رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء علم نفس وإجتماع: غياب الدراما الوطنية وراء إنضمام الشباب للخلايا الإرهابية

التنظيمات الإرهابية
التنظيمات الإرهابية

كتبت: رقية عبد الشافي

يمثل الشباب  الثروة القومية في حياة أي مجتمع فهم بناة الحاضر وصناع المستقبل، بينما على الجانب الآخر يعتبرالشباب للجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها، الحطب الذي تشعل به الجماعات نار الحرب على الدول، فهم الأمل في استمرار تلك الجماعات، وخلال الفترة الأخيرة تمكنت التنظيمات الإرهابية من بسط سلطانها على عقول بعض الشباب، مستغلين تهميشهم من قبل دولتهم وجهلهم الكبير للثقافة، بالإضافة إلى تردى الأوضاع الاقتصادية، وغلبة النزعة الدينية لديهم، والتي يلعب عليها التكفيريون بشكل جيد.

في هذا السياق تواصلت "بوابة الوفد" مع خبراء علم نفس و إجتماع، من أجل معرفة طبيعة التأثير العقلي الذي يتعرض له الشخص الإرهابي من قبل الجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططاتهم.

قالت سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن وسائل الإعلام خاصة الدراما المصرية باتت من أكثر التأثيرات السلبية على الشباب، بما تبثه من عنف ومحتوى سيئ بعيد كل البعد عن عملية التثقيف المنوطة من قبلهم.

وأضافت خضر في تصريحات خاصة لبوابة الوفد، أن المستوى الفكري والتثقيفي لأبناء الوطن أصبح في الحضيض، مما ترتب عليه ملء عقول الشباب الفارغة بأفكار دينية متطرفة يمتصها العقل على الفور، لافتة إلى أن أكثر من 30% من الأسر المصرية لديها أمية وبالتالي دورها التوعوي غائب تمامًا، في حين إنشغال الدولة بالبناء ومواكبة التقدم دون مراعاه للتغير الفكري المسيطر على الشباب، فضلًا عن عدم مراقبة قطاع التليفزيون، فكل هذا خلق مشكلة مركبة للتطرف والعنف في البلاد.

وناشدت استاذ علم الاجتماع، وزير الإعلام بالتوجيه الصحيح والمراقبة الدائمة على القنوات التي تبث للمواطنين البرامج والمسلسلات، بالإضافة إلى الأفلام، فضلًا عن تضافر الجهود بينه وبين وزارة الثقافة عن طريق إقامة صالون أسبوعي على شاشة التليفزيون يضم كوكبة من الخبراء في كافة المجالات، أهمها خبراء علم النفس والإجتماع لشحن المجتمع بالثقافة الإيجابية وملئ الفراغ الموجود عند الشباب.

واختتمت حديثها قائلة: "المجتمع والأسرة يكون لهما دور في توعية الشباب عندما تكون الثقافة مزروعة بهما، فمن أين تأتي التوعية في ظل تقهقر الثقافة العامة الآن؟".

أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة العذراء، بمنطقة مسطرد بشبرا الخيمة، شخص لا خبرة لديه نتيجة لضعف تدريبه، بالإضافة إلى عدم وجود إتزان انفعالي لديه بدليل أنه عند إدراكه بفشل العملية، أصر على تفجير نفسه.

وأضاف فرويز، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن الخلايا الإرهابية تستقطب الشخص الإنطوائي والذي لا توجد لديه خبرة عن في الحياة، فضلًا عن عدم تقديره للأمر الصحيح من الخاطئ  تحت قناع

الدين، وللأسف لا يدرك من يسير وراء تلك التنظيمات من الشباب المغرر به أنه لو كان سيحصل على الجنة بسبب تفجيره لنفسه، لما ترك من يأمره بذلك الجنة له، وقام بتفجير نفسه بدلًا منه.

وتابع استشاري الطب النفسي، هناك نوع آخر تستهدفه تلك المنظمات الإرهابية، وهو من يحمل على عاتقه ذنوب كثيرة مما يجعله يتجه للدخول مع تلك الخلايا

التنظيمية، ويتم إقناعه أنه بمجرد ضغطه على زر التفجير فإن ذنوبه سيتم التكفير عنها ويرى النعيم أمامه.

وأشار: أن أغلب العمليات الانتحارية تكون من الشباب من عمر بين 15 إلى 25 عامًا، فتلك الفئة يتم استدراجهم عن طريق تلك الخلايا الإرهابية بأنه في حالة استشهاده سوف تغفر له ذنوبه ويكافئه الله تعالى بحور العين، حيث يستغلون الوازع الديني والترغيب في النعيم والجنة من أجل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية.

ولفت في نهاية حديثه، إلى أن تلك الجماعات الإرهابية تدخل أيضًا للشباب من منطلق عقدة الإضطهاد الأمني لهم، وهي نغمة أصبحت متكررة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، فضلًا عن توليد الحقد والكراهية بين الشباب والأمن القومي.

وأكدت أيضًا منال زكريا استاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن شخصية الإرهابي يتم تشكيلها من قبل أشخاص لديهم أهداف سياسية وليست دينية في المقام الأول، لافته إلى أن أغلب العمليات الانتحارية تكون من الشباب من عمر بين 15 عاما إلى 25 عاما.

وأردفت زكريا، أن هناك شقًا أساسيًا يرتبط بالمشكلة وهو غياب دور الأسرة خلال مرحلة المراهقة، مما يجعل الشاب سهل الاستقطاب للتنظيمات الإرهابية التي تزرع في عقله الأفكار المغلوطة عن الدين، وبالتالي يصبح  الشخص فاقدًا للعقل والأهلية والتصرف، لافتًا إلى ضرورة الإهتمام بالشباب الذين يعدون هدفا أساسيًا لتلك الخلايا الإرهابية والتي تركز على الظروف الاقتصادية والنفسية للشباب، فتدخل لهم من هذا الطريق وتخترق عقولهم بشعارات لا تمت للدين الإسلامي بصلة.

ولفتت استاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن غياب التوعية على شاشات التليفزبون المصري وبث دراما وطنية كما كان موجودًا في الماضي مثل مسلسلات "رأفت الهجان والغريب والطريق إلى ايلات "،  فضلًا عن إختفاء الأفلام الوطنية هو سبب نجاح تلك المنظمات الإرهابية في استقطاب الشباب، فهي تعلم جيدًا الحالة النفسية التي يمرون بها وتلعب من خلال ذلك على التأثير عليه، وبالتالي تحوله إلى مجرد آلة تتحرك بـ "الريموت كنترول" حسب توجيهاتهم وأهدافهم السياسية.