رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مواطنون يستغيثون: اللحمة اللي بنشوفها في التليفزيون أصبحت للأغنياء فقط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

كتبت- شيرين طاهر:

 

قبل أيام من عيد الأضحى المبارك شهدت أسواق الإسكندرية موجة جديدة من ارتفاع الأسعار مما أدى إلى عزوف المواطنين عن شراء الخرفان واللحوم، وتبدل الحال من فرحة المواطنين إلى شعورهم بالقلق وحيرة الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل بسبب الارتفاعات المستمرة والعشوائية للسلع الغذائية وخصوصا اللحوم  بعد أن وصل سعر كيلو اللحوم إلى 190 جنيها الشمبرى و220 الضانى، وانخفاض الرواتب والأجور واستغلال مافيا التجار وجشع الجزارين الذي أدى إلى فوضى وعشوائية في الأسواق.

"الوفد" ترصد حالة عزوف المواطنين عن شراء اللحوم ومحلات الجزارة الخالية من المواطنين وجولة حرة فى الأسواق وشوادر بيع الخراف والمواشى تكشف لنا حجم الركود الذى أصاب موسم الأضاحى هذا العام بعد عزوف أغلب المواطنين عن شراء الأضحية لارتفاع سعرها بنسبة تفوق الـ60% عن العام الماضى.

قال يسرى توفيق، مهندس زراعى، إن زيادة أسعار السلع الغذائية وخصوصا اللحوم بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى أفسدت علينا فرحة العيد بعدما كان العيد فرحة وفسحة أصبح لنا حيرة وقلق وحسابات معقدة من أجل تدبير الحصول على لحوم عيد الأضحى، ما يدفعنا إلى اللجوء إلى الشوادر التي تبيع اللحوم بأسعار معقولة وذلك بسبب جشع التجار هو السبب فى ارتفاع أسعار اللحوم لتصل إلى كيلو اللحم الضانى 220 جنيها والشمبرى 190 جنيها فهل يعقل أن أصحاب الدخول المتوسطة تستطيع شراء هذه الكميات من اللحوم، وللأسف أيضا نجد أن فى حالة اللجوء إلى النوافذ القوات المسلحة ومديرية الزراعة اللحوم لم تكفِ احتياج المواطنين حيث إن المعروض أقل من الطلب، كما أننا نشاهد طوابير وازدحاما شديدا على النوافذ نظرا لارتفاع أسعار اللحوم بمحلات الجزارة، ومن هنا نجد عزوف المواطنين على شراء اللحوم من محلات الجزارة بسبب غلاء السعار ، وذلك لان لم توجد رقابة من الحكومة على التجار وكانهم اصبحوا فوق القانون.

وكشف "توفيق" أن جشع التجار وصل إلى أعلى الحدود حيث يقوم بعض التجار باستيراد العجول والخرفان قبل العيد بشهور ويقومون بتغيير لها المزرعة لبيعها للمواطنين على انها عجول بلدى ، والمواطن للاسف لم يشعر بشيء، أين الرقابة مما يحدث من هؤلاء التجار ، عندما نجد أسعار الخرفان مبالغ فيها رغم أن التكلفة لتربيتها لم تساوِ هذه الزيادة المبالغ فيها، لذلك نطالب هيئة الرقابة الإدارية بالتدخل لضبط حالة السوق قبل فوات الأوان، كما نطالب بتفعيل عمل مراقبة الغذية وضرورة وجود مفتش بيطري بهذه الشوادر على مدار اليوم لمنع كل من تسول له نفسه الغش أو التلاعب وأيضا حماية أرواحنا وأرواح أولادنا.

