رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدارس STEM تتحول إلى كابوس.. ومراقبون: غياب الرؤية جعل من المتفوقين راسبين

مدارس المتفوقين-
مدارس المتفوقين- أرشيفية

بعد أن كانت مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، حلما لجميع الطلاب بعد المرحلة الإعدادية ويمنون النفس بالالتحاق بها لمواصلة التميز الدراسي، أصبح الموقف مغايرًا في الوقت الحالي، خاصة بعد أن بلغت نسبة الراسبين بها في الثانوية العامة لهذا العام 44%.

فمنذ أن ظهرت نتيجة الثانوية العامة نهاية الأسبوع الماضي، ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بشكوى الطلاب وأولياء أمورهم من نتيجة مدارس STEM، باعتبارها حولت أبنائهم من متفوقين إلى راسبين، بسبب طبيعة الامتحانات، إذ يقبل الطالب على أكثر من امتحان واحد من المدرسة خلال فترة الدارسة ومن الوزارة نهاية العام، يجب أن يحصل الطالب  على 60% في كل ورقة امتحان للوصول لنسبة النجاح.

ومدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، كانت قد أنشئت في مصر 2011، لجذب المتفوقين في العلوم الرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والاهتمام بقدراتهم، وتطبيق مناهج وطرق تدريس جديدة تعتمد على المشروعات الاستقصائية.

ويبلغ عدد طلاب مدارس المتفوقين على مستوى الجمهورية نحو 679 طالبا وطالبة، منهم 350 طالبا فى شعبة علمى علوم و329 شعبة علمى رياضة، وهم فى 11 مدرسة في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، بلغت نسبة النجاح بها في الثانوية العامة لهذا العام 56%، وبلغ نسبة الراسبين 44%.

وتقدم طلاب الـ STEM، الإثنين الماضي، استغاثة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، لإنقاذهم من كارثة نتيجة شهادة الثانوية، كما نظم العشرات من الطلاب وأولياء الأمور وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء مطالبين بإعادة التصحيح، والتحقيق في رسوب هذه النسبة الكبيرة من الطلاب، وإحالة مسئولي كنترولات تصحيح امتحانات مدارس المتفوقين للتحقيق.

وفي هذا السياق، قال مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إن ارتفاع نسبة الراسبين في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، بهذا الشكل غير منطقي، لأن جميع الطلاب فيها مستواهم جيد للغاية وبيذهبوا إليها وهم متفوقين.

وذكر في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن وزارة التربية والتعليم تعمل على إنشاء مدارس جديدة وهي غير مهتمة بالمدارس الحالية ولا هذا الموضوع، إذ لا يوجد رؤية ولا خطة واضحة للتعليم ، وكل فترة يكون هناك خطة وقتية وليست مستقبلية، قائلًا العملية التعليمية في مصر "سمك لبن تمر هندي"، حيث أصبح لدينا 100 نوع من التعليم.

وقال حسين، إنه سيكون هناك لجنة لإعادة النظر في تظلمات الطلاب المتفوقين بسبب هذه النتيجة، متابعًا أن ما تشهده هذه النوعية من المدارس تؤدي إلى تسرب الطلاب منها وتركها والذهاب إلى المدارس العادية، وذلك لأن نوعية الدراسية فيها مختلفة وأعلى من الدراسة في المرحلة الجامعة، مطالبًا بدمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، حتى يكون هناك تنسيق ورؤية واضحة.

وعلقت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوى، على ارتفاع نسب الرسوب بها، بقولها إن السبب في ذلك أن هذه المدارس لم تكن على المستوى المطلوب ولم يتم الاعداد لها بشكل جيد منذ البداية.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن المناهج في مدارس المتفوقين أمريكية وأجنبية والمدرسين ليسوا متمكنين منها، كما يتم الدراسة فيها باللغة الإنجليزية والطلاب خريجين مدارس عادية في المرحلة الإعدادية، قائلة :"مش أي حاجة من برة لازم تبقى هائلة وروعة، الأساس في التنفيذ".

وأضافت عبد الرؤوف، أن تكون نسبة النجاح في هذه المدارس 56% فهذا يعني أن فشلت، وستشهد السنوات المقبلة نفور الطلاب منها، وذلك بسبب خوف أولياء الأمور من تدمير نفسية أبنائهم مستقبلًا

وتحوليهم من متفوقين إلى طلاب راسبين.

وقالت الخبير التربوي، إن هذه المدارس ستستمر للأسف بنفس الشكل الموجودة عليه في الوقت الحالي، لأننا في مصر أي شيء فاشل يظل موجود، حيث لا نمتلك نقطة المراجعة والتقويم والوقوف على أسباب المشكلة وتحليلها لحلها، مشيرة إلى أن ذلك يعتبر إهدار للمال العام، حيث إن هذه المدارس تتكلف ملايين الجنيهات، وبتكلفة مدرسة واحدة يمكن إنشاء 5 مدارس عادية والاهتمام بها وتجهيزها.

 أكد الدكتور محمد رياض أحمد، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة أسيوط، على ضرورة وأهمية أن يكون هناك تقييم وتقويم لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، بعد ارتفاع نسب الرسوب بها في الثانوية العامة لهذا العام، وفق أسس تعليمية وموضوعية.

وذكر في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، يجب أن تتحلى هذه الأسس بالموضوعية والثباث، على أن يقوم بعملية التقييم أساتذة في كليات التربية، للوقوف على الخدمات التدريسية والأسلوب الذي تُقدم به وتحليل الأداء وتقييم المفردات، حتى يمكن بعدها الحكم على مدارس المتفوقين ومدى فشلها من عدمه.

وأوضح أحمد، أن التعليم في مدارس المتفوقين قائم على جملة من الأنشطة تحت إشراف اساتذة كلية التربية، مشيرًا إلى أن الطلاب في هذه المدارس متفوقين بالأساس في المرحلة الإعدادية، ولكنهم يدخلون على نظام تدريسي مختلف عما تعودوا عليه في السنوات السابقة.

قالت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن نسبة النجاح في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، في الثانوية العامة لهذا العام، التي بلغت 56% تعتبر منخفضة عن المعدلات الطبيعية.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن المعدلات الطبيعية لنسب النجاح مفترض أن تتراوح بين الـ65% والـ 70% ولن نتحدث عن 80% و90% باعتبارهم طلاب متفوقين، معتبرة أنه في الوقت نفسه لا يمكن اعتبار هذه النتائج ونسب النجاح في مدارس المتفوقين بداية لفشل وجودها في مصر.

وأوضحت نصر، أنه لا بد من متابعة مدارس المتفوقين وتحليل الأسباب التي أدت لهذه النتائج، هل هي صعوبة الأمتحانات أم أن هناك مشكلة في استيعاب الطلاب أم أن المعلمين غير مؤهلين، مشيرة إلى أن مسألة انخفاض نسب النجاح وزيادة نسب الرسوب بهذه المدارس ستكون على رأس أولويات لجنة التعليم بالبرلمان في دور الانعقاد المقبل وستتم مناقشتها.