رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : فؤاد سراج الدين رمز الحرية والديمقراطية

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

تحل اليوم «9 أغسطس» ذكرى رحيل الزعيم خالد الذكر  فؤاد باشا سراج الدين الذى أسس صحيفة الوفد عام 1984، والتى يشرفنى الانتساب إليها، ويعد فؤاد سراج الدين واحدًا من العظماء الذين أنجبتهم مصر، وإليه يعود الفضل فى عودة حزب الوفد للحياة السياسية، وآمن بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للمواطن منذ نعومة أظافره منذ كان نائباً فى البرلمان ووزيراً فى حكومات الوفد المختلفة قبل يوليو 1952، و لم يكن هذا الرجل شخصية عادية ككل البشر، وإنما كان سياسياً ورجل دولة من طراز فريد.

حياة فؤاد سراج الدين كانت نموذجاً يحتذى به فى عالم السياسة وتحتاج إلى أبحاث علمية واسعة لدراسة شخصية هذا الرجل السياسي، وتعلمت وزملائى وغيرنا فى مصر على يديه الكثير ومازلت حتى كتابة هذه السطور أتخيله وهو ينطق  حكمة وعلماً وإدارة منقطعة النظير، ويوم منحنى خمسين قرشاً هدية مازلت أحتفظ بها.. كانت بمثابة تاج على رأسى، فمن هو إذن هذا السياسى البارع؟، إنه أصغر النواب سناً فى تاريخ الحياة النيابية المصرية وأصغر وزير مصرى حيث تولى الوزارة ولم يتعد عمره الحادية والثلاثين.. وعمل محامياً فى الفترة من عام 1931 حتى عام 1935، وانضم للهيئة الوفدية عام 1935 ونائبًا فى البرلمان عام 1936 وعضوًا بالوفد المصرى عام 1946 وسكرتيراً عاماً لحزب الوفد عام 1941، ووزيراً للزراعة فى 31 مارس 1942، ووزيراً للشئون الاجتماعية ثم الداخلية عام 1942، وزعيماً للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ عام 1946، ووزيراً للمواصلات فى يوليو 1949، في وزارة حسين سري الائتلافية التي مهدت لانتخابات عام 1950 ثم وزيرًا للداخلية في يناير 1950 وأضيفت إليه وزارة المالية فى نوفمبر خلال نفس العام. وأعاد حزب الوفد للحياة السياسية عام 1978، وأصبح زعيماً له حتى «9 أغسطس 2000»، حيث وافته المنية.

فؤاد سراج الدين هو من أصدر قوانين العمال عام 1943 وقوانين النقابات العمالية، وعقد العمل الفردى والضمان الاجتماعى وإنصاف الموظفين وتنظيم هيئات الشرطة، بل هو صاحب فكرة عيد الشرطة عندما رفض الإنذار البريطانى وطلب من رجاله فى الإسماعيلية التصدى لقوات الاحتلال وعدم تسليم مبنى المحافظة فى الإسماعيلية يوم «25 يناير 1952» وهو من أصدر قرار تأميم البنك الأهلى الإنجليزى وتحويله الى البنك المركزى المصرى، كما أصدر قانون الكسب غير المشروع ونقل أرصدة الذهب من الولايات المتحدة الى مصر. إضافة الى تمويل مركز الفدائيين فى منطقة القناة بالمال والسلاح  خلال الفترة من 1951  حتى «25 يناير 1952»، وهو مقترح وصاحب فكرة مجانية التعليمة، من خلال الوزير الوفدى آنذاك الدكتور طه حسين الذى قال إن التعليم  كالماء والهواء ولا غنى عنه للمصريين.

فؤاد سراج الدين كان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة 1936 وبدء حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال بعد الإعلان التاريخى للزعيم خالد الذكر

مصطفى النحاس الذى أعلن إلغاء المعاهدة، وقام سراج الدين بفرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية عندما كان وزيراً للمالية، ومن إنجازات فؤاد سراج الدين عندما كان وزيراً، دعمه الكامل لسياسة اللامركزية ونقل رسالة وزارة الزراعة وإرشاداتها و نصائحها إلى مقار إقامة الفلاحين بدلاً من مشقة حضورهم إلى القاهرة، وإصلاح الكادر الوظيفى بوزارة الزراعة خاصة الدرجات الصغرى بها، ومنع احتكار القطن المصرى لإنجلترا، حيث كان الاحتلال يحتكره من 1939 حتى 1942.

ولم يسلم فؤاد سراج الدين من النيل منه وتعرض لعدة اعتقالات، بدأت فى وزارة نجيب الهلالى خلال مارس 1952 وأفرج عنه فى 4 يوليو من العام ذاته واعتقل في 5 سبتمبر 1952 وأفرج عنه في ديسمبر 1952 واعتقل فى يناير 1953 لمدة ثمانية شهور بالسجن الحربى، وفى يناير 1954 تعرض للمحاكمة أمام ضباط يوليو وحكم عليه بالسجن لمدة «15» عاماً وأفرج عنه أوائل 1956 واعتقل فى أكتوبر 1961 لمدة «5 شهور» فى سجن القناطر. وفى نوفمبر 1965 لمدة أسبوع بالسجن الحربى وفى يونيو 1967 لمدة «24» ساعة بقسم شرطة مصر القديمة، واعتقل فى أحداث سبتمبر 1981 فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

رحم الله الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، الذى يعد رمزاً للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والذي وصفته الموسوعات البريطانية بأنه والزعيم الهندى غاندى، من الرموز السياسية البارعة التى يندر وجودها على الأرض، فعلاً هذا الزعيم لم يكن شخصية عادية، وإنما شعلة سياسية لا تضاهيها شخصية أخرى فى عالم السياسة.. رحم الله هذا الفقيد ونحن نحتفل اليوم بذكراه ودراسة مواقفه الوطنية العظيمة تجاه الأرض المصرية، وانتمائه الوطنى الذى لا مثيل له.. ونعاهد الله والقراء الأعزاء أننا على دربه سائرون، ولفكره مهتدون ولمواقفه الوطنية مقتدون، وللحرية والديمقراطية منفذون.

وعزائى اليوم فى الزعيم سراج الدين أننا على دربه ماضون.

[email protected]