رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحكومة تستعد لمواجهة السيول.. وخبراء: يجب تحويلها من نقمة لنعمة

السيول تضرب المحافظات
السيول تضرب المحافظات

أيام قليلة تفصلنا عن بداية فصل الخريف، وفيه تشهد مصر تقلبات مناخية، فقد حذرت  هيئة الأرصاد الجوية في بيانها الصادر  من عدم استقرار الطقس والتي ينتج عنها بعض الظواهر الجوية منها تكاثر السحب الممطرة والرعدية والتي يصاحبها سقوط أمطار غزيرة تعرف باسم "السيول"، على مناطق الساحل الشمالي وسلاسل البحر الأحمر وسيناء ومحافظات الصعيد وغيرها، نظرًا لطبيعتها الجغرافية.

 

وقد أعلنت وزارة الري والموارد المائية برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطي، عن حالة الطوارئ القصوى استعدادًا لموسم السيول الذي حذرت منه هيئة الأرصاد الجوية وأكدت الوزارة أنه تم عمل بحيرات لتخزين المياه، وإنشاء 200 بحيرة صناعية، والسعة التخزينية للبحيرات التي تم إنشاؤها تتراوح من 10 آلاف متر مكعب، إلى مليون و500 ألف متر مكعب، متوقعًا تخزين مليار أو 600 مليون متر مكعب من المياه.

 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، إن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أدت إلى سقوط الأمطار تصل لحد السيول في مصر وفي أماكن غير متوقعة مشيرًا إلى أن السيول ظاهرة تتكرر على فترات متقطعة وستزداد خلال الأعوام المقبلة بسبب الظاهرة العالمية ما تعرف بظاهرة زحف الحزام المطري إلى الشمال التي تؤدي إلى سقوط الأمطار بكثرة.

 

وأشار دياب، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إلى أنه يجب تحويل مياه السيول والأمطار من نقمة إلى نعمة يتم استغلالها لزراعة المحاصيل الزراعية من خلال عمل سدود وخزانات لتخزين المياه، مؤكدًا أن ما أعلنته وزارة الري والموارد المائية بشأن عمل 200 بحيرة صناعية لتخزين المياه غير كافية وتتطلب بحيرات أكثر لمواجهة أزمات السيول.

 

وأكد الخبير المائي بالأمم المتحدة، أنه لابد من عمل استعدادات أكثر لاستقبال موسم السيول وذلك لحماية الطرق والمنشأت ولكن ذلك يتطلب تكلفة مادية عالية، مشيرًا إلى أن تكرار أزمة الأمطار يتطلب الاعتماد على علم التنبؤ المناخي الذي يمكنه تحديد تلك الموجة قبلها بأسبوع على الأقل وكذلك الأرصاد الجوية التي تتنبأ الطقس قبلها بأربعة أيام.

 

وتابع أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، حديثه قائلا" البنية التحتية لم تكن مصممة لاستقبال الامطار لذلك يجب تقييم البنية الاساسية بما يتوافق مع التغيرات المناخية، وأيضًا ضرورة الوعي الارشادي للمواطنين وتفاعل الاجهزة المعنية في المجتمع، متوقعًا أن تشهد مصر مزيدًا من السيول في الاعوام المقبلة.

 

وأشاد الدكتور صفوت عبدالدايم، خبير الموارد المائية ومستشار المجلس العربي للمياه، بالاستعدادات التي أعلنت عنها وزارة الري والموارد المائية بشأن مواجهة السيول، مشيرًا إلى أن هناك نشاطًا كبيرًا للوزارة لمواجهة أزمة السيول هذا العام من خلال إنشائها سدود جديدة لتخزين المياه.

 

وأشار عبدالدايم، إلى أن الوزارة قامت بعمل احتياطاتها اللازمة لمواجهة أزمة السيول من خلال إنشاء بحيرات التخزين لسدود الاعاقة وتنمية الموارد المائية، مؤكدًا

أن مشروعات حماية من مخاطر السيول متوفرة، فضًلا عن صيانة وتطهير مخرات السيول من القمامة والمخلفات، مطالبًا بضرورة نشر الوعي الارشادي بين المواطنين بعدم البناء على المخرات حتى لا تعيق حركتها.

 

وعن كوارث السيول التي تحدث كل عام رغم استعدادات وزارة الري وإعلان خطتها، ذكر خبير الموارد المائية، أنه لايمكن التنبؤ بحجم السيل مقدمًا نظرًا لانه مرتبط بالطبيعة وتغيراتها والقدرة الالهية وأيضًا على حسب الامطار، مؤكدًا أن السيول التي تشهدها مصر كل مائة عام مرة ليست بالحجم التي تشهده بلاد أخرى، وفي حالة زيادة حجم السيل عن معدله الطبيعي وفاق التوقعات، فإنه لا يوجد سبيل أمام الحكومة سوى إخلاء القرى من المواطنين.

 

ورأى الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الاستعدادات التي أعلنت عنها وزارة الري والموارد المائية بشأن مواجهة السيول تتم بصورة دورية تبدأ كل عام منذ بداية شهر سبتمبر حتى نهاية أكتوبر وذلك تزامنًا مع بدء فصل الخريف، مشيرًا إلى أنه يتم الاستعداد لها على مستوى المحافظات كافة.

 

ونوه نور الدين، إلى أن السيول أصبحت ظاهرة موسمية في مصر خلال العقود الأخيرة وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد من خلال إنشاء مخرات للسيول، مؤكدًا أن السيول تدمر الحقول والمباني وغيرها، وبالتالي ترفع وزارة الري حالة الطوارىء القصوى لمواجهتها في محافظات الصعيد والاسكندرية ومناطق البحر الاحمر مثل رأس غارب وغيرها.

 

وأكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن أزمة السيول التي تحدث كل عام لايمكن التنبؤ بها قبل ميعادها نظرًا لانها ظاهرة طبيعية مرتبطة بالتغيرات المناخية ، مشيرًا إلى أن السيول يمكن أن تغير أماكنها كل عام مثلما حدث في محافظتي أسيوط وسوهاج عام 2010م، لذلك الدولة تستعد لمواجهة السيول وتدفع مبالغ طائلة لانشاء السدود وتطهير مخرات السيول وعمل البحيرات اللازمة لتخزين المياه، على حد قوله.