عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استنفار كامل في الكويت لمراقبة وتأمين حدودها مع العراق

الجيش الكويتي
الجيش الكويتي

الكويت - عبدالمنعم السيسي:

 مع توتر الأوضاع في المناطق العراقية المتاخمة للحدود الكويتية، اتخذت السلطات الكويتية العديد من الإجراءات الاحترازية لتأمين حدودها الشمالية في العراق، وتفاعلت السلطة التشريعية مع الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الكويتية.

 

 أكد عدد من النواب وجوب الالتفاف حول توجيهات القيادة السياسية لمواجهة ما يحدق بالكويت من مخاطر إقليمية وتحديات داخلية.

 

 أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش أن الأوضاع الأمنية في البلاد طبيعية، وأن الأحداث الجارية بالقرب من الحدود الشمالية هي شأن داخلي لدولة الجوار، وأن ما يقوم به الجيش الكويتي، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية هو إجراء احترازي.

 

 قالت مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بالجيش، في بيان صحفي، إن رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر، قام برفقة عدد من القيادات العسكرية للأجهزة الأمنية في الدولة بزيارة تفقدية للمنطقة الشمالية للبلاد للوقوف على استعدادات القوات الكويتية، وعلى الإجراءات الاحترازية المتخذة.

 

 كان مصدر أمني أكد أن وزارة الداخلية والحرس الوطني والجيش والإدارة العامة للإطفاء نظمت تنسيقًا أمنيًا عالي المستوى لمواجهة الاعتصامات والمظاهرات الموجودة في الجانب العراقي مع الحدود الشمالية للكويت، حيث اتخذت القوات الأمنية مواقعها المرسومة لها مسبقًا تحسبًا لأي طارئ.


 كشف المصدر في تصريحات صحفية أن الأجهزة الأمنية الأربعة سبق لها أن نظمت تدريبات عملية لمثل هذه الأحداث، وهي الآن تطبقها على أرض الواقع منذ إطلاق أمر الاستنفار، مساء يوم الخميس الماضي، حيث تم إرسال عدد من القوات الخاصة لحماية منفذ العبدلي الحدودي، بالتعاون مع الحرس الوطني، إضافة إلى اتخاذ قوات الجيش مواقعها الحدودية، وأيضًا توزيع عدد من آليات الإطفاء على عدد من آبار النفط الشمالية لتأمينها من أي عملية تخريب.

 

من جانبه أكد مصدر مسئول في وزارة الخارجية أن الأوضاع على الحدود الشمالية للبلاد يسودها الأمن والهدوء، وليس هناك ما يدعو إلى القلق بشأن تلك الأوضاع، مشددًا على أن الجهات الأمنية المختلفة تراقب عن كثب الأوضاع الأمنية هناك وتطوراتها.

 

وقال المصدر في بيان إن الكويت تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات الأخيرة في العراق، المتمثلة في المظاهرات والاحتجاجات التي جرت هناك، وتؤكد ثقتها بقدرة العراقيين على معالجة هذه الأحداث، بما يحقق الحفاظ على أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه.

 

وأعرب المصدر عن تمنياته بعودة الأوضاع إلى طبيعتها والهدوء إلى ربوع العراق، ليتمكن الأشقاء من تجاوز هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، والتصدي لما يواجهونه من تحديات. 

 

 كانت سفارة الكويت لدى بغداد أعلنت سلامة الكويتيين في المدن العراقية التي تشهد مظاهرات شعبية، داعية إياهم في الوقت نفسه إلى تجنب أماكن التجمهر والطرق البرية.

 

وقال السفير سالم الزمانان، في تصريح له، إنه في الوقت الذي نؤكد فيه سلامة جميع المواطنين الكويتيين الزائرين للعراق فإننا ندعوهم إلى الابتعاد عن أماكن التجمهر مع تجنب الطرق البرية.

 

وعلى المستوى البرلماني، أكد عدد من النواب على وجوب الالتفاف حول توجيهات القيادة السياسية لمواجهة ما يحدق بالكويت من مخاطر إقليمية وتحديات داخلية، مشددين على ضرورة وحدة الصف الوطني، مطالبين الحكومة بإعلان فريق لإدارة الأزمات باشراك المجتمع المدني تحسبًا لحالات الطوارئ. 

 

وكشفت مصادر برلمانية عن إمكان عقد مكتب المجلس اجتماعًا خاصًا موسعًا للنواب مع الفريق الحكومي في حال تأزمت الأوضاع أكثر على الحدود، لافتة إلى أن الاجتماع من شأنه مناقشة وتحري استعداد الفريق الحكومي لمواجهة أي طارئ.

