رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفتى الجمهورية : ظاهرة التطرف لا تعرف وطنًا ولا دينًا وحمل لواءها جماعات إرهابية

جانب من مؤتمر السلم
جانب من مؤتمر السلم والأمن

كتبت- سناء حشيش:

أكّد الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية- أن ظاهرة التطرف والإرهاب لا تعرف وطنًا ولا دينًا، وحمل لواءها جماعات إرهابية ذات عقليات مريضة ومنطق مشوه وقلوب جامدة، مضيفًا أنه على المجتمع الدولى أن يتوحد من أجل مواجهة هذه الموجة المرعبة من الكراهية ومواجهة نمو الفكر المتطرف خاصة بعد تزايد انضمام أعداد كبيرة لتلك الجماعات من مختلف بلدان العالم.

وأضاف «المفتى» -فى كلمته أمام المؤتمر الدولى للعلماء المسلمين حول السلم والأمن الذى تعقده منظمة التعاون الإسلامي- أن صناعة الفتوى هى واحدة من أجلِّ المهام التى تقوم بها المؤسسات الدينية الرسمية المعتمدة مثل دار الإفتاء المصرية، التى تهدف إلى فهمٍ صحيح للعلاقة بين أحكام الإسلام والواقع المعاصر المتغير، فى محاولة لتعليم المسلمين أحكام دينهم مع مراعاة الواقع المعيش للمسلمين فى مختلف بقاع الأرض.

واعتبر مفتى الجمهورية أن تصدُّر غير المتخصصين للإفتاء ممن لا يملكون ما يكفى من المعرفة الدينية الصحيحة، يعد واحدًا من الظواهر التى قد تفسِّر السبب الأهم لانتشار التطرف؛ لأنهم نصبوا أنفسهم كسلطة ومرجعية دينية رغم افتقارهم للمؤهلات العلمية التى تؤهلهم للتصدر لعملية الإفتاء والتحدث فى الشريعة والأخلاق.

وأكَّد «المفتى» أن انتشار هذا السلوك المنحرف وفوضى الفتاوى فتح الباب أمام التفسيرات المتطرفة التى لا أساس لها فى الإسلام؛ لأن أيًّا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام فى مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أى أساس دينى، فهم يسعون فقط ليعيثوا فى الأرض فسادًا ولنشر الفوضى فى أرجاء العالم.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن هؤلاء المتطرفين يعتمدون المنهج الحَرفى للنصوص الدينية دون التعمق فى فهم معناها الحقيقى، حيث يتجاهلون قواعد الاستنباط العلمية وأقوال العلماء والجمع بين الأدلة الشرعية، كما أنهم يتجاهلون المقاصد العليا للشريعة الإسلامية مثل حفظ الأنفس والدين والعقل والعرض والمال التى صدرت الأحكام الإسلامية من أجل تحقيقها ودفع الضرر عن الناس فى الدنيا والآخرة، وهو ما أدى إلى

إفراز تطرف فكرى والانحراف عن المنهج الصحيح الذى يؤدى حتمًا إلى السلوك المتطرف.

وتابع: «من أجل كل هذا، فقد كان لزامًا على دار الإفتاء المصرية أن تواجه هذا التهديد العالمى عبر إعلانها حربًا فكرية ضد هذه الأيديولوجيات والمعتقدات المشوهة، ومواجهة تلك التفسيرات المقززة للنصوص الدينية التى يقوم المتطرفون بليِّ عنقها وتشويهها ونزع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من سياقها».

واستعرض مفتى الجمهورية مجهودات دار الإفتاء المصرية فى تفكيك الأفكار المتطرفة عبر عدة آليات وطرق بعضها إلكترونى والبعض الآخر عبر إصدار الكتب والمقالات التى نشرت، بالإضافة إلى المشاركة فى العديد من المؤتمرات الدولية لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية المنحرفة.

ولفت إلى أن دار الإفتاء من أجل ذلك قد أنشأت مرصدًا لرصد وتفكيك الفتاوى المتطرفة والآراء الشاذة للجماعات الإرهابية، وقد أصدر المرصدُ العديدَ من الفتاوى المضادة التى كشفت عن التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامى، وأكَّدت على أن تلك الأيديولوجيات المتطرفة الشاذة بعيدة عن تعاليم الإسلام الحقيقية نصًّا وروحًا على حد سواء.

وأضاف مفتى الجمهورية أن المرصد قد أصدر العديد من التقارير التى تبيِّن مدى انحراف هذا الفكر المتطرف، كان من أهمها إظهار مدى بشاعة المعاملة التى يتعامل بها المتطرفون مع النساء خاصة فى العراق وسوريا، حيث يتم إخضاعهن بالقوة للزواج القسرى والاغتصاب والإهانة؛ مما يكشف الوجه الهمجى القبيح للمتطرفين ضد النساء.