عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاة نجيب محفوظ .. جده شيخ أزهري واسمه مركب يعود لـ"طبيب قبطي"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

"الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع الحياة".. مقوله عاشها أحد أعظم الأدباء المصريين، بكل ما فيها من معنى فرغم تعرضه لمحاولات اغتيال، إلا أنه أكمل حياته بطبيعية حتى أصدر العديد من الروايات، إنه الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.

 ويحمل محفوظ أسمًا مركبًا، يعود للطبيب القبطي نجيب ميخائيل محفوظ، وذلك بحسب ما ذكره في كتابة "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، للناقد الكبير رجاء النقاش، فقال في كتابه "كانت تعانى والدتي من صعوبة شديدة أثناء الوضع، ولم تستطيع "الداية" توليدها، حتى اضطروا للاستعانة بطبيب، وهو أمر لم يكن محببا في تلك الأثناء خاصة البيئات الشعبية.

وأكملت صفحات الكتاب، جاء الدكتور نجيب باشا محفوظ، طبيب النساء والولادة الشهير، وأنقذ أمي وأخرجني إلى الحياة، وعرفانًا منها للطبيب قررت أن تطلق اسم مولودها على اسمه.

الطبيب نجيب باشا محفوظ، صاحب متحف نجيب محفوظ لأمراض النساء والتوليد بالقصر العيني، والذي يحتوى على أجنة حقيقية حفظت داخل أوعيه وقد تم افتتاحه منذ فترة قريبة، فهو كان مولعًا وعاشقًا للطب منذ نعومة أنامله، والتحق بدراسة الطب بمدرسة قصر العيني آنذاك، حين ضرب وباء الكوليرا أرض مصر.

 وكان على الطبيب أن يلبي نداء الإنسانية والوطنية، وهو في عامه الأخير من الجامعة، وتطوع قبل تخرجه ليواجه هذا الوباء القاتل في صعيد مصر، وتحديدًا في قرية موشا بأسيوط، ليؤدى مهمته الإنسانية، حيث كان موطن الوباء هو بئر به ماء ملوث داخل أحد منازل المزارعين، فقام بمعالجة الوباء من منبعه، وأنقذ آلاف الأرواح.

ولد نجيب محفوظ في الحادي عشر من ديسمبر عام ،1911 في محافظة القاهرة، وتحديدًا في منطقة الحسين بحي الجمالية، وكان والده عبد العزيز إبراهيم موظفاً، ولديه سبعة من الأخوة، وجده شيخ أزهري.

والتحق محفوظ في بداية دراسته بالـ "الكتّاب"، وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي وبدأ اهتمامه يزيد في الأدب العربي في هذه المرحلة، وواكب نجيب محفوظ ثورة 1919 م، وكان يبلغ من العمر سبعة أعوام فقط.

وبدأ نجيب دراسته الجامعية في عام 1930م، وحصل على شهادة في الفلسفة في عام 1934م، وانهي دراسة الماجستير وتخصص في الفلسفة، ولكن توقف بعد عام، رغبة منه في التفرغ للتأليف واحتراف الكتابة.

وعمل موظف في إحدى الهيئات الحكومية عام 1934 م، حتى تقاعده في عام 1971م، وبدأ كاتبًا

صحفيًا مع جريدة الرسالة، وتعاون مع صحيفتي الأهرام والهلال قام بنشر بعض القصص القصيرة.

وعين في عام 1938م، سكرتيرًا لوزير الأوقاف الإسلامية بالبرلمان، وفي العام التالي نشر نجيب محفوظ رواية  "عبث الأقدار"، ثم رواية "رادوبيس" عام 1943م، و"خان الخليلي" عام 1945م.

وطلب محفوظ، نقله إلى مكتبة الغوري في القاهرة عام 1945، وأسس حينها مشروعًا يُسمى "القرض الحسن"، ويقوم هذا المشروع تقديم قروض للفقراء بدون فائدة، وتولى منصب مدير الرقابة في مكتب الفنون بالإضافة إلى كونه مدير مؤسسة دعم السينما، وكانت وظيفة مستشار وزارة الثقافة هو آخر المناصب التي شغلها.

 وحصل نجيب محفوظ، على جائزة نوبل للآداب 1988، والوسام الرئاسي من الجامعة الأمريكية عام 1989، وشهادة الدكتوراه الفخرية من ذات الجامعة، وتزوج نجيب محفوظ، من السيدة عطية الله إبراهيم، في عام 1954م، وأنجبا الزوجان بنتين هما فاطمة وأم كلثوم.

ونشر رواية أولاد حارتنا في عام 1959م، والتي حظرت في مصر في وقت لاحق بسبب محتواها المثير للجدل، وذلك لاستخدام أسماء الأنبياء، وتلقى محفوظ حينها تهديدات بالقتل من بعض الجماعات المتطرفة، وقد تلقى طعنة في عنقه على يد متطرف في عام 1994 م، في محاولة لاغتياله.

ونجا نجيب من هذه المحاولة ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة إثر هذه الطعنة، وكان لهذا تأثير سلبي على عمله حيث أنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا، وغادر الحياة في 30 أغسطس من عام 2006، عن عمر يناهز 94 عامًا، تاركًا للقراء الكثير من العطاء الأدبي المتميز.