 

من جانبه طالب رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية، عسكر العنزي، بمتابعة التطورات الأخيرة في العراق، لا سيما المناطق الجنوبية القريبة من الكويت، داعيًا إلى التسلح باليقظة والحذر وعدم التهاون مع أي تطور، مؤكدًا الثقة المطلقة بقياداتنا في وزارتي الداخلية والدفاع، وبالقوات الأمنية التي تضع أمن الكويت فوق كل اعتبار.

 

 قال العنزي: إن الوضع الإقليمي برمته ليس مستقرًا وعلينا أن نكون حذرين، وأن نلتف خلف قيادتنا السياسية الحكيمة التي تقود دومًا سفينة الكويت إلى بر الأمان والاستقرار، معلنًا أننا في لجنة الداخلية والدفاع نتابع الأمر وقد اتصلنا بالمسئولين في وزارة الداخلية الذين أكدوا أن جميع التدابير الاحترازية لمواجهة التطورات في جنوب العراق أُخذت في الاعتبار.

 

وأوضح العنزي أن الكويت لديها خطط

لمواجهة أي تطورات طارئة، واتخذت الحكومة التدابير والجهوزية، سواء من الناحية الأمنية، أو الخدماتية، أو الدبلوماسية، مؤكدًا أن الكويت تسعى إلى استقرار المنطقة ويهمها أن يعم السلام أرجاء الإقليم الذي يتعرض إلى هزات أمنية منذ عقود.

 

بدوره أعرب مقرر لجنة الشئون الخارجية البرلمانية، د. محمد الحويلة، عن بالغ قلقه جراء ما يحدث من توتر واضطراب في جنوب العراق، وتحديدًا في المنطقة الحدودية بين الكويت والعراق.

 

وقال الحويلة إن ما يحدث في المنطقة الحدودية نتيجة متوقعة للتصعيد السلبي في العلاقات الأمريكية الإيرانية، ولتوتر العلاقة بين عدد من دول الخليج وإيران، إضافة إلى عدم الاستقرار الداخلي الناتج عن التمزق الطائفي والتدخلات الخارجية.

 

وأضاف الحويلة: أخشى ما نخشاه أن يكون هذا الاضطراب متعمدًا ومدفوعًا لتهديد الأمن الكويتي، لذلك ندعو الأجهزة الأمنية إلى التسلح باليقظة والحذر وعدم التهاون ورفع حالة التأهب للدرجة القصوى، وتجهيز فريق لإدارة الأزمة ليضع خطة طوارئ شاملة تحسبًا لتطور الأحداث، مؤكدين بالوقت نفسه ثقتنا الكاملة بوزيري الداخليه والدفاع، ورئيس ونائب رئيس الحرس الوطني، وجميع قياداتنا الأمنية الكويتية.

 

وأكد الحويلة أن الجهود الدبلوماسية والأمنية الاستراتيجية التي يقوم بها الشيخ صباح الأحمد لتجنيب جر البلاد وجعلها في وسط صراعات إقليمية، جهود كبيرة ومقدرة ويجب دعمها من خلال الالتفاف حول قيادة سموه الحكيمة وتعزيز وتقوية جبهتنا الداخلية.

 

وفِي هذا الصدد أعرب النائب، علي الدقباسي، عن تقديره لكل من رجال الجيش والحرس الوطني والشرطة المرابطين على الحدود لحمايتها، مؤكدًا أن الشأن العراقي الداخلي يظل حقًا للعراقيين، إلا أنه لا ضرر من حماية حدودنا.

 

وقال: اإن وجود المتظاهرين العراقيين بالقرب من حدودنا أمر مقلق، ولا أظنه بالمصادفة وإنما جاء كحلقة جديدة من مسلسل تهييج المنطقة نتيجة الاحتقان الذي تمر به، وثقتنا كاملة في جهازنا الأمني للتعامل مع هذا الملف، ونحن ندعم وبحزم كل الإجراءات التي تحفظ أمن البلد.

 

من جهته أعرب النائب محمد الدلال، أن ما يحدث قرب المنطقة الحدودية بين الكويت والعراق سيناريو متوقع، خصوصًا بعد توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، وكذلك العلاقة السلبية بين عدد من دول الخليج مع إيران أخيرًا ناهيك عن عدم استقرار الأوضاع الداخلية في العراق.

 

وأشار إلى أن الكويت قامت وتقوم بأدوار كبيرة أمنية وعسكرية ودبلوماسية بقيادة سمو الأمير للحيلولة دون جر الكويت أو إقحامها في الصراعات الإقليمية، وهي جهود ندعمها مع المطالبة بتشكيل فريق إدارة أزمة.

 

وشدد على أننا كنواب للأمة وكشعب يجب أن نكون على مستوى المسئولية، ندعم خطوات سمو الأمير لمواجهة التحديات الأمنية الخارجية أو الداخلية، حاثين ومراقبين الحكومة للقيام بواجباتها لإدارة الأزمات والطوارئ، داعين الله أن يديم علينا نعمة الأمان، وأن يجنب الكويت وأهلها ويلات الحروب والأزمات.