رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مطار القاهرة 55 عامًا فى خدمة الوطن وبوابة مصر إلى أفريقيا والشرق الأوسط

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت - أمانى سلامة:

 

أحداث كثيرة يحملها الزمن بين صفحاته بعضها يمثل نقاطًا مضيئة وعلامات فارقة مما يجعل منها ذكريات مميزة ومؤثرة تميز بعض الأيام عن بعضها وتجعلنا نقف عندها كلما مرت علينا لنرى كم من الخطــوات قطعنا وكم من الآمال نسعى لتحقيقها مستلهمين فى طــريقنا تلك النقــاط المضيئـة والعلامــات الفارقة.

ففى الثامن عشر من شهر مايو من عام 1963 ومنذ 55 عامًا تم الإعلان عن افتتاح مطار القاهرة الدولى الذى يعد بالفعل بوابة مصر الأولى. والذى كان حدثًا عظيمًا كونه فى ذلك الوقت يعد البداية الحقيقية لتسهيل الطيران المدنى للمواطنين فى وقت كانت لا تزال تستخدم فيها الوسائل التقليدية والبدائية فى السفر قبل أن ندخل فى عصر السماوات المفتوحة.

 

مطار القاهرة قبل عام 1963 

ترجع البدايات الحقيقة لإنشاء المطار لسنة 1942 وأثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع الجيش البريطانى بإنشاء مطار عسكري على بعد 5 كيلو مترات من مطار ألماظة، وذلك لخدمة قوات التحالف المشاركة فى الحرب، وسمى المطار باسم «مطار باين فيلد» نسبة إلى اسم أول طيار أمريكى قتل فى معارك الحرب العالمية الثانية.

وكان المطار يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربع حظائر للطائرات، والعديد من المبانى مما جعله كبيرًا جدًا إذا ما تمت مقارنته بالمقاييس التى كانت سائدة فى المطارات فى ذلك الوقت وفى 22 أبريل 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدنى المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة تنتمى لوزارة الحربية.

وبعد أن وضعت الحرب اوزارها وفى 15 ديسمبر من عام 1946 انتقلت إدارة المطار مع كافة المطارات المصرية الأخرى إلى الجانب المصرى بعدما كانت تحت الإدارة البريطانية، وبدأت مصلحة الطيران المدنى المصرية فى تجهيز مطار مدنى دولى ومن أجل استيعاب أكبر عدد من الركاب القادمين أو المغادرين للأراضى المصرية تمت توسعة صالتى السفر والوصول وتم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.

وفى سنة 1946 قد تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد ليصبح مطار فاروق الأول وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من «مطار فاروق الأول» إلى «ميناء القاهرة الجوى»، وفى سنة 1955 تم إجراء بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلًا من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين. 

 

افتتاح مطار القاهرة 

فى 18 مارس 1963 قام الرئيس جمال عبدالناصر بالافتتاح التجريبى لمبنى الركاب رقم 1 والذى استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من ثمانى سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا فى 18 مايو 1963، وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب فى عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب، ونظرًا لهذه الزيادة فى أعداد الوافدين إلى مصر فقد تم إنشاء صالة الركاب (رقم 2 وصول)، وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء الصالة «رقم 2 سفر».

 

توسعات كبيرة وانتعاشة فى الثمانينيات 

وقد شهد مطار القاهرة فى فترة الثمانينيات طفرة كبيرة فى الطاقة الاستيعابية، وذلك بعد إنشاء صالة الركاب رقم 3 سفر ووصول فى عام 1980، حيث وصل عدد الركاب فى هذا العام 5.224 مليون راكب.

 

مبنى الركاب رقم 2 

وفى عام 1986 تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بطاقة استيعابية قدرها 3 ملايين راكب وتم تخصيص هذا المطار فى المقام الاول لشركات الطيران الأوربى والخليجى والشرق الاقصى وقد بلغ عدد الركاب فى عام 2000 ولأول مرة منذ إنشاء المطار 8.943 مليون راكب بزيادة قدرها 22.3% عن عام 1980.

 

مبنى الركاب رقم 3 

وفى عام 2004 تم توقيع عقد تنفيذ مبنى الركاب رقم 3 المشروع الأضخم فى مجال توسعة مطار القاهرة، حيث أصبحت الحاجة ملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بعد زيادة أعداد الركاب بشكل هائل سنويًا، ففى عام 2005 بلغ عدد الركاب 10.218 مليون راكب بزيادة قدرها 14.2% عن عام 2000، كما تم افتتاح صالة الوصول الدولية رقم 3 والتى تتبع مبنى الركاب رقم 1، وفى نفس العام تم افتتاح خدمة أهلا المميزة، حيث يتمتع الراكب بأجواء الضيافة العربية الأصيلة فى صالات أهلا مع إنهاء إجراءات السفر دون أى مشقة.