قال "صلاح حامد" موظف، إن ارتفاع أسعار الخراف هذا العام أدى إلى عزوف الكثيرين عن الشراء والحرمان من مشاركة الأهل والأصدقاء فرحة العيد أثناء الذبح وتوزيع اللحوم بعد صلاة العيد وأيضا أداء شعيرة من شعائر الله. وطالب بتوفير الخرفان بجميع منافذ المدن والمجمعات بأسعار معقولة مع تكثيف الرقابة التموينية على مجمعات السلع الغذائية والأسواق بشكل عام. كما ناشد المسئولين عن الطب البيطري طبع نشرة توعية طبية وتوزيعها على المواطنين تضم إرشادات عن كيفية اختيار الخراف السليمة وغير المريضة والتي ليست بها عيوب وطريقة الذبح والاحتفاظ باللحوم مع التشديد على ضرورة الذبح داخل المجازر وتسهيل الكشف المجاني على أضاحي الأهالي.

قال "أبو السعود مسعد" موظف: "أنا أساسا مش بشترى غير كيلو لحم فقط كل شهر بس علشان خاطر العيد والأطفال هشترى 2 كيلو ضانى وكيلو شمبرى وربنا يقدرنى على باقى المصاريف فى العيد وموسم دخول المدارس"، مضيفًا أن "الأسعار أصبحت غالية.. يعنى الواحد هيجيب ملابس للأطفال ولحمة ونهاية الشهر المفروض إنى اشترى حاجة المدارس.. الرحمة يا رب".

ابتسمت أم جابر ربة منزل، قائلة: "لحمة إيه اللى بتكملوا عليها أنا بشترى على قد الحال لحمة راس وأقضى بيها 4 أيام العيد علشان أشعر إنى  عيدت أنا وأسرتى لكن اللحمة اللى بنشوفها فى التليفزيون أصبحت للأغنياء فقط لأن لحمة العيد لا نقدر عليها نهائى".

أكد عادل محمود، أن الأسعار هذا العام مرتفعة للغاية بالتزامن مع دخول المدارس يعنى لو اشتريت كيلو لحمة ضانى يبقى زى الفل أنا كنت بشترى كيلو اللحمة يكلفنى 70 جنيهًا الآن كيلو اللحمة 200 جنيه وراتبى فيه كام 200 علشان اشترى أكثر من كيلو لحمة "الطف بينا يارب"

 

بدوره، قال "هانى محمد " جزار، إن اللحوم ارتفع سعرها بنسبة 80% عن العام الماضى حيث كان سعر الكيلو اللحم الضانى بـ120 جنيهًا ليصل إلى 200 جنيه حاليا، مضيفا: "إحنا كتجار لحوم نرى أن هذه المبالغ مرتفعة للغاية على المواطن واللى أصبح يشترى نصف الكميات التى كان يشتريها الأعوام الماضية وذلك بسبب الزيادة التى حدثت فى أسعار العلف بشكل كبير خصوصا أن نسبة كبيرة منها مستوردة وأيضا بسبب تراجع كبير فى أعداد المواش والثروة الحيوانية".

وتابع أن "العام  الماضى كان عندى 100 عجل فى المزرعة للذبح فى العيد وهذا العام لا يوجد سوى 50 عجلا مما يتسبب فى خسارة كبيرة للجزارين وليس المواطن فقط"، وأشار إلى أن أسعار الخرفان الحية ارتفع أسعارها إلى أن سعر الكيلو بلغ 80 جنيهًا رغم أنه كان فى العام الماضى بـ70 جنيهًا فقط لا غير،

موضحا أن متوسط حجم الخروف 50 كيلو وسعره بلغ نحو 4 آلاف جنيه.

 

قال عم محمد على "جزار" إن الحكومة هى السبب فى الخسارة التى نتعرض لها بسبب ارتفاع التكلفة لأن ارتفاع الأسعار ليس مسئولية الجزارين إنما هو مسئولية التجار الذين يقومون بالتحكم في السوق وهم للأسف المستفيدون الوحيدون من هذا الغلاء ولا يعرفهم الجمهور، بالإضافة إلى الغلاء الشديد في كل شيء مثل الإيجار والكهرباء والعمالة والمعدات والتي تضطرنا إلى رفع الأسعار.

