناك غباء أشد من قيام الجماعة بتحدى الشعب؟!

 

 

[email protected] com