وفى عام 2008 أقيمت احتفالية عالمية حضرها كبار رجال الدولة والشخصيات العامة ونجوم الفن والرياضة والمجتمع للإعلان عن بدء التشغيل التجريبى لمبنى الركاب رقم 3 وفى عام 2009 تم التشغيل الفعلى لمبنى الركاب رقم 3 لتعمل منه شركة مصر للطيران وشركات الطيران الأخرى الأعضاء فى تحالف ستار العالمى، وفى نفس العام تم افتتاح طريق المطار الجديد.

 

مطار القاهرة أفضل ميناء جوى 2006

وفى عام 2006 وبعد تعاظم ورقى مستوى خدمات الطيران الموجودة بمطار القاهرة ووصول عدد الركاب المترددين عليه إلى 10.778 مليون راكب بزيادة قدرها %20.5 عن عام 2000. حصل مطار القاهرة الجوى على لقب أفضل ميناء جوى فى أفريقيا.

وفى 14 مايو 2009 بدأت شركة ميناء القاهرة الجوى تشغيل كاميرات حرارية تقيس درجة حرارة الركاب القادمين أثناء مرورهم من بوابات الدخول إلى صالات الوصول 1، 2، 3 بمبنى الركاب رقم 1، وصالة الوصول بمبنى رقم 2، إضافة إلى صالة الوصول بمبنى ركاب رقم 3، يأتى هذا الإجراء فى إطار مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى تتخذها سلطات الحجر الصحى بالمطار لمواجهة تسلل الأمراض والأوبئة الخطيرة إلى مصر.

 

برج المراقبة الجديد 

وفى عام 2010 تم افتتاح بعض مشروعات التطوير فى مطار القاهرة مثل برج المراقبة الجديد، ليقوم بالتحكم فى الحركة التشغيلية للممرات الثلاثة، ويمكن للبرج إدارة 120 رحلة طيران فى الساعة، كما افتتح الممر الجديد لاستقبال أضخم الطائرات، والبدء فعليًا فى تطوير إنشاء مبنى الركاب رقم 2 لاستيعاب 8 ملايين راكب سنويًا.

 

مبنى الرحلات الموسمية

ونظرًا لانتعاش حركة السفر والوصول وكثافتها الشديدة فى بعض الأوقات من العام دون غيرها كموسم الحج والعمرة فقد تم افتتاح مبنى الرحلات الموسمية فى عام 2011 ليتم تخصيصه لخدمة ضيوف الرحمن فى السفر والوصول على رحلات مصر للطيران المتجهة من وإلى جدة، والمدينة المنورة لتخفيف الضغط على صالة السفر رقم 1 التى كانت تقلع منها رحلات حج وعمرة مصر للطيران بجانب الشركات الأخرى، كما تم تطوير ساحات انتظار مبنى الركاب رقم 1. 

 

الجراج متعدد الطوابق والقطار الآلى

فى عام 2012 تم افتتاح الجراج متعدد الطوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 3700 سيارة كما تم افتتاح مشروع القطار الآلى ليربط جميع مبانى الركاب بالمطار فى وقت قياسى ويسهل من عملية السفر والترانزيت، وتم إنشاء محطة مكافحة الحريق. وفى 2013 فتم افتتاح فندق «ميريديان مطار القاهرة» بسعة 350 غرفة كما تم تطوير قرية الشحن الجوى الجديدة والتى تقدم التسهيلات الفنية لدعم النمو فى

حركة الشحن عبر المطار.

 

توسعات وإنشاءات جديدة فى آخر أربعة أعوام

وجاء عام 2014 ليشهد افتتاح قرية البضائع الجديدة والتى تقع على مساحة 17 ألف متر بما يمثل طفرة لحركة التصدير والاستيراد فى مصر. 

كما تم افتتاح مبنى الـDHL بمطار القاهرة على مساحة 10000 متر مربع ويعد المركز هو المحور الرئيسى للتوزيع فى أفريقيا والشرق الأوسط حيث يعمل المركز على تعزيز عمليات الفرز وإعادة تصدير الشحنات الواردة من أوروبا إلى دول المنطقة. ويضم المركز الجديد أحدث التكنولوجيات العالمية التى تضمن استلام وتوصيل الشحنات بأعلى مستويات الجودة والسرعة. 

عام 2015 تم افتتاح بوابات الجوازات الاليكترونية حيث تم تركيب عدد 4 بوابات اليكترونية وان هذه الخدمة يتم تطبيقها اختياريًا مقابل رسم مادى فى مقابل أنها تتيح للراكب انهاء إجراءات الجوازات خلال سفره ووصوله فى دقائق معدودة دون الوقوف فى طوابير الجوازات ما يوفر الوقت والجهد على مستخدم الخدمة.

