رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطفى النحاس صاحب الفضل في تعليم ملايين الفقراء

مصطفى النحاس
مصطفى النحاس

كتبت- نرمين عِشرة:

 

في مثل هذا اليوم الموافق ٢٣ أغسطس منذ ٥٣ عاما، توفي زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا، ليقع الخبر كالجمرة على قلوب الشعب فتلهب مشاعرهم وتدمع أعينهم ويهلون في الشوارع ليودعونه إلى مثواه الأخير جوار رفيقه سعد زغلول.

ترك عموم الشعب بمختلف طوائفه أشغالهم ولم يكترسوا لموقف الحكام المعادي للنحاس باشا فاحتشدوا أمام مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير لتشييع جنازته في مشهد مهيب تكلل بهتافات مدوية زلزلت عروش الحكام في ذلك الوقت، أبرزها: "لا زعيم بعدك يا نحاس.. اشك الظلم لسعد يا نحاس".

الرجل الذي لقبه الشعب بأنه لا زعيم بعده قاد الكثير من المعارك من أجل تحرر الوطن، ولم يكتف بذلك بل إنه حمل على عاتقه تحرير الفكر أيضا من خلال السعي لتعليم الشعب بكل طوائفه، وإنارة الطريق أمامهم ليبنوا وطنهم بقولهم المستنيرة.

في عام 1944، صدر قرار وزارى بتقرير مجانية التعليم لطلاب التعليم الابتدائى في عهد أحمد نجيب الهلالي، وزير المعارف -التربية والتعليم حاليا-، تحت قيادة زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا، رئيس الحكومة آن ذاك، الذي خرج ليخطب في الناس ويعلن إلغاء عقبة الفقر في سبيل العلم.

"لأول مرة فى تاريخ التعليم المصرى ألغى الفقر كعقبة فى سبيل التعليم، فلم يقل للفقراء لا تتعلموا وإنما قيل للفقراء تعلموا، ومن استطاع منكم أن يدفع أجر التعليم فليفعل، ومن لم يستطع منكم أن يدفع أجر التعليم فليفعل، ومن لم يستطع فأجره على الدولة"، هكذا خطب النحاس باشا في عموم الشعب.

وشدد على أنه لأول مرة فى تاريخ التعليم المصرى لم تستطع مدرسة أميرية ولا مدرسة حرة "خاصة" ولا معهد من معاهد التعليم أن يرد طالبا عن الامتحان لأنه عجز عن دفع المصروفات أو قصر عن دفعها.

وفي عام 1950، خاض النحاس باشا معركة شرسة أمام الملك فاروق للتمسك بتعيين طه حسين وزيرا للمعارف العمومية بحجة أفكاره اليسارية، وشدد على أن اختيار الوزراء من حق رئيس الحكومة وحده دون أحد باعتباره صاحب الأغلبية.

وأثناء أداء النحاس باشا خطاب العرش أمام البرلمان يوم 16 يناير 1950، أعلن المجانية الكاملة للتعليم الابتدائي والثانوي والفني؛ لإتاحة الطريق أمام الفقراء لتلقي التعليم وتمكينهم من تزكية عقولهم والنهوض بالدولة.

وخطب أمام نواب الشعب، قائلا: "ترى حكومتى أن خير الوسائل لرفع مستوى الشعب وتمكينه من الحياة الخصبة المنتجة التى تنفعه وتنفع الناس وتحفظ على الوطن مكانته بين الأمم المتحضرة الراقية، إنما هو تعليم أبنائه، وتثقيف نفوسهم وتزكية عقولهم، وتهذيب أخلاقهم، وتزويدهم بكل الوسائل التى تتيح لهم الجهاد فى سبيل الرقى والتقدم، ولذلك فهى

لن تبخل بأى جهد لنشر التعليم وتيسيره والتوسع فى نظام المجانية الشاملة، تحقيقا لتكافوء الفرص لجميع المواطنين دون تفريق، وقد قررت فعلا المجانية الكاملة للتعليم الابتدائى والثانوى والفنى من اليوم".

لم يكتف النحاس باشا بالاهتمام بمجانية التعليم الأساسي، وإنما حرص على تطوير التعليم العالي والتوسع فيه فافتتح جامعة عين شمس رسميا في أكتوبر 1950.

ولم يكن اهتمام النحاس باشا بالتعليم من فراغ، فقد كان يقدس العلم ويتفوق على زملائه في جميع المراحل الدراسية، حتى تخرج في مدرسة الحقوق متربعا في المركز الأول بعد أن حصل على الدرجات النهائية في جميع المواد.

وأهلّه مستواه التعليمي ومغامراته السياسية ومواقفه الوطنية إلى تولي رئاسة وزراء مصر لسبع مرات، الأولى استمرت ثلاثة أشهر وتسعة أيام في الفترة من 16 مارس 1928 وحتى 25 يونيو من العام ذاته، والثانية استمرت خمسة أشهر و18 يوما في الفترة من 1 يناير 1930 وحتى 19 يونيو من العام نفسه، والثالثة استمرت عاما وشهرين و23 يوما في الفترة من 9 مايو 1936 وحتى 1 أغسطس 1937.

والفترة الرابعة استمرت أربعة أشهر و29 يوما في الفترة من 1 أغسطس 1937 وحتى 30 ديسمبر من العام نفسه، والخامسة استمرت ثلاثة أشهر و29 يومًا في الفترة من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من العام نفسه، والسادسة استمرت سنتين وأربعة أشهر و12 يوما في الفترة من 26 مايو 1942 وحتى 8 أكتوبر 1944، والسابعة استمرت سنتين و15 يوما في الفترة من 12 يناير 1950 وحتى 27 يناير 1952.

وولد النحاس باشا في ١٥ يونيو ١٨٧٩ في سمنود الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق وعين قاضيًا بالمحاكم الأهلية وخدم بالسلك القضائي.