عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة في مصر.. غرف فضفضة للتخلص من هموم الحياة

غرف الفضفضة
غرف الفضفضة

كتبت- ندی خليفة:

"تقدم خطوة فإنك في حضرة كاهن المعبد فاعترف بما تريد".. كانت هذه هي فكرة القدماء المصريين في الاعترافات وتفريغ ما بداخلهم حتى لا تتراكم الهموم بقلبهم ويزداد تنازع نفوسهم.

لذلك لم تكن فكرة "غرف الفضفضة" جديدة أو أستحدثها عصرنا الحالي، ففي ظل قلوبنا المحملة بالهموم والكروب نسعى دائماً لتفريغ تلك الشحنات مع أي شخص عابر حتى نخرج من عنده مفرغين الأعباء التي طالما حملناها.

قطار نركبه يومياً، ورفيقنا فيه غريب بكل الأحوال، فلا يعلم عنا شيئا إلا ما أخبرناه به عبر الرحلة التي لا تستغرق إلا ساعات قليلة، كانت هذه هي البذرة التي نمت داخل المهندس "محمود عماد الدين" وترعرعت لتحقق نجاح كبير بين المواطنين.

ركبت "بوابة الوفد" قطار فضفضة "المهندس محمود عماد الدين"، لتعرف كيف بنا تلك الفكرة ولماذا، وما الفائدة التي وقعت عليه منذ استطاعته دخول قلوب العديد من البشر؟.

وقال عماد الدين، أنا أحب السفر كثيراً وأثناء تنقلي من مكان إلی آخر وجدت أن هناك عاملا مشتركا بين جميع الرحلات وهو صديق القطار، ذلك الشخص الذي يجلس إلی جواري ونبدأ في تبادل الحديث معا، مضيفاً أن الحديث قد يكون لمجرد إضاعة وقت الطريق أو عدم الشعور بالملل من طول المسافة.

وتابع عماد الدين، وجدت أنني في سفري أشعر بحرية وراحة أثناء الحديث مع المجهولين من حولي، متابعاً أن فكرة الحديث مع أشخاص غرباء بحرية تدفعنا إلی إخراج ما بداخلنا من طاقه سلبية دون خوف من خروج أسرارنا إلی محيطنا، مما يجعلنا نتحدث بشكل مختلف عما إذا كنا نتحدث مع أشخاص نعرفهم.

وأكمل، أن هذه الفكرة كانت موجودة بالفعل في أوربا قديماً؛ تقديراً لحاجة الأشخاص إلی الحديث مع من يجاورهم، وعندما ينتهي ينزل أي محطة ويعود مجدداً للحياة ، موضحاً أنه منذ عام تقريباً راودتني الفكرة وبدأنا البحث لنعرف إذا كانت مطبقه بالفعل في مصر أم لا؟.

وأفاد عماد الدين، وبأنه تأكد من عدم وجود مكان يقدم خدمة الاستماع للأشخاص الراغبين في الحديث بحرية، مؤكداً أن فكرة (ذا ترين) لا تتشابه مع عيادات الأطباء النفسيين؛ لأننا لا نقدم أدوية أو علاجات، كما أننا لا نتشابه مع صفحات التواصل الاجتماعي التي يزورها الرواد ويشرحون مشاكلهم عليها بأسماء مستعارة.

وعن الخدمات التي يقدمها للزوار، فقد شرح عماد الدين، أنهم يوفرون لهم أقنعه ويضعوها بجوار باب الدخول، حتى يتمكن الزائر من إخفاء شخصيته، كما أنهم يتيحوا للزوار اختيار الشخص الذي يريدون الحديث معه، واختياره ما إذا كان مجرد مستمع لهمومهم أو متخصص في التنمية البشرية.

وأوضح عماد الدين، أن سعر الجلسة الواحدة يختلف باختلاف الإمكانيات التي يستمتعوا بها، حيث يمكن للزائر اختيار طريقة الحديث، وهل يفضل وجود عازل زجاجي أو الحديث عبر هاتف داخلي أم وجهاً لوجه.

وعلى صعيد أخر أنتقد عدد من خبراء النفسيين والاجتماعيين هذه الفكرة، مؤكدين أن الشعب المصري يحتاج لعلاج نفسي وليس مجرد الحديث مع أشخاص، مشيرين إلى أهمية تدريب وتأهيل الأشخاص المستمعين حتى يستطيع إفادة رواد المكان.

وأفاد الدكتور سعيد صادق، الخبير الاجتماعي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن غرف الفضفضة مهمة بالفعل

وحتما ستقلل من المشكلة ولكن التحدث مع الغير غير كافي، فالمجتمع المصري ملئ بالاضطرابات النفسية، نظراً للظروف التي يمرون بها التي تشكل عبء علی الشعب.

وتابع صادق، أن التطرف الديني و التحرش يعتبر مرض نفسي، فالشعب المصري يحتاج لعلاج نفسي يقضي علی كل هذه المشاكل، فتعتبر مصر هي الدولة الوحيدة التي يوجد علی كنائسها حراسة.

وأضاف صادق، أن الزحمة في الشوارع والفقر والبيوت الصغيرة وضيق المساحات تخلق العدوانية مما يؤدي إلی وجود اضطرابات نفسية، مناشدً وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بالأمراض النفسية وكيفية التعامل معها، وكذا المدارس والجامعات عليها دور قوي في تأهيل الطالب علی قدرة التعامل مع المواقف دون أن تؤثر علی حالته النفسية.

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بعين شمس، إن وجود مثل هذه الأماكن في مصر سيحدث فوضى؛ لأنها ستكثر من حالات النصب فكل من يستحق ولا يستحق سيذهب لفتح مثل هذه الأماكن واضعا لافته تحمل عنوان "غرف فضفضه للتخلص من الضغوط النفسية".

وأضافت خضر، أن من سيفتح تلك الأماكن سيكون مقصده الأول هو كسب المال، مشيره إلى أن هذا العمل غير مشروع وسيعود بآثار سلبية على الشعب.

وقالت الدكتورة هبه العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن "الفضفضة" بوجه عام لها مواصفات خاصة ومواصفات علمية معينه فليس الجميع جدير بالثقة حتى أتحدث معه عن نفسي وأموري الشخصية وانتظر منه النصيحة.

وأشارت خضر، إلی أن معظم الأشخاص العاملين في هذا المكان غير مؤهلين لاستماع المريض، فمن بينهم من يعاني أيضا من ضغوط نفسيه، ناصحة المواطنين الذين لا يستطيعوا الذهاب إلی طبيب نفسي اللجوء إلى الجلسات الموجودة على "الفيسبوك" أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يقوم بهذه الجلسات أطباء مخصصين وعلی وعي كامل بما يعاني منه المريض.

وأكد علی ذلك الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن "الفضفضة" شئ مطلوب ومهم ولكن هناك فروق كبيرة بين الطبيب النفسي والأشخاص العاديين من حيث القدرة علی علاج الأشخاص، فالطبيب النفسي يركز علی نقاط معينه فی الشخصية حتى يستطيع معالجة المريض.