رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وجدى زين الدين يكتب: هذا «الدسوقي» وأمثاله سر انهيار الجامعات!!

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

الآن عرفت خيبة الأمل التى تلاحق خريجى الجامعات وأسباب انهيار التعليم الجامعي.. لقد تأكد لى بما لا يدع أدنى مجال للشك، الكارثة التى تحدث لطلاب الجامعات، وهذه المرة ليس السبب فيها الطلاب كما هو معتاد أن يطلق، وإنما هم البعض من الأساتذة الذين باعوا ضمائرهم وأصروا على ارتكاب حماقات فى حق أنفسهم أولاً وفى حق طلابهم ثانياً.. وتلك هى الطامة الكبرى.. وقبل أن أخوض فى تفاصيل ذلك، لابد أن أوفى الغالبية العظمى من الأساتذة حقهم وريادتهم العلمية فى أمور كثيرة، والجامعات المصرية ذاخرة بكم كبير من  العلماء الأجلاء سواء الراحلين منهم أو الذين مازالوا على قيد الحياة متعهم الله بالصحة والعافية، ويشرفنى فخراً أن أكون تلميذاً لبعضهم فى كلية الآداب التى تخرجت فيها، وسأظل مديناً للعديد من الأساتذة العلماء الذين درست على أيديهم أمثال سهير القلماوى وشوقى ضيف ومحمود على مكى وسليمان العطار وعبدالمحسن طه بدر وجابر عصفور وأحمد شمس الدين الحجاجى وحسين حمودة ونبيلة ابراهيم ويوسف خليف وحسين نصار وغيرهم الكثيرون من المفكرين العظام أمثال زكى نجيب محمود ومحمد مندور وعبدالمنعم تليمة وعبدالعزيز حمودة وعاطف العراقي، الذين زرعوا فينا حرية الفكر والرأي والاختلاف، فهؤلاء جميعاً وغيرهم باتوا نماذج نادرة داخل الجامعات إلا من رحم ربي، لم تحركهم أيدويولوجياتهم الفكرية والسياسية للنيل من الوطنيين من أبناء شعب مصر العظيم.

أقول هذا الكلام بمناسبة أننى قرأت تصريحات لأستاذ فى الجامعة يدعى عاصم الدسوقى ابتليت به البلاد مؤخراً، ضمن آخرين، هدفهم الأول والأخير النيل من كل ما هو وطني، والإصرار الشديد على تشويه الزعامات المصرية، لمجرد أنهم من المنتمين لحزب الوفد، وقمت بكتابة مقال للرد على ادعاءات هذا «الدسوقي» الذى نصب نفسه للحكم على الزعماء الوطنيين الذين أدوا أدواراً وطنية خالدة لا يمكن إلا لكل جاحد أن ينكرها.. الدسوقى أستاذ التاريخ نزع صفة الزعامة عن سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين ومصطفى كامل، وحقّر من ثورة 1919.

وفى مساء يوم «السبت» الماضى أجرى معى الزميل الأستاذ جابر القرموطى اتصالاً للرد على ما يقوله «الدسوقي»، وسمعت حديث الرجل كاملاً ولما انتهى من حديثه جاء عليّ الدور للرد عليه، وفندت كل ادعاءاته بالحجة والبرهان، ولأنه لا يعرف لغة الحوار العلمي، وجه لي سباباً على الهواء مباشرة قائلاً: «إننى أردح» وبعد الاعتراض الشديد على هذا اللفظ واحتراماً لـ «القرموطي»، واصلت الحوار مع هذا «الدسوقي» الذى فاجأنى بافتراء شديد على الزعيم سعد زغلول، فلما رددته زاد فى تطاوله، مما اضطرنى إلى طلب الانسحاب من هذا الحوار، وكانت الكارثة أنه قال «غور فى داهية»!!!

