عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجاسوس "ترابين" من ليمان طرة ..إلى إسرائيل

بوابة الوفد الإلكترونية

عزام عزام . . إيلان جريبل . . وأخيراً "عودة ترابين" أسماء سطعت مؤخرا فى عالم الجاسوسية ضد مصر ولحساب إسرائيل، هؤلاء تم الإفراج عنهم فى صفقات مُعلنة وجوانب منها خفية وسرية.

صفقات يعتبرها البعض بانها "مشبوهة" لكونها تمت فى مُقابل تنازلات لم يرض عنها عامة الشعب المصرى، وآخرون يرونها عادلة وجيدة،  وأى ان كان وصفها الا انها فى نظر الجميع " مُثيرة للجدل " وستبقى كذلك، لغياب الشفافية والحقائق التى تُحيط ما قام به هؤلاء الجواسيس ضد مصر وحقيقة ما نقلوه من معلومات وما سببوه من أضرار للأمن القومى المصرى.
غالباً ما تتم هذه الصفقات وسط غيوم ورهانات سياسية تحكمها مصالح .. لكن تبقى تفاصيلها حبيسة أدراج كبار الساسة ورجالات الاستخبارات من الجانبين "المصرى والإسرائيلى" وقلما تمكن المواطن العادى من حساب المكسب والخسارة فى هذه الصفقات، إلا أن الحس الوطنى المصرى بحسابات الكرامة القومية، ينجح غالباً فى رصد حالات الربح لأى طرف، ومشاعر الانهزامية والانكسار اذا ما تمت الصفقات تحت ضغوط او حصار  .
وهذه الأيام فرضت صفقة جديدة نفسها على الساحة المصرية، يرى كثيرون انها غير ملائمة فى هذا التوقيت الثورى بعد مرور اكثر من عام على  ثورة 25 يناير ، لكن يبدو ان المصالح السياسية التى يُقررها رجال القرارات تتم بمعزل عن رأى الشعب المصرى، تلك التى بموجبها تم الاتفاق على الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى "عودة ترابين" فى مُقابل عدد 63 سجينا مصريا، يُزعم انهم " أسرى"!.
فى حين تشير بعض المعلومات ان مُعظمهم سُجناء فى قضايا نتيجة جرائم عبور الحدود الاسرائيلية، أو ارتكاب جرائم أخرى .
بحسابات المكسب والخسارة يرى غالبية الشعب المصرى ان صفقة الجاسوس  "ترابين" خاسرة بالنسبة لمصر، انطلاقاً من قيمة وخطورة هذا العميل، ويرى البعض انه ما كان يجب من الأصل عقد هذه الصفقة من أساسه ، استناداً على وجه الشبه فى قضية الإسرائيلى "جوناثان بولارد " Jonathan Pollard المحبوس فى أمريكا بتهمة التجسس لحساب إسرئيل، والذى كان الرئيس الأمريكى "باراك أوباما " يريد العفو عنه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك طمعاً فى كسب أصوات اليهود، الا ان "جون بايدن " نائب رئيس الولايات المتحدة رفض رفضاً قاطعاً ، وقال لـ " أوباما " بالحرف الواحد: "على جثتي إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي بولارد قبل ما يُكمل مدة حبسه القانونية"، وذلك على الرغم ان رفضه جاء خلال لقاء كان قد عُقد لإصلاح العلاقات التى تعانى من الهشاشة بين البيت الأبيض والجالية اليهودية بأمريكا، لكن نائب الرئيس لم يُبدل موقفه ، مُعلناً أمامهم أنه لا يُمكن إطلاق سراح جاسوس عمل ضد مصلحة أمريكا، وكان هذا موقفا سياسيا لنائب رئيس دولة كُبرى هى أكبر صديق يحمى اسرائيل، ولم ينس أو يتناسى "جون بايدن " ان الجاسوس الأمريكى الأصل قام بتسريب معلومات عسكرية إلى تل أبيب .
تستوجب هذه المُقارنة ذكر أن الجاسوس الاسرائيلى "عودة ترابين " الذى تم القبض عليه عام 2000، وحُكم عليه بالسجن 15 سنة، قضى منها حوالى إحدى عشر عاماً ونصف، قد ولد فى سيناء عام 1981 مع الانسحاب الاسرائيلى من سيناء ، وهرب كل من والده وأمه الى إسرائيل، وحصلا على الجنسية الإسرائيلية جائزة لهما على ما قاما به من أعمال لصالح اسرائيل أثناء فترت احتلالها لسيناء، وقد بدأت مباحثات الإفراج عن الجاسوس " ترابين " نهاية العام الماضى 2011 عقب تنفيذ صفقة الافراج عن المواطن الامريكي – الاسرائيلي "  ايلان جرابيل " مقابل 25 سجين مصرى ليس لهم اى صفة سياسية .
وتأتى صفقة الجاسوس " ترابين " فى وقت تزايدت خلاله تكهنات بان المجلس العسكرى المصرى رضخ لضغوط امريكية، فى مقابل وعود من البيت الأبيض  بزيادة المُساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر، وان