كما تزيين مهبط الطائرات بلوحات بيئية... وتركيب 200 كاميرا مراقبة على أسوار المطار... ومشروع تجديد ممر الطائرات... وافتتاح تحديث السنترال التليفونى لمطار القاهرة.

عام 2016 تم افتتاح الممر L05 والذى يصل طوله إلى 3300 متر بعرض 60 مترًا بعد تطويره وتجهيزه بأنظمة الملاحة المتطورة وتزويده بالإضاءة الحديثة LED ليكون جاهزًا لاستقبال الطرازات المختلفة من الطائرات وعلى رأسها الطرازات العريضة والعملاقة.

 

سولار امبالس

وفى حدث هو الاول من نوعه وصول أول طائرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية «سولار امبالس» إلى أرض مطار القاهرة وسط احتفالية غير مسبوقة حضرها كبار رجال الدولة ووفود أجنبية وسفراء دول أجنبية كما حضر المؤتمر الصحفى العديد من القنوات والوكالات الاجنبية والعربية لتغطية الحدث عالميًا.

كما تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بعد تطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 7.5 مليون راكب سنويًا. ليرفع الطاقة الاستيعابية الكلية لمطار القاهرة الدولى لما يزيد عن 30 مليون راكب سنويًا وبقيمة استثمارية 3.4 مليارات جنيه، وبه 28 كوبرى تحميل، وعدد 78 كاونتر جوازات، كما يحتوى المبنى على 11 غرفة فندقية داخل الدائرة الجمركية مجهزة على أعلى مستوى يستخدمها الركاب العابرون دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول لمصر.

كما حصل مطار القاهرة على شهادة الأيزو المتكاملة فى البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية.

عام 2017 افتتاح محطة محولات كهرباء (2) بجهد (66 / 11 ك) والهدف الرئيسى من إنشاء المحطة هو تغذية مبنى الركاب رقم (2) و(3) بمطار القاهرة الدولى بالطاقة الكهربائية الكافية، وكذلك توليد الطاقة والإمدادات والأحمال الكهربائية بضغوط مرتفعة لرفع كفاءة خطوط نقل القدرة الكهربية للمطار.

وفى العام ذاته حصل مطار القاهرة على جائزة أفضل مطار فى الشحن الجوى بأفريقيا. كما تم تشغيل مبنى الركاب رقم 2 ونقل شركات الطيران تباعًا من مبنى الركاب رقم 1 

وأقرت شركة SGS العالمية المانحة لشهادات المطابقة الدولية استمرار مطار القاهرة فى مطابقته لمتطلبات نظام إدارة الجودة طبقًا للمواصفة الدولية وذلك بعد إجراء الاختبارات اللازمة للنظام. 

تم تحويل نظام الإضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 1 من الاضاءة التقليدية إلى إضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية (الليد) الموفرة للطاقة، وفى 2018 تم توقيع بروتوكول تعاون بين كل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة المصرية القابضة للمطارات ( شركة ميناء القاهرة الجوى) لتحويل نظام الاضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 3 من الاضاءة التقليدية إلى اضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية (الليد) الموفرة للطاقة وتجرى حاليًا عملية التحويل. 

 

 

تم البدء فى مشروع تطوير ممر C 05 

المشروعات المستقبلية: 

1- مشروع مدينة مطار القاهرة (ايربورت سيتى)

2- مشروع تطوير مبنى الركاب 1

ويمكننا القول بأنه تغيرت العديد من مفاهيم الإدارة بتغيير مراحل الخطط المستقبلية بفضل الجهود المترابطة لقيادات الشركة ذات الهدف الأوحد وهو الارتقاء بميناء القاهرة الجوى، ليصبح مطار القاهرة رائد المرحلة التنافسية القادمة فى عالم المطارات حيث توجهت الشركة فى الآونة الأخيرة إلى العديد من الخطط التنموية البعيدة المدى التى تقوم على مواكبة التقنية العالمية بعالم تكنولوجيا الطيران، فضلا عن أساليب ترقيه القدرة الإنتاجية والكفاءة المهنية التى أدت بدورها إلى ترقيه مستوى الخدمات للوصول إلى أعلى الدرجات التنافسية فى الجودة 

لذلك من الجدير بالذكر أنه بفضل القيادات القوية ذات النظرة المستقبلية الرامية والقرارات الحكيمة، أصبح ميناء القاهرة الجوى من أهم المطارات ويضاهى المطارات العالمية.

والآن نحن نحتفل بمرور 55 عاما على إنشائه وعلى ثقة أن غدا القادم يحمل لمطارنا ومصرنا الغالية أفاقا أرحب وأكثر إشراقا للانطلاق إلى العالمية بإذن الله.