هذا «الدسوقي» وأمثاله من الذين تحركهم أيدويولوجياتهم، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يؤتمنوا على أبنائنا الطلاب داخل الجامعة، كيف يقوم مثل هذا الرجل بالتدريس وتعليم طلابنا، فهو لا يعرف الاختلاف فى الرأي، ولا يعرف كيف يدار الحوار، والأدهى والأخطر من ذلك أنه يزور التاريخ، ويطوعه لأفكاره الشخصية وأيدويولوجياته السياسية. وتلك الطامة الكبرى التى لا يجب السكوت عليها، وكما بدأت مقالى فإن الطلاب الذين يدرسون على يد مثل هذا الرجل وأمثاله، كان الله فى عونهم،  ولا يحق لنا أن نلومهم أبداً!!!

الحقيقة المرة أن هذا الدسوقى ومن على شاكلته هم ضحية وأسرى لأفكار ولت إلى غير رجعة، وهى طمس كل ما هو وطني، والتسبيح بحمد الحقبة الناصرية، ولا نلومه

أن ينتمى إلى التيار الناصرى فهذا حقه، لكن أن يزور فى التاريخ ويطوعه من أجل ما يعتنق فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، وهل يجوز لأستاذ فى التاريخ  الحديث أن يحقر من دور ثورة 1919، أو الدور لذى لعبه الزعيم خالد  الذكر سعد زغلول، إذا كان هذا هو منطق أستاذ  التاريخ فماذا  ننتظر إذن من طلابه وتلاميذه؟! وأمثال «هذا الدسوقي» لا يجب بأى حال من الأحوال أن يكون له مكان فى الجامعة، وهنا أطرح سؤالاً خطيراً، من  يحاسب أستاذ الجامعة إذا أخطأ فى حق الوطن، وقد يتساءل البعض وهل  أخطأ فى حق الوطن، نعم عندما يتطاول أو يحقر من شأن زعماء وطنيين أمثال سعد ومصطفى كامل ومحمد فريد يكون أخطأ فى حق الوطن والمصريين، ولابد من يفعل ذلك أن تتم محاسبته.

يا هذا الدسوقى نحن الآن فى عام 2018 وبعد ثورة 30 يونية التى تعد امتداداً لثورة 1919، قد ولى هذا الزمان الذى تم فيه تزوير التاريخ، والنيل من الزعماء، يا هذا الدسوقى نحن الآن فى ظل بناء دولة مصرية عصرية حديثة، تهتم بأبنائها الوطنيين وتعيد إليهم حقوقهم وتزيل التراب الذى تعمدت أنظمة وحكومات على مدار عدة عقود زمنية أن تضعه على هؤلاء الزعماء المصريين.. لقد صدمنى هذا الدسوقى فى تطاوله ليس على شخصى عندما قال إننى أردح أو أغور فى  داهية.. وإنما الصدمة الحقيقية أن هذا هو أسلوب الأستاذ الجامعى الذى يدرس للطلاب داخل الجامعة.. فماذا ننتظر إذن من أبنائنا الذين يتعلمون على يديه؟!

وأنصح هذا الدسوقى بقراءة معارك العظيم عباس العقاد الفكرية والأدبية.والعقاد اشتبك فكرياً مع ثورة 1952 والمفكرين والمثقفين حينها ابتداءً من معاركه مع طه حسين وانتهاء بأصغر مثقف وقتذاك وهو رجاء النقاش ومروراً بالكبار زكى مبارك وسلامة موسى ومحمد كامل حسين ومحمد مندور وأحمد عبدالمعطى حجازى  وغيرهم ،ولم تجد واحداً من هؤلاء يتطاول على أحد بل كانت معارك هؤلاء الكبار بمثابة نتاج فكرى وتنويرى رائع تعلمت  منه أجيال كثيرة ولانزال نتعلم منها حتى الآن.

ويبقى السؤال المهم هل من جهة تحاسب هذا الرجل على أفعاله غير العلمية سواء فى الجامعة أو خارجها؟!..وهل تكف الفضائيات المصرية عن استضافة هذا الرجل  اللاهث وراء الشو الإعلامي؟!