الأيام المُقبلة ستشهد تبريرات سياسية لمجلس الشعب والرأى العام للتخفيف من حدة توترات وحالة من الغضب الشعبى تجاه الصفقة، ومن ناحية الجانب الإسرائيلى وعلى سبيل التمويه قام نائب الوزير الإسرائيلي " أيوب قرة " بزيارة عائلة ترابين صباح الأحد الماضى وطلب منهم التظاهر بالشكوك حول الصفقة وعدم الإدلاء بأى نوع من التصريحات لوسائل الإعلام، وتجدر الإشارة الى أن أيوب قرة كان احد المُشاركين في المباحثات التي تمت مع مصر بشأن هذه الصفقة .
وايا كانت الشُبهات حول صفقات الجواسيس، وفيما إذا كانت تتم وفق مصالح سياسية سرية تصب فى صالح الوطن من عدمه ، أو تأتى نتيجة لضغوط من هنا وهناك، إلا ان المُثير للدهشة حقيقة هو إشتراك مُعظم جواسيس اسرائيل فى مدى ثقتهم العالية بانه سيتم الإفراج عنهم قبل إنقضاء مُدد عقوبات الحبس فى السجون المصرية ، فقد كان الجاسوس عزام عزام يُعلن دوماً فى محبس بسجن ليمان طرة قبل إطلاق سراحه ، انه واثق في حدوث صفقة سياسية تؤدى للإفراج عنه قبل إنقضاء المُدة المقررة ، وبالفعل صدم الرأى العام المصرى صباح الخامس من نوفمبر عام 2004 حينما فاجأ النظام المصري فى عهد المخلوع "مبارك" العالم كله بالإفراج عن عزام عزام ، فى مقابل إطلاق سراح ستة من الطلاب المصريين من سجون اسرائيل، واتفقت معظم الآراء على ان العملية كلها كانت مدبرة بين السلطات المصرية والإسرائيلية ، فما اشبه الليلة بالبارحة . . أيضاً الجاسوس "عودة ترابين " كان دائم ترديد أقوال فى محبسه بانه متأكد من الافراج عنه قبل إنتهاء مدة سجنه، فهل هى ثقة جواسيس إسرائيل فى حكومة تل ابيب، تلك الثقة التى تعكس ضمنياً ثمة مناخ عام وثقافة لدى هؤلاء، بان مصر ترضخ دائماً للضغوط الإسرائيلية والأمريكية ، فى حين أن الحكومة المصرية "خاصة فى عهد نظام المخلوع مبارك" تهاونت كثيراً ، على الرغم من السجون الاسرائيلية فى عسقلان وأشكلون والخيام وتل ابيب وطبرية وايلات تحوى بين جدرانها كثيرا من المصريين السُجناء لا نعلم عنهم شيئاً، ناهيك عن الأسرى المصريين الذين أهدرت دمائهم الغالية، ومنهم من دفنوا أحياء وتم تعذيبهم ببشاعة ، واليوم تتم صفقة جديدة لتسليم  جاسوس اسرائيلى ، مقابل بضعة مساجين فى صفقة تعد مصر هى الخاسر الاكبر فيها ، مقارنة بصفقة فلسطين مع إسرائيل حول الجندى " شاليط " الذى كان مُختطفا من قبل حماس، واستبدلته اسرائيل بعدد 125 أسيرا فلسطينيا معظمهم من مسجونيين سياسيين  .