رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المعاني العلوية للعمارة الإسلامية.. كتاب جديد للدكتور مصطفى حسن البدوي

 مصطفى حسن البدوي
مصطفى حسن البدوي

كتبت : نرمين حسن
صدر حديثاً كتاب "المعاني العلوية للعمارة الإسلامية" للدكتور مصطفى حسن البدوى.. وجاء الكتاب مخاطباً روح الفن المعماري الإسلامي في زمن طغى فيه الجمود على كل شئ وثبتت السواكن على القلوب فلم تجعل للأرواح براحاً تنطلق به في سماء المعاني فتشعر بكل جميل وإنما صار الأمر كله يندرج تحت المصلحة حتى باتت القيم الأخلاقية والروحية للفنون الجمالية تسير نحو الاندثار السحيق الذي هوى بنا إلى قاع الانحطاط في الأذواق. 

ووسط كل هذا خرج  الدكتور مصطفى البدوى بكتاب يأخذ روحك منك ويحلق بها في سماء القيم والمعاني الجمالية للعمارة الأسلامية. 
الكتاب يبحث فى القيمة والمعنى غير متأثر بماديات جدلية فرضت نفسها عنوة على قلوبنا.
قال الدكتور مصطفى البدوى: إن لكل عمل فني إسلامي ثلاث أبعاد ضرورية لا يكون العمل إلا بتكاملها، وهي البعد النفعي، والبعد الجمالي، والبعد المعنوي أو الروحي. وللأسف فإن كل ما صدر من كتب عن العمارة الإسلامية إلى وقتنا هذا وصف لما فيها من العمل المعماري ولم يتعرض أحد من قبل للمعاني، بل لم يخطر ببال أحد من المعاصرين أنه ثم معاني ينبغي الانتباه لها، ولذلك فالربط بين الشكل والمعنى ليس الغرض منه تنبيه المعماريين فقط، ولكن كل من يدخل مسجدا ويريد أن يعرف كيف أن كل عنصر من عناصر المسجد يذكر المصلي بالله واليوم الآخر.
وأضاف: "لو بدأنا بالعودة إلى المعاني المودعة في العمارة الإسلامية  في بناء المساجد أولا والمباني العامة قبل المباني السكنية سوف يكون ذلك مكسبا كبيرا، والكلام هنا على تفهم المعاني والإلتزام

بها وليس بتقليد الطراز المملوكي أو العثماني أو الغربي، فالتجديد في الطراز ضروري ولكل عصر طرازه، ولكن الذي يجب التمسك به الثوابت الدينية الروحية التي لم تتغير عبر العصور بالرغم من تغير الطراز تبعا للزمان والمكان. أما عن المساكن، فبالطبع الالتزام بالمنهج الإسلامي يؤدي إلى الراحة النفسية، وتذكر الله والجنة، والوسط المحيط كلما كان إسلاميا كلما كان تربية الأطفال فيه وحمايتهم من مصائب الزمان أسهل.
ودلل على ذلك قائلا: "على سبيل المثال كلما دخل الإنسان إلى مسجد السلطان حسن بالقاهرة، ومشي في الممر الطويل المظلم، ثم خرج إلى الصحن، غمرته الشمس فجأة بأنوارها التي تخطف الأبصار، وأشرق عليه معنى الخروج من الظلمات إلى النور. والظاهر، مما سمعناه من المعماريين أن هذا الإحساس القوي الحاسم مقصود بعينه، إذ أن المهندس الذي صمم الممر والصحن، وجعل المنارة تظهر فوق الصحن والقبة التي تتوسطه عند الخروج من الباب الذي بآخر الممر، لم يفعل ذلك إلا لإثارة هذا الانطباع في مخيلة ووجدان المصلي الداخل إلى المسجد.