ويرى إبراهيم السكرى تاجر مواشي، أن أسعار الخراف هذا العام تختلف عما قبله من الأعوام الماضية حيث وصلت الزيادة في الكيلو الواحد إلى 11 جنيها ليصل سعر كيلو الخراف الحية إلى 33 جنيها بدلا من 22 جنيها العام الماضي مما أثر على التاجر والمستهلك وأضاف أن ارتفاع أسعار الخراف هذا العام وتراوح سعر الخروف مابين 1400 جنيه للوزن الصغير و2500 جنيه للوزن الكبير أدى إلى تراجع أسطوري في حركة الشراء بنسبة وصلت إلى 40% مقارنة بالعام الماضي مما جعل التجار يضطرون إلى تخفيض كميات الخراف. وأشار إلى أن أسعار الأضاحي داخل محافظة الإسكندرية  تختلف عن باقي المحافظات لارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام التربية داخل المنازل.

وكشف السكرى صاحب محل جزارة: "كنت يوم العيد أذبح من 7 إلى 10 عجول وكان يشترك فى العجل اثنان أو ثلاثة على الأكثر. الآن أوافق على أن يشترك فى العجل خمسة وأحيانا سبعة رغم أن الموضوع مرهق فى التوزيع والتقسيم أثناء الذبح. ولكنى أضطر إلى الموافقة لأن ثمن العجل تخطى الـ30 ألف جنيه . ذلك من أجل البيع لتحقيق مكسب للمحل لكى أستطيع توفير متطلبات المحل من إنارة ومياه ورواتب".

وأكد أن الجميع يصرخون من ارتفاع الأسعار والتجار يبررون الزيادة بالارتفاع فى الأسعار فى الأدوية والأعلاف، حيث وصل سعر طن الردة 4500 جنيه والذرة 4800 جنيه والنقل والتى أدت إلى أن يرتفع سعر الضأن قائم إلى 62 جنيهًا للكيلو ليصل سعر الخروف الواحد إلى 4000 جنيه والبقرى 60 جنيها والجاموسى 55 جنيهًا والبتلو 55 جنيها قائم، والبعرور الصغير الذى كان سعره لا يتجاوز 7000 جنيه وصل إلى 12 ألف جنيه  وطالت نار الأسعار أيضا الخروف الصعيدى الذى يعد أجود وأغلى الاصناف والذى وصل سعره ما بين 70 إلى 72 جنيهًا، فيما بلغ العام الماضى 47 جنيهًا، و70 جنيهًا للخروف البرقى والذى كان يباع بـ45جنيهًا،  أما الماعز فبلغ سعر الكيلو قائم 75 جنيهًا، بعد أن كانت 50 جنيهًا وهو الأمر الذى جعل الكثيرين يعزفون عن الشراء. وهو الأمر الذى جعل الجزارين أنفسهم يصرخون بسبب السعر المرتفع للحوم التى يشترونها من التجار.

وقال حسن ابراهيم عضو مجلس ادارة البشر للتنمية بغرب الاسكندرية: "كنا تعودنا كل عام قبل عيد الأضحى أن يقوم بنك الطعام بإرسال كمية من اللحوم لعدد من الجمعيات الأهلية على مستوى الإسكندرية والمشهور لها بنزاهتها ولكن هذا العام أخبرنا المسئولين ببنك الطعام أنهم سوف يتم توزيع اللحوم على قرى ومدن الصعيد الأشد احتياج وفى حالة وجود فائض يتم توزيعه على محافظة الإسكندرية يعنى أصبحنا فى قائمة الاحتياطى والمواطنين الغلابة ينتظرون نصيبهم فى القوائم المنتظرة".

وأشار إلى أن رجال الأعمال بالإسكندرية للأسف منذ ثورة 25 يناير لم يقوموا بتوزيع أى كميات من اللحوم كما اعتادوا قبل الثورة مما تسبب فى تشريد الآلاف من أسر المحتاجين لعدم استطاعتهم شراء لحوم العيد لارتفاع أسعارها.